صفحتي

صفحتي
مدونة ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
الاثنين، 31 أكتوبر 2016

التوحيد

* التّوحيدُ هو إفرادُ الله سبحانه بالعبادة وإخلاص الطّاعة له والكفر بكلّ ما يعُبد من دون الله من الطّواغيت المُطاعة والأنداد المعبودة الباطلةِ والبراءة من الشّرك والمُشركين.

* ولهذا التوحيد خُلقت الإنس والجنّ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ﴾.

* ولهذا التّوحيد شروطٌ أولها العلم والإخلاص ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ اللهُ﴾ ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلاّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ﴾.

* ولهذا التّوحيد نواقضٌ وأعظمه الشّرك بالله وعبادة غيره وطاعته ﴿لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.

*وهذا التّوحيد ليس قولاً باللسان دون إعتقاد بالجنان وعمل بالأركان وإنما هو قول وعمل ونيّة

* وهذا التّوحيد لا يسوغ العذر لجاهله ﴿فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾

* ولأجله أُرسلت الرّسلُ مبشرين ومنذرين وأُنزلت الكُتُب ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾.

* ولأجله قامت العداوةُ بين أولياء الرّحمن وأولياء الشّيطان ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آَبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾.

* وبتحقيقه يُنالُ بالأمن والسلامة والهداية ﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ. الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾.

* وبتحقيقه إنقسم النّاس في الدّنيا إلى كافرين ومؤمنين.. وفي الآخرة إلى أشقياء وسعداء ﴿فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ﴾ ﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾.
_____________
منقــــــــــــــــــــول

