صفحتي

صفحتي
مدونة ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
الاثنين، 14 نوفمبر 2016

من هو المسلم (١٤)

وحتى تنفع كلمة ( لا إله إلا الله ) الإنسان ويصبح بها مسلماً لا بدّ له من البراءة من كل الكفّار سواء كانوا أحياء أم أمواتاً .

والبراءة من الكفّار تعني كراهيتهم وبغضهم وعدم محبتهم ، فلو قال إنسان ( لا إله إلا الله ) والتزم بما جاء من دين الله من صلاة وصوم وزكاة وحج وجهاد وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر إلى غير ذلك من أمور الدين ولكنّه لم يبغض الكفار وأحبّهم ولو واحداً منهم ولو كان أقرب الناس إليه فقد كفر .
فلا يحكم على إنسان جامع المشركين وسكن معهم بالإسلام إلا إذا أظهر البراءة منهم وفاصلهم في حياته المفاصلة التامة ولم يرض الكفر والضلال الذي هم فيه .
قال تعالى : ]قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَاؤُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ...[ [الممتحنة: 4].
إن الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة يأمرنا أن نقتدي بإبراهيم عليه السلام ومن معه من المؤمنين ، فإنهم آمنوا بالله وحده وردّوا الطواغيت ومن عبد الطواغيت ، وأعلنوا أن هؤلاء كلّهم كفّار يجب عداوتهم وبغضهم والبراءة منهم حتى يؤمنوا بالله وحده ، وكما أنّهم قد كفَّروا الطواغيت وأبغضوهم فإنهم في نفس الوقت كفَّروا وأبغضوا وعادوا من عبد الطواغيت .
هذا هو معنى لا إله إلا الله ، فمن قال هذه الكلمة عارفاً لمعناها عاملاً بمقتضاها مبتعداً عن ما ينقضها فهو المسلم الحق عند الله .
ويوضّح الله جلّ وعلا لنا في آية أخرى صفات المؤمنين، فيقول عز من قائل : ]لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رضي الله عنهمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ [  [المجادلة: 22].
في هذه الآية الكريمة يوضِّح الله لنا أن من أحبّ الكفّار ووالاهم ولو كانوا أقرب أقربائه ، فإن هذا الشخص مع فعله ذلك يكون ادّعاؤه الإيمان والإسلام ادّعاء باطل .
فمن جالس من يستهزأ ويكفر بالله ورسوله فهو مثله ولو ادّعى أنه غير راض بذلك .
يقول الله جل وعلا : ]وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا [ [النساء: 140].
عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي ) . 
ويقول أيضاً صلى الله عليه وسلم : ( يحشر المرء مع من أحب )
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وهل الدين إلا الحبّ في الله والبغض في الله )
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( من أحبّ في الله وأبغض في الله وعادى في الله ووالى في الله فإنما تنالوا ولاية الله بذلك )   .
ويقول صلى الله عليه وسلم : ( لا تساكنوا المشركين ولا تجامعوهم فمن ساكنهم أو جامعهم فهو مثلهم )
ويقول صلى الله عليه وسلم : ( لا يقبل الله من مشرك أشرك بعدما أسلم عملا حتى يفارق المشركين إلى المسلمين ) () .
فمجامعة الكفار ومساكنتهم وتكثير سوادهم مع عدم إظهار البراءة منهم بدون عذر شرعي تعني الكفر ، فإذا سكن إنسان في مجتمع من مجتمعات اليوم التي يحكمها الكفر والتي أظهرت الكفر بأشكال مختلفة وألوان متعددة ولم يظهر براءته من هذا المجتمع وأهله الكفّار بل أظهر الولاء والرضى لهم كان منهم وحكم على ظاهره - الذي نحن مأمورون بأن نحكم به - أنه كافر ، وباطنه وسريرته إلى الله تعالى .
هذا هو موقف المسلم من أعداء الإسلام ومن صفّ في صفوفهم وأعانهم .
هذا ولا تعني البراءة من الكفّار الذين لم يحاربوا الإسلام والمسلمين ولم يصفّوا في صفوف المحاربين للإسلام، ولم يعلنوا العداوة الصريحة للإسلام وأهله عدم معاملتهم معاملة حسنة ، وذلك ببرهم والإحسان إليهم كالنفقة على الأقرباء مثلاً كالآباء والأبناء والإخوة ، وكزيارتهم وإكرامهم وإهدائهم بعض الأشياء ترغيباً لهم في الإسلام وتأليفاً لقلوبهم .
يقول الله جل وعلا :- ]وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [ [لقمان: 15].
ويقول أيضاً : ]لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [ [الممتحنة: 8].

وعن هشام ابن عروة أخبرني أبي ، أخبرتني أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت :- [ أتتني أمي راغبة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فسألتُ النبي صلى الله عليه وسلم هل أصلها ؟ قال :- (نعم) ، قال ابن عيينة : فأنزل الله تعالى : ]لاَ يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ [[الممتحنة: 8] .

ورُوِيَ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى حلة سيراء ( من حرير ) عند باب المسجد فقال :- ( يا رسول الله لو اشتريت هذه فلبستها للناس يوم الجمعة وللوفد إذا قدموا عليك ) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة ) ، ثم جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم منها حلل فأعطى عمر منها حلة فقال عمر :- ( يا رسول الله كسوتنيها وقد قلت ما قلت في حلة عطارد ما قلت ) ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إني لم أكسكها لتلبسها ) ، فكساها عمر أخاً له مشركاً بمكة .
وختاما أقول : قد بيّنت بالأدلة الواضحة من القرآن والسنّة كيف يصبح الإنسان مسلماً وتحريت الحقّ والوضوح في كل ما قلت ونقلت .
]لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ [ [الأنفال: 42].
فلينظر كل امرئ أين هو من ذلك فمن لم يكن إسلامه كما بينّا فليسرع وليؤمن بالإسلام الحق فما زال للتوبة زمان ، ومن لم يفعل فلا يلومنّ إلا نفسه .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

منقول

من هو المسلم (١٣)

لقد أصبحت كلمة لا إله إلا الله في زماننا الحاضر كلمة لا تفيد شيئاً سوى بعض الكلمات التي تردّد على اللسان ، دون معرفة معناها ومحتواها الحقيقي وما تحمِّله من تكاليف لمن شهد بها يجب عليه تطبيقها في حياته ، وبدون ذلك فإن مجرّد تلفّظها دون معرفة معناها ، أو معرفة معناها ولكن دون تطبيقها في مجالات الحياة كلّها لا تفيد شيئاً ولا تحقق إسلاماً ولا إيماناً .
ومع الأسف هذا هو الحاصل في زماننا ، فهذه كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله ) على ألسنة ملايين الناس يكرّرونها في اليوم عشرات المرّات ، وأعجب من ذلك كلّه فإن الطواغيت يسمحون بالتلفظ بها في كل مكان ، حتى أنهم يتلفّظون بها هم أنفسهم وحتى أنهم يعطون معاشات للمؤذنين والأئمة الذين يتلفظون بها ويعلنونها على المآذن والمنابر .
لماذا يفعل الطواغيت ذلك مع أنهم يعلمون أن هذه الكلمة في معناها الحقيقي حرب عليهم وتحض على تكفيرهم ومحاربتهم ؟
إن السبب هو أن الطواغيت يعلمون أن هذه الكلمة أصبحت لا تفيد شيئاً عند الناس ، سوى كلمة تتردّد على اللسان دون معرفة معانيها ومقتضياتها ودون السّعي إلى العمل بها كما يريده الله .

ولإثبات وتوضيح ذلك نضرب مثالاً :-
لو صعد أحد على المنبر أو على المئذنة ، وقال : "إني أردّ وأكفِّر من شرَّع مع الله أو دونه فأحلّ حرامه وحرّم حلاله وحكم بغير ما أنزل الله ، وأتبرّأ منه لأنّه قد أعلن نفسه إلهاً من دون الله ، ومن أعانه أو أطاعه في ذلك أو لم يرده ويكفِّره ويتبرّأ منه ويسعى لإزالته بقدر استطاعته فقد كفر مثله ولو شهد أنه لا إله إلا الله وصام وصلّى وحجّ وزعم أنه مسلم ".
    هل يسمح الطواغيت لهذا الإنسان أن يقول هذه الكلمات على المآذن أو المنابر ناهيك أن يعطوا له معاشاً؟
بالطبع لا فإنّ من يقول هذه الكلمات سواء على المنابر أو على المآذن أو في أي مكان آخر فإن مصيره القتل أو الحبس أو النفي . حتى أنه من لم يعلن ذلك صراحة ولكن اعتقد ذلك في قلبه فهو في نظر الطواغيت عنصر إرهابي غير صالح ، مع أنّ هذا القول الذي قاله هو ما تفيده وما تأمر به كلمة ( لا إله إلا الله ) ، وأن بدون هذا المعنى والعمل بهذا المعنى فإن كلمة ( لا إله إلا الله ) لا تنفع قائلها ولو كرَّرها في اليوم آلاف المرات...يتبع ان شاء الله

منقول

من هو المسلم (١٢)


وزيادة لتوضيح معنى لا إله إلا الله نقول :-
=============================

إن معنى لا إله إلا الله ليس أنه لا يوجد إله غير الله وإنما معناه أن هناك آلهة غير الله تعبد بغير حق يجب ردّها ، لأنه من صرف إحدى العبادات لكائن من كان غير الله فإنه قد اتخذه إلهاً ولو لم يقل له "أنت إلهي" ، إذاً فمن قال (لا إله) فإنه قد ردّ جميع الآلهة التي تعبد بغير حق من دون الله ورفض عبادتها .

وحتى يستطيع الإنسان أن يردّ ويتبرأ من الآلهة التي تعبد من دون الله بالمعنى الحقيقي فلا بدّ أن يعرف من وما هي هذه الآلهة ، فبدون معرفتها لا يستطيع أن يردّها ويتبرأ منها ولو ادعى ذلك . فكلمة ( إله ) تعني المعبود ، فمن صرف له أي نوع من أنواع العبادة فقد عُبِدَ من دون الله أو معه ونُصِبَ إلهاً .

ولتوضيح ذلك نضرب مثالاً على ذلك :-
إن الله عز وجل حرّم الخمر تحريماً قطعياً فإذا أصدر حاكم قانوناً يبيح شرب الخمر أو يسمح ببيعه مع علمه بحرمته ، فقد جاوز حدّه بأن أحلّ حراماً حرّمه الله تعالى وبذلك نصب نفسه إلهاً من دون الله ، مهما ادعى أنه مسلم وصام وصلّى وحجّ ، فقد أصبح طاغوتاً يجب أن يردّ ويُكَفَّر ويتبرّأ منه ويُحَارَب ، فمن أطاعه أو أعانه في هذه القوانين أو لم يكفِّره ويتبرّأ منه فقد عبده من دون الله واتخذه إلهاً ولو لم يقل له "أنت إلهي" صراحة .
إنّ من فعل ذلك لم يتحقق فيه معنى ( لا إله ) مهما قال ( لا إله إلا الله ) باللسان ، وصام وصلّى وحجّ وزعم أنه مسلم فإنّه لا يكون مسلماً الإسلام الذي يرضاه الله ما لم يحقّق في حياته معنى ( لا إله ) بجميع معانيها .
ويدخل في معنى ( لا إله ) ردّ وتكفير من لم يكفِّر الطواغيت ويتبرّأ منهم ومن معبوديهم . فلا يكفي تكفير الطواغيت وردّهم فلا بد أن يضاف إلى ذلك تكفير وردّ من لم يكفِّرهم أو أعانهم أو رضي بهم ...يتبع ان شاء الله

منقول

من هو المسلم (١١)


كيف يدخل المرء الاسلام
==================

ولا يدخل إنسان الإسلام إلا بالكيفية التي حدَّدها ورسمها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتبدأ بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم :- ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإن قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله )  .
ويقول أيضاً :- ( من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله حرم الله عليه النار )

إن كلمة لا إله إلا الله هي الكلمة التي يتوقف عليها سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة ، وهي الكلمة التي تشكل أساس دعوة الرسل بما فيهم رسولنا صلى الله عليه وسلم .
يقول الله جلّ وعلا :- ]وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ[ [الأنبياء: 25]

ولكي تقبل كلمة لا إله إلا الله من الإنسان وتنفعه عند الله ويدخل بها الإسلام وينجوا بها من نار جهنم لا بدّ أن تتوفر في قائلها شروط ، وبدون تحقّق هذه الشروط فإن هذه الكلمة لا تنفع قائلها ولو تلفظ بها في اليوم ألف مرة.

شروط لا إله إلا الله

أولاً :- العلم بمعناها .
ويدلّ على لزوم ذلك قوله تعالى :- ]فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ [ [محمد: 19].
وقوله تعالى : ]وَلاَ يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [ [الزخرف: 86].
وقوله صلى الله عليه وسلم :- ( من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة )

وكلمة لا إله إلا الله تعني :-
1- البراءة من كل المعبودين سوى الله تبارك وتعالى وهذا معنى ( لا إله ) أي أنه لا يستحق العبادة إله من الآلهة التي تعبد من دون الله تعالى ، وكذلك البراءة من كل الكفّار الذين يعبدون هذه المعبودات الباطلة .
2- الموالاة والعبودية لله وحده لا شريك له ، وكذلك موالاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وحبّهم ومناصرتهم والانتماء إلى جماعتهم .
3- عبادة الله بما أمر على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم .  
فمن جهل هذا المعنى لِـ لا إله إلا الله يكون قد اعتقد عقيدة لا يدري ما هي وما ماهيتها . فهذا الاعتقاد لا يفيده شيئاً .

ثانياً :- العمل بمقتضاها :-

ويدلّ على أن لا إله إلا الله لا تنفع صاحبها بمجرد قولها والعلم بمعناها إلا أن يعمل بمقتضاها ولـوازمها قوله صلى الله عليه وسلم :- ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل ) .

ومقتضى لا إله إلا الله :- إفراد الله بالعبودية وعبادته بما أمر وبذل الجهد لأجل تحكيم دينه في الأرض والابتعاد عن الشرك ، وذلك بعدم ارتكاب مكفِّر من المكفِّرات التي تخرج صاحبها من الملّة ومن دائرة الإسلام والمسلمين.

ومن أمثلة هذه المكفرات المنتشرة في مجتمعات اليوم:-

1) إنكار وجود الله عز وجل ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم
2) عبادة الرؤساء والسادة والزعماء والقادة والأمراء والعلماء وذلك بطاعتهم فيما حرّموه من حلال وأحلّوه من حرام وشرعوه مخالفاً لشريعة الله ومنهجه .

يقول الله عز وجل :- ]اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْـبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُـشْرِكُونَ [  [التوبة: 31].
وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية : ]اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ[ ، فقال له : ( إنا لسنا نعبدهم ) ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " أليس يحرّمون ما أحلّ الله فتحرّمونه ويحلّون ما حرّم الله فتحلّونه " ، فقال : بلى ، فقال صلى الله عليه وسلم :- " فتلك عبادتهم "
 
3) سبّ الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم والدّين والملّة ، وكذلك الاستهزاء بالله وبآياته ورسله وكتبه .
يقول الله عز وجل :- ]يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ  لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ [ [التوبة: 64-66].
4) التحاكم إلى الطاغوت: وهو كل قانون وشريعة غير قانون وشريعة الله تبارك وتعالى مثل قوانين المحاكم المعاصرة والأعراف الجاهلية .
يقول الله جل وعلا :- ]فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [ [النساء: 65].

وقوله تعالى :- ]أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا [ [النساء: 60].

5) الحكم بغير ما أنزل الله .
يقول الله عز وجل :- ]وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ [ [المائدة: 44].

6) السحر تعلّمه وتعليمه والعمل به أو الرضا به وتصديقه .
يقول الله تعالى :- ]وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [ [البقرة: 102].

7) موالاة الكافرين وحبّهم وتأييدهم على باطلهم وتمكينهم من المسلمين وأرضهم والانتماء إلى أحزابهم وجماعاتهم ومنظماتهم العلمانية والوطنية والقومية والشيوعية وغيرها .
يقول الله تعالى :- ]لا يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ [ [آل عمران: 28].

ويقول جلّ وعلا :- ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا [ [النساء: 144]

ويقول جلّ وعلا :- ]إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ! وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ ! يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ [ [المائدة: 55-57].

فإذا ارتكب الإنسان مكفراً واحداً من هذه المكفِّرات وغيرها ، خرج من الإسلام ولو قال لا إله إلا الله في اليوم آلاف المرات وصلّى مئات الركعات وصام الأيام الطوال وجاهد ، إلى غير ذلك من أنواع الطاعات إلا أن يتوب ويتبرأ مما كفر به ...يتبع ان شاء الله

منقول

من هو المسلم (١٠)

مثال آخر يوضح معنى العبادة :
=====================

يقول الله عز وجل :  ]مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [ [الفاتحة: 4].
ويقول أيضاً: ]إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ [ [الأنفال:9].
إن الله عز وجل يبين لنا في هذه الآيات أن الاستغاثة وطلب العون عند الضيق والاستعانة بالله عبادة من العبادات فمن دعا غير الله من الأموات والغائبين أو رجاهم أو خافهم أو سألهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات وإغاثة اللهفات أو غير ذلك فهو مشرك الشرك الأكبر المخرج من الملة .
يقول الله جل وعلا :- ]وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ [ [الأحقاف: 5] .
ويقول أيضاً :- ]وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنْ الظَّالِمِينَ ! وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [ [يونس: 106- 107].
ويقول أيضاً :- ]أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ [ [الزمر: 3].
إن هذه العبادات وغيرها مما ذكر في الكتاب والسنة لله وحده لا يصلح منها شيء لغير الله عزّ وجل لا لملك مقرّب ولا لنبي مرسل فضلاً عن غيرهما .
ولا أضلّ ولا أظلم ممن يجعل لمخلوق مربوب منها شيئاً فمن جعل منها شيئاً لغير الله ولو بِنِيَّة التَّقَرُّب إلى الله فقد كفر وأشرك بالله الشرك الأكبر .
ولكي يكون المرء مسلماً يلزمه أن يتحقق فيه الإسلام بمعناه الكلي الشامل وهو الخضوع والانقياد لله وحده لا شريك له ظاهراً وباطناً ...يتبع ان شاء الله

منقول

عربي باي