معنى كلمة (وطن) في لسان العرب:
لقد كثُر في لسان العرب استعمال مادة (وطن) في معاني عدة أستعرضها من خلال هذا العرض اللغوي الذي هو أساس بناء المعنى الاصطلاحي.
_ فالوطن: هو المنزل الذي تقيم به، وهو موطن الإنسان ومحلّه، والجمع: أَوْطان
وَطَنَ فلانٌ بالمكان وأَوْطَن: أقام به، واتخذه محلاً ومسكنًا يقيم فيه.
- والمَوْطِن: المشهد من مشاهد الحرب، والوطن، وكل مكان أقام به الإنسان لأمر، والمجلس
وأَوْطنتُ الأرض ووطَّنتُها واستوطنتُها: أي اتخذتُها وَطَنًا، وكذلك الاتطان؛ وهو افتعال منه.
والْمَواطِن: كل مقام قام به الإنسان لأمر.اهـ .
فالوطن في اللغة يعني المكان الذي ولد فيه أو نشأ عليه.
مفهوم الوطنية في الإسلام:
-وطن المسلم ليس هو المكان الذى وُلد أو نشأ فيه بل وطنه هو رقعة الأرض التى تخضع لسلطان وأحكام الإسلام .
- فهذا الوطن بمواصفاته الآنفة الذكر هو وطن كل مسلم في العالم على اختلاف جنسياتهم وألوانهم ولغاتهم .. لهم فيه كامل الحقوق والواجبات..
-وهو الوطن الذي يجب الدفاع عنه ـ بكل غالٍ ونفيس ـ وحراسته من أي خطر يتهدده مادياً كان أم معنوياً ..
فحب الوطن والولاء للوطن فى الاسلام يرجع فى الأصل لحب الله والولاء فيه سبحانه وتعالى فالوطن فى الإسلام لايُوالي ولايُعادى فيه لذاته وإنما لعقيدة الإسلام وأحكام الإسلام وشرائعه.
مفهوم الوطنية عند الجاهلية:
● مفهوم الوطنية يعني أن الناس سواسية مع مختلف أديانهم.
● مفهوم الوطنية يعني أن الولاء والمحبة لاتقوم إلا على الوطن .
●مفهوم الوطنية يعني أن الأمن والإستقرار للوطن .
●مفهوم الوطنية يعني أن كل الناس ويميزهم عن بعضهم بحسب الدين باطل.
●مفهوم الوطنية يعني أنه لايحكم أهل الوطن إلا من كان من جنسيتهم.
فالوطنية دين يوالي ويعادي فيه ويسالم ويقاتل عليه.
فالوطنية تلغى الإسلام وتهتك رابطة الولاء والبراءة في الإسلام إلى الولاء والبراءة في الوطن.
مفهوم الوطنية عند الجاهلية يحتم كذلك أن من كان يعيش خارج هذه الحدود الجغرافية للقطر أو ينتمي إلى غيره من الأقطار .. ولو كان أتقى أهل الأرض وأصلحهم .. فإنه لا يُعطى أدنى الحقوق والموالاة التي يُعطاها أكفر وأفجر من يعيش ضمن تلك الحدود الجغرافية للقطر أو ينتمي إليه..
فالوطن بهذا المفهوم الشائع .. والمعمول به في كل الأمصار .. وثن يُعبد من دون الله .. يُعقد فيه الولاء والبراء .. والحب والبغض .. والسلم والحرب .. وقد بلغ ببعض دعاة الوطنية مبلغاً أن ينسبوا الربوبية صراحة لهذه الأوطان .. ويصرفوا إليها صنوفاً عديدة من التنسك والعبادات!!
فانظر مثلاً ماذا يقول
أحمد محرم المصري في وطنه مصر:
فإن يسألوا ما حُبَّ مصرَ فإنه ☆دمي وفؤادي والجوانح والصدرُ
أخافُ وأرجو، وهي جَهدُ مخافتي ☆ومرمى رجائي، لا خفاءُ ولا نُكرُ
هي العيشُ والموتُ المبغَّض والغنى☆ لأبنائها والفقرُ والأمن والذُعـرُ
هي القدرُ الجاري هي السخطُ والرضى ☆هي الدينُ والدنيا هي الناس والدهرُ
بذلك آمنا، فيا من يلومنا ☆ لنا في الهوى إيماننا ولك الكـفرُ !!
ويقول شوقي كذلك:
ويا وطني لقيتُكَ بعد يأسٍ ... كأني لقيتُ بك الشبـابا
وكلُّ مسافرٍ سيئوبُ يوماً ... إذا رُزقَ السلامة والإيابا
ولو أني دُعيتُ لكنتَ ديني ... عليه أُقابلُ الحتمَ المُجابا
أدير إليك وجهي قبل البيتِ .. إذا فُهتُ الشهادة والمتابا
هذه القدسية والعبودية للأوطان التي هي شرك أكبر قد انعكست على أخلاق الناس، وعقائدهم، وأفكارهم، وسلوكياتهم ..
حتى أننا نجد من المستساغ جداً أن يقول أحدهم عن نفسه: أجاهد وأقاتل في سبيل الوطن .. أموت في سبيل الوطن .. أتبرع بمالي وأبنائي في سبيل الوطن .. أضحي بكل شيء في سبيل الوطن .. الوطن غالي يستحق منا كل غالٍ ونفيس .. فكل شيء في سبيل الوطن يرخص ويهون .. ويقصد من وطنه تلك الحدود الجغرافية للإقليم التي ينتمي إليها،فالوطنية صارت دين لهم .
كذلك ويعمل التعليم -من خلال مؤسساته- على تنمية الانتماء الوطني لدى الطلاب بأساليب متعددة منها:
غرس الانتماء إلى الوطن لدى الطالب لأنه أحد دعائم بناء الفرد والمجتمع، واعتبار الفرد جزءا منه ومعرفة الأحداث الجارية في الوطن والتفاعل معها إيجابيا.
المشاركة في شؤون المجتمع.
احترام عادات وتقاليد الوطن وتقدير مؤسساته واحترام أنظمته والمحافظة على ثرواته.
هذا هو مفهوم الوطنية عند أهلها الجاهلية، ولاشك أن هذه المعاني شركية وثنية تناقض دين الاسلام صراحة
منقول