الخميس، 27 أكتوبر 2016

كيف طبق الصحابة رضي الله عنهم التوحيد ومقتضياته على أرض الواقع



قصة إسلام الطُّفَيْلِ بنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيّ
======================================
عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو قَالَ : كُنْتُ رَجُلًا شَاعِرًا سَيِّدًا فِي قَوْمِي ، فَقَدِمْتُ مَكَّةَ ، فَمَشَيْتُ إِلَى رِجَالَاتِ قُرَيْشٍ ، فَقَالُوا : إِنَّكَ امْرُؤٌ شَاعِرٌ سَيِّدٌ ، وَإِنَّا قَدْ خَشِينَا أَنْ يَلْقَاكَ هَذَا الرَّجُلُ ، فَيُصِيبُكَ بِبَعْضِ حَدِيثِهِ ; فَإِنَّمَا حَدِيثُهُ كَالسِّحْرِ ، فَاحْذَرْهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْكَ وَعَلَى قَوْمِكَ مَا أَدْخَلَ عَلَيْنَا ، فَإِنَّهُ فَرَّقَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَأَخِيهِ ، وَبَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجَتِهِ ، وَبَيْنَ الْمَرْءِ وَابْنِهِ . فَوَاللَّهِ مَا زَالُوا يُحَدِّثُونِي شَأْنَهُ ، وَيَنْهَوْنِي أَنْ أَسْمَعَ مِنْهُ حَتَّى قُلْتُ : وَاللَّهِ لَا أَدْخُلُ الْمَسْجِدَ إِلَّا وَأَنَا سَادٌّ أُذُنِي ، قَالَ : فَعَمَدْتُ إِلَى أُذُنِي ، فَحَشَوْتُهَا كُرْسُفًا ثُمَّ غَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَإِذَا بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَائِمًا فِي الْمَسْجِدِ ، فَقُمْتُ قَرِيبًا مِنْهُ ، وَأَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُسْمِعَنِي بَعْضَ قَوْلِهِ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لَلْعَجْزُ ، وَإِنِّي امْرُؤٌ ثَبْتٌ ، مَا تَخْفَى عَلَيَّ الْأُمُورُ حَسَنُهَا وَقَبِيحُهَا ، وَاللَّهِ لَأَتَسَمَّعَنَّ مِنْهُ ، فَإِنْ كَانَ أَمْرُهُ رُشْدًا أَخَذْتُ مِنْهُ ، وَإِلَّا اجْتَنَبْتُهُ . فَنَزَعْتُ الْكُرْسُفَةَ ، فَلَمْ أَسْمَعْ قَطُّ كَلَامًا أَحْسَنَ مِنْ كَلَامٍ يَتَكَلَّمُ بِهِ ، فَقُلْتُ : يَا سُبْحَانَ اللَّهِ ! مَا سَمِعْتُ كَالْيَوْمِ لَفْظًا أَحْسَنَ وَلَا أَجْمَلَ مِنْهُ .
فَلَمَّا انْصَرَفَ تَبِعْتُهُ ، فَدَخَلْتُ مَعَهُ بَيْتَهُ ، فَقُلْتُ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنْ قَوْمَكَ جَاءُونِي فَقَالُوا لِي كَذَا وَكَذَا ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالُوا ، وَقَدْ أَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ أَسْمَعَنِي مِنْكَ مَا تَقُولُ ، وَقَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهُ حَقٌّ ، فَاعْرِضْ عَلَيَّ دِينَكَ ، فَعَرَضَ عَلَيَّ الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمْتُ ، ثُمَّ قُلْتُ : إِنِّي أَرْجِعُ إِلَى دَوْسٍ ، وَأَنَا فِيهِمْ مُطَاعٌ ، وَأَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَهُمْ ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ لِي آيَةً قَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَهُ آيَةً تُعِينُهُ .
فَخَرَجْتُ حَتَّى أَشْرَفْتُ عَلَى ثَنِيَّةِ قَوْمِي ، وَأَبِي هُنَاكَ شَيْخٌ كَبِيرٌ ، وَامْرَأَتِي وَوَلَدِي ، فَلَمَّا عَلَوْتُ الثَّنِيَّةَ وَضَعَ اللَّهُ بَيْنَ عَيْنَيَّ نُورًا كَالشِّهَابِ يَتَرَاءَاهُ الْحَاضِرُ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ ، وَأَنَا مُنْهَبِطٌ مِنَ الثَّنِيَّةِ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ فِي غَيْرِ وَجْهِي ،فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَظُنُّوا أَنَّهَا مُثْلَةٌ لِفِرَاقِ دِينِهِمْ ، فَتَحَوَّلَ فَوَقَعَ فِي رَأْسِ سَوْطِي ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسِيرُ عَلَى بَعِيرِي إِلَيْهِمْ ، وَإِنَّهُ عَلَى رَأْسِ سَوْطِي كَأَنَّهُ قِنْدِيلٌ مُعَلَّقٌ ، قَالَ : فَأَتَانِي أَبِي فَقُلْتُ : إِلَيْكَ عَنِّي ، فَلَسْتُ مِنْكَ وَلَسْتَ مِنِّي . قَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ قُلْتُ : إِنِّي أَسْلَمْتُ وَاتَّبَعْتُ دِينَ مُحَمَّدٍ . فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ ، دِينِي دِينُكَ ، وَكَذَلِكَ أُمِّي ، فَأَسْلَمَا ، ثُمَّ دَعَوْتُ دَوْسًا إِلَى الْإِسْلَامِ ، فَأَبَتْ عَلَيَّ وَتَعَاصَتْ ، ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقُلْتُ : غَلَبَ عَلَى دَوْسٍ الزِّنَا وَالرِّبَا فَادْعُ عَلَيْهِمْ . فَقَالَ : اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا .
ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَيْهِمْ ، وَهَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَقَمْتُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ أَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ ، حَتَّى اسْتَجَابَ مِنْهُمْ مَنِ اسْتَجَابَ ، وَسَبَقَتْنِي بَدْرٌ وَأُحُدٌ وَالْخَنْدَقُ ، ثُمَّ قَدِمْتُ بِثَمَانِينَ أَوْ تِسْعِينَ أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ دَوْسٍ ، فَكُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى فَتَحَ مَكَّةَ . فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ابْعَثْنِي إِلَى ذِي الْكَفَّيْنِ ، صَنَمِ عَمْرِو بْنِ حُمَمَةَ ، حَتَّى أَحْرِقَهُ . قَالَ : أَجَلْ ، فَاخْرُجْ إِلَيْهِ . فَأَتَيْتُ ، فَجَعَلْتُ أُوقِدُ عَلَيْهِ النَّارَ ، ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَقَمْتُ مَعَهُ حَتَّى قُبِضَ .[ سير أعلام النبلاء(344-345)].
*****************       ما يستفاد من القصة      ********************
(فَاعْرِضْ عَلَيَّ دِينَكَ ، فَعَرَضَ عَلَيَّ الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمْتُ ) إنه لم يكن ليدخل هذا الدين وهو يجهل فحواه، لذلك طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعرضه عليه. ولم يكن ليسلم قبل أن يعرف معناه ويعمل بمقتضاه.
(ثُمَّ قُلْتُ : إِنِّي أَرْجِعُ إِلَى دَوْسٍ ، وَأَنَا فِيهِمْ مُطَاعٌ ، وَأَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَهُمْ ) فيه التكفير بالعموم ، حيث حكم عليهم بالكفر بدليل أنه أراد دعوتهم إلى الإسلام، فإن المسلم لا يدعى إلى الإسلام. وفيه أنه لم يخفَ عليه حكمهم ، وكيف يخفى عليه حكمهم وقد كان فردا منهم يدين بدينهم.
(فَأَتَانِي أَبِي فَقُلْتُ : إِلَيْكَ عَنِّي ، فَلَسْتُ مِنْكَ وَلَسْتَ مِنِّي ) فيه التكفير بالتعيين،فقد تبرأ من أبيه وهو التطبيق العملي للبراءة من الشرك وأهله.
(فَأَقَمْتُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ أَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ ، حَتَّى اسْتَجَابَ مِنْهُمْ مَنِ اسْتَجَابَ ) فيه أنه لم يستثن منهم إلا من ثبت له إسلامه، فمن استجاب لدعوته حكم له بالإسلام ومن لم يستجب لدعوته أبقى عليه حكم قومه، ألا وهو الكفر...منقول
#تكفير_المشركين_من_أصل_الدين

درر

درر من عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
**************************************

1- قال ابن مسعود رضي الله عنه : "من كان يحب أن يعلم انه يحب الله فليعرض نفسه على القرآن فمن أحب القرآن فهو يحب الله فإنما القرآن كلام الله ."

2. قال ابن مسعود رضي الله عنه: "اعتبروا الناس بأخدانهم، المسلم يتبع المسلم، والفاجر يتبع الفاجر".

3. "إنما يماشي الرَجل و يصاحب من يحبه و من هو مثله".

4. قال ابن مسعود: "لو أن مؤمناً دخل مسجداً فيه مئة نفس ليس فيهم إلا مؤمن واحد لَجاءحتى يجلس إليه، و لو أن منافقاً دخل مسجداً فيه مائة نفس ليس فيهم إلا منافق واحد لجاءحتى يجلس إليه".

5. خرج ابن مسعود على إخوانه فقال : "أنتم جلاء حزني"

6. قال ابن مسعود( ما ندمت على شيء ندمى على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلى ولم يزد فيه عملي).

7. قال ابن مسعود: لا تخلطوا بكتاب الله ما ليس فيه.(ابن كثير 1/50)

8. قال ابن مسعود: كل آية في كتاب الله خيرٌ مما في السماء والأرض" (ابن كثير 1/97)

9. قال ابن مسعود: من أراد العلم فلْيَتَبوَّأْ من القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين (المرجع السابق)

10. قال ابن مسعود وغيره من السلف: إذا سمعت الله تعالى يقول في القرآن { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } فأوعها سمعك فإنه خير ما يأمر به أو شر ينهى عنه.(ابن كثير1/200)

11. قال ابن مسعود: والذي نفسي بيده، إن حق تلاوته أن يُحِلَّ حلاله ويحرم حرامه ويقرأه كما أنزله الله، ولا يحرف الكلم عن مواضعه، ولا يتأول منه شيئا على غير تأويله.(ابن كثير 1/403)

12. قال ابن مسعود: أكبر الكبائر الإشراك بالله والإياس  من رَوْح الله، والقُنوط من رحمة الله، والأمن من مكر الله. ابن كثير (2/279)

13. قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : "إن الناس قد أحسنوا القول فمن وافق قوله فعله فذاك الذي أصاب حظه، ومن لا يوافق قوله فعله فذاك الذي يوبخ نفسه".

14. وقال: "إني لأبغض الرجل أن أراه فارغا ليس في شيء من عمل الدنيا ولا من عمل الآخرة".

15. وقال: "ما دمت في صلاة فأنت تقرع باب الملك ومن يقرع باب الملك يفتح له".

16. قال عبد الله: "إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها" رواه الإمام أحمد.

17. قال: "كونوا ينابيع العلم، مصابيح الهدى، أحلاس البيوت، سرج الليل، جددالقلوب، خلقان الثياب، تعرفون في أهل السماء وتخفون في أهل الأرض".

18. قال: "إن للقلوب شهوة وإقبالا وإن للقلوب فترة وإدبارا فاغتنموها عند شهوتها واقبالها ودعوهاعند فترتها وإدبارها".

19. قال عبد الله: "ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية".

20. قال عبد الله: "لو سخرت من كلب لخشيت أن أحول كلبا".

21. قال عبدالله: "ما منكم إلا ضيف وماله عارية فالضيف مرتحل والعارية مؤداة إلى أهلها".

22. أتاه رجل فقال يا أبا عبد الرحمن علمني كلمات جوامع نوافع فقال له عبد الله: "لاتشرك به شيئا، وزل مع القرآن حيث زال، ومن جاءك بالحق فاقبل منه وإن كان بعيدابغيضا، ومن جاءك بالباطل فاردده عليه وإن كان حبيبا قريبا".

23. قال أيضًا: "الحق ثقيل مريء، والباطل خفيف وبيء، ورب شهوة تورث حزنا طويلا".

24. قال عبد الله بن مسعود: "والله الذي لا إله إلا هو، ما على وجه الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان".

25. قال: "إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن بهلاكها".

26. قال عبد الله: "من استطاع منكم أن يجعل كنزه في السماء حيث لا تأكله السوس ولا يناله السراق فليفعل فإن قلب الرجل مع كنزه".

27. قال "ليسعك بيتك، واكفف لسانك، وابك على خطيئتك".

28. قال: "يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقال له أد أمانتك! فيقول من أين يا رب قد ذهبت الدنيا؟! فتمثل على هيئتها يوم أخذها (أي الأمانة) في قعر جهنم فينزل فيأخذها فيضعها على عاتقه فيصعد بها حتى إذا ظن أنه خارج بها هوت وهوى في إثرها أبد الآبدين".

29. قال: "لا يقلدن أحدكم دينه رجلا فإن آمن آمن وإن كفر كفر، وإن كنتم لابد مقتدين فاقتدوا بالميت، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة".

30. قال عبد الله: "لا تكونن إمعة، قالوا وما الإمعة؟ قال: يقول أنا مع الناس إن اهتدوا اهتديت وإن ضلوا ضللت، ألا ليوطنن أحدكم نفسه على أنه إن كفر الناس أن لا يكفر".

منقول

هل نحن مجتمعات جاهلية أم إسلامية ؟

الجواب في القرآن ..
نجح الشيوخ المشهورين و الدعاة في تغيير الأسماء و إعطائها صبغة تحمي بها أربابهم و تلبي لهم رغباتهم
فمن هذه النافده نود تسليط الضوء على مفهوم المجتمع الجاهلي و أركانه و أسسه التي يستحق له أن تنصب عليه دلالة المطابقة لكي يكون إسمه أو لفظه على تمام معناه وسبحان الله إذا لاحظنا إلى كلمة الجاهلية وجدناها ذكرت في السور المدنية ولم تذكر في المكية لأن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام كانوا في مكة وهم يعلمون علم اليقين أين هم وما هو المجتمع الذي هم فيه برغم ما ألفوه من حج و كرم و رجولة و غير ذلك لمن قرأ سيرة قريش
فكان من الحكمة الربانية أن يذكر صفة المجتمعات الجاهلية ليبين إركان المجتمع الجاهلي مقارنة بمجتمعهم الجديد و حكم أخرى لا نحيط بها علما اللهم علمنا ما جهلنا
فالصفات التي قرنت بالجاهلية أربع :
#الظن ، #الحكم ، #التبرج ،  #الحمية
الموضع الأول: في سورة آل عمران: قال تعالى: (( ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ))
الموضع الثاني: في سورة المائدة: قال تعالى: (( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ))
الموضع الثالث: في سورة الأحزاب: قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }
الموضع الرابع: في سورة الفتح: قال تعالى: ((إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ))
فهذه صفات ملازمة للجاهلية أين وجدت في مجتمع فهو مجتمع جاهلي إما متضمنا لإحداهن أو مطابقا لهن إن إجتمعوا كلهن ( وأنا أقرر هذا بعد تمام الوحي و تكملة الدين )
نأتي فنقول للعقول الشاردة الذين يتبعون الأحبار الضالين الذين يصبغون على هذه المجتمعات صبغة الإسلام !!! حاشا لمجتمعات الإسلام و حاشا لصبغة الإسلام قال تعالى فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد إهتدوا وإن تولوا فإنّما في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ١٣٧صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة و نحن له عابدون
إذن إن وجدت هذه الصفات من تبرج و حكم غير حكم الله و حمية الأعراف و الشارات و الأوطان و غيرها وظن بصفات الله من أوجه مختلفة لا يعلمها إلا الله أقول حيث ما وجدت و قد وجدت حقا في هذا الزما ن وفي جميع المعمورة فهي مجتمعات جاهلية ودع عنك قول اولئك القائلين بأنها إسلامية ما دام في المساجد و غير ذلك من الشعائر فلازم قولهم أن فرنسا و إمريكا و ألمانيا بلاد إسلام ما دام بها مساجد وشعائر وهم منا أحسن حالا لمن شاهد و عاين
منقول
الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

ذكرى الدار

هو مثلُ غيره، يأكلُ ويشربُ ويتزوجُ ويلاعبُ أولادَه ويخرجُ معهم في نزهة.
يمارسُ حياته في متجره أو مصنعه، ويجتهدُ في دراسته وفي عبادته، يقومُ بكل ذلك بنشاطٍ وتفاعلٍ وإيجابية.
يبني ويزرعُ.. يُعَلِّمُ ويصنعُ، هو كسائر الناس إلا أنَّ له خصوصيةً أخلصه الله بها دون غيره، هي أنَّ منازلَ الآخرةِ نَصبَ عينيه، ومشاهدَها لا تفارقُ مُخيّلته، فإذا عُرضَ له من الجمال والنعيم ما يدهشُه حضرَت تلك المنازلُ لتُبدِّدَ ركونَ نفسه إلى الفاني وتثاقلَها إلى أرض السراب، فينطقُ لسانُ المشتاق: اللهمَّ لا عيشَ إلا عيشُ الآخرة.
وماذا يساوي كلُّ نعيمِ الدنيا بجانبِ صبغةٍ في نعيم الجنان؟!
وأيُّ شيءٍ في هذه العاجِلة يُشبِه أو يقاربُ دارَ السلام؟!
دارٌ سلِمَت من الأكدار والأقذار والأشرار.
لا موتَ ولا هرَمَ، لا همَّ ولا سقم.
نعيمٌ مقيمٌ وسعادةٌ أبدية.
هل تاقت نفسُك ليوم المزيد، وارتقت أمنياتُك إلى نيلِ لذَّةِ النظر إلى وجه الله المجيد؟!
هل تأمَّلتَ في صُحبة الأخيار على منابر النور، وكثبان المسك، والزعفران والكافور؟!
هذه الخَصيصةُ هي أشبهُ ما تكون بحال رجلٍ وُعِد بانتقالٍ قريبٍ ومفاجئٍ من مسكنه المستأجَر المُتهالك في ناحيةِ ذلك الحيِّ القديم الصاخِب المُتشاكس أهلُه، إلى قصرٍ منيفٍ واسعٍ على رأس جبل، يطلُّ على مروجٍ خضراءَ تتوسطُها بُحيراتٌ زرقاءُ صافيةٌ تسرُّ الناظرين، وفي القصر خدمٌ وحشَمٌ وسرورٌ وحبور، قد جُهِّز بكل وسائل الرفاهية والنعيم، هل يبقى لذلك الرجل نظرٌ أو التفاتةٌ إلى شيءٍ مما في مسكنه القديم أو يراه شيئًا أصلا؟!
سوف يتخطَّى بنظره حدودَ الزمان والمكان، ويصبحُ حديثُه وشغلُه الشاغل عن دار إقامته الموعود الذي أخذ بلبِّه وامتلك شغافَ قلبه.
أيُّها القارئ ..
تعرَّف أكثر على دار المتقين، اقترب منها حتى تُصبحَ وكأنَّها رأيُ عين، وكأنَّ نورَها الذي يتلألأ يلوحُ لناظرَيك، وكأنما نفحاتُ طيبها الزاكي تمخُرُ أنفك، وعليلُ نسماتها تنعِشُ رئتك.
طَوِّف قلبَك حولَ ذلك الجمال في تلك القمم، وحلِّق بروحك لتسمو عن التطلع إلى سفاسف الهمم، واعلم أنَّ حضورَ ثواب العمل في ذهن العامل وارتقابَ المكافأة عليه هو أحدُ أهم روافد طاقته للقيام به.
فليكن ذكرى الدار أكبرَ همِّك..
والسعيُ لها أعظمَ شغلك..
ونعوتُ جمالها حاديًا لك في سيرك ..
لعلك تقولُ عما قريب:
لمثل هذا فليعمل العاملون......منقول

