صفحتي

صفحتي
مدونة ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
الأربعاء، 15 فبراير 2017

(٨) قالوا : فقلنا

قالوا:

"إن الإنسان الجاهل لا يكفر بالشرك الأكبر ويعذر بالجهل أما المعاند العارف للحقّ فإنّه يكفر به.
لقوله تعالى: ﴿وما كنا معذّبين حتى نبعث رسولاً﴾ [ الإسراء : 15]

فنقول :
"إن في هذا القول ردّا وتكذيباً لنصوص قرآنية صرحت بخلاف ذلك ، وبيّنت أن المشرك العابد لغير الله الجاهل لا فرق بينه وبين المعاند المصرّ علي الباطل بعد العلم في التسمية والوصف بأنهم مشركون . ومن هذه النصوص :

"وإذ أخذ ربك  من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم علي أنفسهم ألست بربكم قالوا : بلي شهدنا ، أن تقولوا يوم القيامة إناّ كنّا عن هذا غافلين . أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل و كنّا ذرية من بعدهم أ فتهلكنا بما فعل المبطلون [الأعراف :     [ 172/173 ].

فهذه الآية صريحة بأن المشرك لا يعذر بالجهل والتقليد .

_ ﴿ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلّونهم بغير علم  ألا ساء ما يزرون﴾ [النحل: 25].

_﴿وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلّونا السبيلا﴾ [ الأحزاب : 67]

_﴿وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء . قالوا لو هدانا الله لهديناكم﴾ [إبراهيم: 21].

ففي هذه الآيات وما شاكلها بيان تام في أن الله لم يعذر التابعين الجاهلين الذين أضلتهم الكبراء السادة بل جعل الفريقين مشتركين في العذاب .

_ ﴿وان أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون﴾ [التوبة: 6] .

وفي هذه الآية سمي الله  أهل الأوثان مشركين مع تصريحه بأنهم قوم لا يعلمون أي جاهلون .

_ "إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون "    [ الأعراف : 30] .
ودلّت هذه الآية علي أن أهل الضلالة من بني آدم كانوا يحسبون أنهم مهتدون علي الصراط المستقيم، فمن ذلك تعلم أن أهل الجهل من المشركين أكثر عدداً من أهل العناد والإصرار علي الباطل .. لأن الله قسم الناس قسمين .. وهما القسم المهتدي والقسم الضال وهو يحسب أنه من المهتدين ولم يذكر أهل العناد لقلّتهم .

( وقالوا أئذا متنا وكنا عظاما ورفاتا أ ئنا لمبعوثون خلقاً جديداً ا (    [ الأسراء : 49] .
﴿وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا﴾ [ الزخرف : 19] .
(وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ( [ الصافات : 159] .
( ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ( [ يونس: 18] .
( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلي الله زلفى ( [ الزمر : 3] .
(وأنا ظننا ألن تقول الإنس والجن علي الله كذبـا( [ الجن : 5] .

فهذه الآيات وأمثالها تدل علي أنه كان لأهل الشرك عقائد فاسدة يظنونـها صـوابا . ومعلوم أن الإنسان لا يمكن أن يعتقد عقيدة يعلم فسادها .. وإنما يعتقد العقيدة الفاسدة من يجهل الحقيقة  .
ومع أن الله  ذكّـر في كتابه كثيرا من عقائدهم وظنونهم الفاسدة .. نجده كذلك لا يعذرهم بالجهل واتباع الظنّ .. بل إنه يجعل هذا الإتباع والرضى بالظنون والأوهام جريمة يستحقون بها أليم العذاب . لأنهم أصبحوا أفّاكـين مفترين على الله الأكاذيب بما يفترونه ويقولونه من أمور لا توافق الحقيقة المقـرّرة في كتاب الله .
فهو سبحانه يقول : ) نبئوني بعلم إن كنتم صادقين ( [ الأنعام : 143] .
) أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى علي الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ( [ الأنعام : 144] .
) قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتّبعون إلا الظنّ وإن أنتم إلا تخرصو ن(  [الأنعام:148] .
) وينذر الذين قالوا  اتخذ الله ولدا . مالهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة
تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ( [ الكهف : 4/5] .
) إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا ( [ العنكبوت : 17] .
) افتراء علي الله سيجزيهم بما كانوا يفترون ( [ الأنعام : 138] .                                                                                                                                                                                                              
) تالله لتسألنّ عما كنتم تفترون ( [ النحل : 56] .

فنري أن الله وصفهم بالظلم والإفك والافتراء مع وصفه إياهم بالجهل وعدم العلم فدلّ ذلك علي أنّ من اعتقد عقيدة فاسدة أشرك فيها بالله لا يكون إلا مشركا ظالما .. ولا يكون جهله وظنه بأنه علي صراط المستقيم عذرا ينفي عنه صفة الشرك .
وقوله تعالي : ) وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً  ( لا يخالف ما قرّرته الآيات السابقة الدّالة علي أنّ الجهل لا ينفي عن المشرك أن يوصف بالشرك ، وإنما تدلّ علي أنّ الله لا يأخذ أهل الشرك بعذاب الاستـئصال في الدنيا قبل إنذارهم وإقامة الحجة عليهم بالرسالة …
وهذه من رحمة الله وحبـه للعـذر …

--------------
منقول

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي