صفحتي

صفحتي
مدونة ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
السبت، 19 نوفمبر 2016

لحظة من فضلك

إذا تأملنا حال معظم الكفار الاوائل فى كتاب الله سبحانه وتعالى، لوجدناهم لم ينكروا وجود الله، بل يؤمنون بأنه هو الخالق، وهو المتصرف فى الكون، وهو رب كل شئ، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ﴾، ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾، ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾، ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾، ولكن كانوا مع ذلك يشركون بالله فى أعمالهم التعبدية الظاهرة، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ عن عكرمة قال: من إيمانهم إذا قيل لهم: من خلق السماوات؟ قالوا: الله. وإذا سئلوا: من خلقهم؟ قالوا: الله. وهم يشركون به بَعْدُ..إنتهى.
فالشرك بالله هو كفر بالله ومحبط للأعمال ومخلد لصاحبه فى النار ولا ينفع معه شئ من الإيمان، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ﴾، ﴿وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً﴾، ﴿وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾، ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [تفسير الطبري] لئن أشركت بالله شيئا يا محمد، ليبطلن عملك، ولا تنال به ثوابا، ولا تدرك جزاء إلا جزاء من أشرك بالله..إنتهى.
فى هذه الآية الكريمة يخاطب الله - سبحانه وتعالى - سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أكثر البشر إخلاصاً فى العبودية وأكثرهم عملاً صالحاً، فكيف بنا نحن!
مشركي قريش كانوا يظنون أنهم على دين سيدنا إبراهيم – عليه السلام – وكانوا يحجون بيت الله الحرام ويُعمرونه، وكانوا يتكفلوا بسقاية الحاج، يقول الله عز وجل: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾، بل وكانوا يعبدون الأصنام إعتقداً منهم أنهم يتقربون بهذه العبادة لله،فكانوا يقولون كما ذكر الله سبحانه وتعالى: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ ويقولون: ﴿هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ﴾.
وكانوا مشركي قريش يظنون أنهم على الحق وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على الباطل، روى البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنهما - قال: ﴿قال أبو جهل قبيل غزوة بدر: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم﴾.
وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن ثعلبة بن صعير أن أبا جهل قال حين التقى القوم قبيل غزوة بدر: ﴿اللهم أقطعنا للرحم وأتانا بما لا نعرفه، فأحنه الغداة، فكان المستفتح﴾، فأنزل الله تعالى: ﴿إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمْ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
يقول تعالى للكفار: إن تستفتحوا، أي تستنصروا وتستقضوا الله، وتستحكموه أن يفصل بينكم وبين أعدائكم المؤمنين، فقد جاءكم ما سألتم.
فهذا أبو جهل يدعوا الله عز وجل ويظن أنه على حق.
ولكن كيف أشركوا مع اعتقادهم أن الله هو الخالق والرازق والمحيى والمميت وهو القادر على كل شئ؟ وكيف أشركوا رغم أنهم ينسبون دينهم لدين إبراهيم عليه السلام؟
المشركون كانوا يصرفون شئ من العبادة لغير الله جهلاً منهم بالله، وتقليداً لآبائهم وكبرائهم، يقول الله - سبحانه وتعالى - عن هؤلاء: ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا﴾، ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ﴾، ﴿بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ * وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ * قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ ۖ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ﴾.
واليك بعض ما كانوا عليه من عبادات لم تنفعهم لانها خالطت نوعا من الشرك
1-كانوا يصلون على نحو أقوال من الذكر والدعاء وأفعال تعظيمية منها الركوع:
روى مسلم في صحيحه بسنده عن عبد الله ابن الصامت قال:
"قال أبو ذر يا ابن أخي صليت سنتين قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم قال قلت فأين كنت توجه قال حيث وجهني الله" اهـ
[صحيح مسلم»كتاب فضائل الصحابة»باب من فضائل أبي ذر رضي الله عنه]
2-كانوا يحجون:
روى البخاري بسنده عن قيس بن أبي حازم قال:
"دخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها زينب فرآها لا تكلم فقال ما لها لا تكلم قالوا حجت مصمتة قال لها تكلمي فإن هذا لا يحل هذا من عمل الجاهلية فتكلمت.."اهـ
[صحيح البخاري»كتاب مناقب الأنصار» باب أيام الجاهلية]
3-كانوا يطوفون بالبيت ويلبون:
روى مسلم بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
"كان المشركون يقولون لبيك لا شريك لك قال فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلكم قد قد فيقولون إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك يقولون هذا وهم يطوفون بالبيت."اهـ
[صحيح مسلم» كتاب الحج» باب التلبية وصفتها ووقتها]
4-كانوا يعتمرون:
روى مسلم في صحيحه بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
" كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض"اهـ
[صحيح مسلم»كتاب الحج» باب جواز العمرة في أشهر الحج]
5-كانوا يصومون:
روى مسلم في صحيحه بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت :
"كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض شهر رمضان قال من شاء صامه ومن شاء تركه"اهـ
6-كانوا يجاهدون :
قال بن هشام (المتوفى: 213هـ) :
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَخَرَجَ الْكِنَانِيُّ حَتَّى أَتَى الْقُلَّيْسَ فَقَعَدَ [6] فِيهَا- قَالَ ابْنُ هِشَامٍ يَعْنِي أَحْدَثَ فِيهَا- قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: ثُمَّ خَرَجَ فَلَحِقَ بِأَرْضِهِ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ أَبْرَهَةُ فَقَالَ: مَنْ صَنَعَ هَذَا؟ فَقِيلَ لَهُ: صَنَعَ هَذَا رَجُلٌ مِنْ الْعَرَبِ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي تَحُجُّ الْعَرَبُ إلَيْهِ بِمَكَّةَ لَمَّا سَمِعَ قَوْلَكَ: «أَصْرِفُ إلَيْهَا حَجَّ الْعَرَبِ» غَضِبَ فَجَاءَ فَقَعَدَ فِيهَا، أَيْ أَنَّهَا لَيْسَتْ لِذَلِكَ بِأَهْلِ. فَغَضِبَ عِنْدَ ذَلِكَ أَبْرَهَةُ وَحَلَفَ لَيَسِيرَنَّ إلَى الْبَيْتِ حَتَّى يَهْدِمَهُ، ثُمَّ أَمَرَ الْحَبَشَةَ فَتَهَيَّأَتْ وَتَجَهَّزَتْ، ثُمَّ سَارَ وَخَرَجَ مَعَهُ بِالْفِيلِ، وَسَمِعَتْ بِذَلِكَ الْعَرَبُ، فَأَعْظَمُوهُ وَفَظِعُوا بِهِ، وَرَأَوْا جِهَادَهُ حَقًّا عَلَيْهِمْ، حِينَ سَمِعُوا بِأَنَّهُ يُرِيدُ هَدْمَ الْكَعْبَةِ، بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ."اهـ
[سيرة ابن هشام]
7-كانوا ينذرون ويعتكفون:
روى البخاري بسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام ، قال: فأوف بنذرك"اهـ
[صحيح البخاري»كتاب الاعتكاف » باب الاعتكاف ليلا]
8- كانت نسائهم تغتسل من الحيض:
قال الفرزدق في أبيات وهو يذم رجلا:
وكنت كذات الحيض لم تُبقِ ماءها ولا هي من ماء العذابة طائل"اهـ
[كتاب:أديان العرب في الجاهلية]
9- كانوا يغتسلون من الجنابة:
قال ابن هشام في سيرته في غزوة السويق:
أن أبا سفيان نذر أن لا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدا صلى الله عليه وسلم.
[سيرة ابن هشام]
10-كانوا يتصدقون:
روى البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله اللات والعزى كان اللات رجلا يلت سويق الحاج.
[كتاب تفسير القرآن» سورة والنجم]
11-كانوا يقرون بأن الله هو الخالق المدبر:
قال الله عز وجل: ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ)) [العنكبوت:61]
وقال جل وعلا : ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ)) [لقمان:25]
وقال عز وجل: ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ )) [الزخرف:87]
12-كانوا يعتقدون بأن الله هو الرازق:
قال الله عز وجل: (( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ))[العنكبوت:63]
13-كانوا يعتقدون ببعض صفات الله عز وجل:
قال الله عز وجل: ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ)) [الزخرف:9]
14-كانوا يخلصون الدعاء لله في الشدة:
قال الله عز وجل: ((فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ )) [العنكبوت: 65]
15- كانوا يقولون نحن على دين إبراهيم:
قال الله عز وجل: (( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) [آل عمران:67]
وسبحان الله ؛ فالمشركون الأوائل كانوا يظنون أنفسهم على دين إبراهيم وكانوا يعتقدون أن الله هو الخالق الرزاق المدبر ويتعبدون بكل هذه العبادات ومع ذلك حكم الله -عز وجل- عليهم بالشرك وسماهم مشركين من قبل أن يأتيهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقبل أن يسمعوا كلام الله:
قال عز وجل:((لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ)) [البينة:1]
وقال جل وعلا: (( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ))[التوبة:6]
حكم الله عز وجل عليهم بأنهم مشركين لأنهم عبدوه وعبدوا معه الأولياء والصالحين والأنبياء والملائكة والجن والشياطين والأحجار والأشجار.
وهم مافعلوا ذلك إلا لأمرين اثنين:
الأول: طلب القربة:(( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ))[الزمر:3]
الثاني: طلب الشفاعة: (( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ))[يونس:18]
وأما مشركي زماننا الذين يظنون أنفسهم على دين محمد صلى الله عليه وسلم والذين هم أغلظ شركاً من المشركين الأوائل وذلك لأنهم يشركون في الرخاء والشدة ولا يعبدون الصالحين فقط بل يدعون أناساً من أفسق الناس ويعتقدون أن الصالحين يتصرفون في الكون استقلالاً؛ فإن بعض الناس اليوم يسميهم: "مسلمين" !!!
"..فانظر ترى واحمد ربك واسأله العافية.."
فهذا كان حال مشركي قريش، فلم ينفعهم إيمانهم بأن ملة سيدنا إبراهيم هي الحق، ولم ينفعهم إيمانهم بأن الله هو الخالق والرازق والمحيى والمميت، ذلك لأنهم أشركوا بالله فحُبطت أعمالهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة، ومن لقي الله يشرك به دخل النار﴾ رواه مسلم.....منقول بتصرف
عربي باي