#ولن_تنال_الجنة_إلا_بتحقيق_التوحيد

#ياقوم_اعبدوا_الله_ما_لكم_من_اله_غيره
الأحد، 23 أكتوبر 2016

الوطن والوطنية

معنى كلمة (وطن) في لسان العرب:

لقد كثُر في لسان العرب استعمال مادة (وطن) في معاني عدة أستعرضها من خلال هذا العرض اللغوي الذي هو أساس بناء المعنى الاصطلاحي.

_ فالوطن: هو المنزل الذي تقيم به، وهو موطن الإنسان ومحلّه، والجمع: أَوْطان
وَطَنَ فلانٌ بالمكان وأَوْطَن: أقام به، واتخذه محلاً ومسكنًا يقيم فيه.
- والمَوْطِن: المشهد من مشاهد الحرب، والوطن، وكل مكان أقام به الإنسان لأمر، والمجلس
وأَوْطنتُ الأرض ووطَّنتُها واستوطنتُها: أي اتخذتُها وَطَنًا، وكذلك الاتطان؛ وهو افتعال منه.
والْمَواطِن: كل مقام قام به الإنسان لأمر.اهـ .
فالوطن في اللغة يعني المكان الذي ولد فيه أو نشأ عليه.

مفهوم الوطنية في الإسلام:

-وطن المسلم ليس هو المكان الذى وُلد أو نشأ فيه بل وطنه هو رقعة الأرض التى تخضع لسلطان وأحكام الإسلام .
- فهذا الوطن بمواصفاته الآنفة الذكر هو وطن كل مسلم في العالم على اختلاف جنسياتهم وألوانهم ولغاتهم .. لهم فيه كامل الحقوق والواجبات..
-وهو الوطن الذي يجب الدفاع عنه ـ بكل غالٍ ونفيس ـ وحراسته من أي خطر يتهدده مادياً كان أم معنوياً ..
فحب الوطن والولاء للوطن فى الاسلام يرجع فى الأصل لحب الله والولاء فيه سبحانه وتعالى فالوطن فى الإسلام لايُوالي ولايُعادى فيه لذاته وإنما لعقيدة الإسلام وأحكام الإسلام وشرائعه.

مفهوم الوطنية عند الجاهلية:

● مفهوم الوطنية يعني أن الناس سواسية مع مختلف أديانهم.

● مفهوم الوطنية يعني أن الولاء والمحبة لاتقوم إلا على الوطن .

●مفهوم الوطنية يعني أن الأمن والإستقرار للوطن .

●مفهوم الوطنية يعني أن كل  الناس ويميزهم عن بعضهم بحسب الدين باطل.
●مفهوم الوطنية يعني أنه لايحكم أهل الوطن إلا من كان من جنسيتهم.

فالوطنية دين يوالي ويعادي فيه ويسالم ويقاتل عليه.
فالوطنية تلغى الإسلام وتهتك رابطة الولاء والبراءة في الإسلام إلى الولاء والبراءة في الوطن.
مفهوم الوطنية عند الجاهلية يحتم كذلك أن من كان يعيش خارج هذه الحدود الجغرافية للقطر أو ينتمي إلى غيره من الأقطار .. ولو كان أتقى أهل الأرض وأصلحهم .. فإنه لا يُعطى أدنى الحقوق والموالاة التي يُعطاها أكفر وأفجر من يعيش ضمن تلك الحدود الجغرافية للقطر أو ينتمي إليه..

فالوطن بهذا المفهوم الشائع .. والمعمول به في كل الأمصار .. وثن يُعبد من دون الله .. يُعقد فيه الولاء والبراء .. والحب والبغض .. والسلم والحرب .. وقد بلغ ببعض دعاة الوطنية مبلغاً أن ينسبوا الربوبية صراحة لهذه الأوطان .. ويصرفوا إليها صنوفاً عديدة من التنسك والعبادات!!

فانظر مثلاً ماذا يقول

أحمد محرم المصري في وطنه مصر:

فإن يسألوا ما حُبَّ مصرَ فإنه ☆دمي وفؤادي والجوانح والصدرُ

أخافُ وأرجو، وهي جَهدُ مخافتي ☆ومرمى رجائي، لا خفاءُ ولا نُكرُ

هي العيشُ والموتُ المبغَّض والغنى☆ لأبنائها والفقرُ والأمن والذُعـرُ
هي القدرُ الجاري هي السخطُ والرضى ☆هي الدينُ والدنيا هي الناس والدهرُ
بذلك آمنا، فيا من يلومنا ☆ لنا في الهوى إيماننا ولك الكـفرُ !!

ويقول شوقي كذلك:

ويا وطني لقيتُكَ بعد يأسٍ ... كأني لقيتُ بك الشبـابا
وكلُّ مسافرٍ سيئوبُ يوماً ... إذا رُزقَ السلامة والإيابا
ولو أني دُعيتُ لكنتَ ديني ... عليه أُقابلُ الحتمَ المُجابا
أدير إليك وجهي قبل البيتِ .. إذا فُهتُ الشهادة والمتابا

هذه القدسية والعبودية للأوطان التي هي شرك أكبر قد انعكست على أخلاق الناس، وعقائدهم، وأفكارهم، وسلوكياتهم ..

حتى أننا نجد من المستساغ جداً أن يقول أحدهم عن نفسه: أجاهد وأقاتل في سبيل الوطن .. أموت في سبيل الوطن .. أتبرع بمالي وأبنائي في سبيل الوطن .. أضحي بكل شيء في سبيل الوطن .. الوطن غالي يستحق منا كل غالٍ ونفيس .. فكل شيء في سبيل الوطن يرخص ويهون .. ويقصد من وطنه تلك الحدود الجغرافية للإقليم التي ينتمي إليها،فالوطنية صارت دين لهم .

كذلك ويعمل التعليم -من خلال مؤسساته-  على تنمية الانتماء الوطني لدى الطلاب بأساليب متعددة منها:

غرس الانتماء إلى الوطن لدى الطالب لأنه أحد دعائم بناء الفرد والمجتمع، واعتبار الفرد جزءا منه ومعرفة الأحداث الجارية في الوطن والتفاعل معها إيجابيا.

المشاركة في شؤون المجتمع.

احترام عادات وتقاليد الوطن وتقدير مؤسساته واحترام أنظمته والمحافظة على ثرواته.
هذا هو مفهوم الوطنية عند أهلها الجاهلية،  ولاشك أن هذه المعاني شركية وثنية تناقض دين الاسلام صراحة

منقول

أهمية التوحيد

التوحيد هو أهم قضية يجب أن تشغل كل إنسان ويصرف لها عمره فمن أجلها خُلِق وعليها سيُحاسب ويُسأل وبها يتحدد مصيره إما إلى جنة أو نار،و أكثر الناس اليوم فى غفلة عن تعلم التوحيد ومعرفة قضاياه وأركانه  يظنون أنهم حققوا التوحيد بمجرد قولهم لا إله إلا الله وهم بمعناها جاهلون وللشرك فاعلون وبضدها يدينون ،

وقد قال تعالى :
( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ )محمد 19

فعلم التوحيد هو من أعظم العلوم وأشرفها على الإطلاق لأنه يُعرِف العبد بربه وخالقه ويدله على توحيده وهو فرض عين على كل مكلف

قال تعالي :
( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )آل عمران85

وقال جل وعلا:( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ د ونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) الزمر

السؤال الآن :
ماهو الإسلام الذى يرضاه الله لنا وقد امرنا به عز وجلّ ؟؟

الإسلام :

هو الخضوع لله والاستسلام له وحده وعبادته وحده لا شريك له ،

قال تعالى:
(فَإِلَـَهُكُمْ إِلَـَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُواْ وَبَشّرِ الْمُخْبِتِينَ) (الحج: 34) ، وقال تعالى : (قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (الأنبياء: 108) ،

ولا تكون العبادة لله وحده إلا بالإيمان بكل ما جاء في كتابه العزيز وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الصحيحة ، والعمل بهما ابتغاء مرضاة الله وحده ، واجتناب ما ينقض ذلك و يخرج صاحبه من الملة .

يقول الله تعالى :-
(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ . قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ  ) (آل عمران: 31-32)

ولا يدخل المرءُ في  الإسلام إلا بالكيفية التي حدَّدها ورسمها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبدأ بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم :

(أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإن قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ) رواه  البخارى ومسلم

ويقول أيضاً : ( من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله حرم الله عليه النار )رواه مسلم

إن كلمة لا إله إلا الله هي الكلمة التي يتوقف عليها سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة ، وهي الكلمة التي تشكل أساس دعوة الرسل بما فيهم رسولنا صلى الله عليه وسلم.

يقول الله جلّ وعلا :- (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ)(الأنبياء: 25)

فما معنى هذه الشهادة ؟؟

قولك( أشهد ):  اعتقد واقرّ وأخبر،فالشهادة تشمل اعتقاد القلب وقول اللسان والعمل

(أن لا إله إلا الله  ):

معناها لا معبود بحق إلا الله، فمعنى" لا إله إلا الله" ليس أنه لا يوجد إله غير الله وإنما معناه أن هناك آلهة غير الله تعبد بغير حق يجب ردّها ، لأنه من صرف أى عبادة من  العبادات لكائن من كان غير الله فإنه قد اتخذه إلهاً ولو لم يقل له أنت إلهي.

فاعلم أن هذه الكلمة ( لا إله إلا الله ) 
نفي وإثبات:

نفت الإلهية عما سوى الله تعالي بقول "لا إله "،واثبتت الالهية لله وحده بقول"إلا الله".

والمطلوب من العبد هو العلم بمعني هذه الكلمة واعتقاده والإقرار بها بالسان والعمل بماتقتضيه من إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة ،فمن صرف شئ من العبادة لغير الله سبحانه وتعالى فقد نقض هذه الكلمة ولو قالها فى اليوم ألف مرة ،وقوله يخالف اعتقاده ولا ينفعه مجرد القول فالشهادة لا بد فيها من العلم والإعتقاد كما بينا.

وقد تقرر معنى هذه الشهادة فى كثير من مواضع القرآن:

قال تعالى  : 
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ . إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ . وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)  الزخرف26_28.

- قوله:(إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ) هذا موضع النفى، وقوله:( إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي) هذا موضع الاثبات.

- وقال تعالى : 
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)  (آل عمران : 64)

الكلمة السواء هى لا إله إلا الله  قوله : (ألاّ نَعبد) موضع النفى  وقوله (إلا الله ) موضع الاثبات.

- وقال تعالى :
(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا) النساء36

اعبدوا الله :
اثبات الإلهية كلها لله  ، ولا تشركوا به :نفي الإلهية عن  سوى الله.
- وقال تعالى : 
(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)  (البقرة :256)

- العروة الوثقى فى الآية هى الاسلام ،قوله : (يكفر بالطاغوت ): نفي الطواغيث ،وقوله (يؤمن بالله ) اثبات الايمان لله وحده.

إن معنى العروة الوثقى في هذه الآية هو الإسلام ، الإسلام الذي أمر به الله ورضي عنه.

- ويتبين لنا أن الإنسان لا يستطيع أن يستمسك بالعروة الوثقى التي هي الإسلام بمجرد الإيمان فقط ، فلا بد أن يكون إيمانه هذا مشتملاً على إنكاره ورده للطاغوت بجميع أشكاله وألوانه ، وإذا لم يفعل ذلك وآمن بالله بدون أن يكفر بالطاغوت فإن إيمانه هذا لا ينفعه ولا يقبله الله منه ، وليس له قيمة في ميزان الله يوم القيامة،فالكفر بالطاغوت دعوة جميع الرسل

قال تعالى:
( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) النحل36

- إذاً فبدون الكفر بالطاغوت  لا يمكن أن يكون هناك إسلام ولا إيمان يقبله الله تعالى ،

كما قال تعالى
(وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ) الزمر17

فإن الله سبحانه وتعالى وضع شرطين للإسلام الصحيح هما:

"الكفر  بالطاغوت والإيمان بالله " ، فإذا تخلف شرط واحد فلا إيمان ولا إسلام صحيح مقبول.

والحمد لله رب العالمين...منقول

عربي باي