صفحتي

صفحتي
مدونة ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
الجمعة، 3 فبراير 2017

(٣) قالوا : فقلنا

قالوا :
إن التكفير لابد له من عالم وهو مقصــور علي اهل العلم فحسب
ـــــــــــــــــــــــ
بداية نقول ،، القول بعدم تكفير فاعل الشرك الأكبر المنصوص على كفر فاعله، ثم ادعاء أن تكفيره يتوقف على البيان من قبل العلماء، فيه إهدار لحرمة القرآن والسنة وحجيتهما وما جاءا به من أحكام، إذ جعل الحجة والمؤاخذة والتكفير على مخالفة بيان [العالم] لا على مخالفة ما جاء به القرآن العظيم والسنة المطهرة ، ولا يرد علي ذلك بأن العالم يبين ما جاء بالقرآن والسنة ، لأن العالم غير معصوم، وقوله لا يعد حجة، بل يعرض قوله على القرآن والسنة، والحجة هي القرآن والسنة ، وكل ما يخالف القرآن والسنة من أقوال فلا حجة فيه، بل هو موضوع مذموم.
فيكف توقف الأحكام على قول من لا يعد قوله حجة، وبالمعاندة لصريح نصوص القرآن والسنة؟! هذا من التنقص بالقرآن والسنة ومن المعاندة لهما؛
قال الإمام مالك رحمة الله: إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في قولي، فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به، وما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه. أ.هـ.
وقد تكاثرت أقوال الأئمة وسلف الأمة بمثل ذلك.
___________________________
ومن ثم نقول لهذا القائل
أولاً : أعطنا دليل واحد على أن التكفير خاص بأهل العلم وأن الذي يكفر لابد وأن يكون من ذوي المكانة العلمية والشهادات والمحاكم الشرعية
دليل واحد فقط !!!!
.
ثانياً : التكفير نصف التوحيد
فالتوحيد جزئين (( ولاء - براء ))
واعلى درجات الولاء شهادة أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله
واعلى درجات البراءة تكفير المشركين والبراءة منهم أولاً ثم البراءة مما يعبدون
قال الله تعالى :
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ
فلاحظ كيف قدم الله سبحانه وتعالى البراءة من المشركين وتكفيرهم على البراءة من الطاغوت ومما يُعبد من دون الله ؟
فهل ستقول أن نصف التوحيد ( البراءة ) خاصة بالعلماء والعوام أمثالي معافون منها ؟
فهل ستقول أن التوحيد خاص بالعلماء والعوام غير مكلفين بالتوحيد ؟

.
ثالثاً : تكفير المشركين داخل في مسمى الكفر بالطاغوت
فالكفر بالطاغوت أن تكفر به وتجتنبه وتعتزله وتكفر من عبده
بل تكفير من عبد الطواغيت مقدم على الكفر بالطواغيت نفسها
أقرأ :
"فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ"
"وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ"
"إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ"
فالبراءة من المشركين مقدمة على البراءة من الطواغيت
وقد قال الله تعالى :
(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ)
فالكفر بالطاغوت جواب شرط وداخل فيه تكفير من عبده
ومن لم يحقق جواب الشرط لم يحقق لا اله الا الله
أم أنك ستقول أن الكفر بالطاغوت خاص بالعلماء والعوام أمثالي غير مكلفين بأن يكفروا بالطاغوت ؟؟
.
رابعاً : الكافر من كفره الله ورسوله ودل الدليل على أنه كافر
فالحكم بالكفر على من كفر هو من حكم الله تعالى انزله في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون
.
خامساً : الأحاديث التي أوردتها هي أكبر دليل على أن التكفير من حق كل مسلم يشهد أن لا اله الا الله وإنما التحذير جاء لمن يكفر بهواه أو لغضب لنفسه أو بدون بينة وما شابه ذلك
(( أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ))
وفي رواية اخرى :
(( فإن كان كما قال ، وإلا رجعت إلى الأول . ))
فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل التكفير للعلماء فقط
ولم يقل أيما رجل قال للكافر يا كافر فقد باء بها احدهما !!!
وإنما قال (( أيما رجل )) إذآ : يجوز لأي رجل أن يقول للكافر يا كافر
فإن كان كافراً كما قال وإن كان مسلماً وكفره بهوى فقوله مردود عليه
فالنهي والتحذير إنما لمن يكفر بالهوى دون الكفر والشرك
أفلا تعقلون ! وقد رددنا بالتفصيل علي هذا في موضع اخر

" ولو يقول رجل : أنا أتبع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وهو على الحقّ، لكن لا أتعرض اللات والعزى، ولا أتعرض أبا جهل وأمثاله ، ما علي منهم ، لم يصحّ إسلامه...) اهـ نقلا

- ( وأهل العلم والإيمان ، لا يختلفون في أنّ من صدر منه قول أو فعل يقتضي كفره أو شركه أو فسقه ، أنّه يحكم عليه بمقتضى ذلك )اه نقلا
-
( وإذا كان أعداء الله الجهميّة ، وعُبّاد القبور قد قامت عليهم الحجّة ، وبلغتهم الدّعوة ، منذ أعصار متطاولة ، لا ينكر هذا إلا مكابر، فكيف يزعم هؤلاء الجهلة أنّه لا يقال لأحدهم : يا كافر، و يا مشرك ، و يا فاسق ، و يا متعوّر، و يا جهميّ، و يا مبتدع وقد قام به الوصف الذي صار به كافراً ، أو مشركاً ، أو فاسقاً، أو مبتدعاً وقد بلغته الحجّة ، وقامت عليه ، مع أنّ الذي صدر من القبوريّة الجهميّة هؤلاء لم يكن من المسائل الخفيّة التي قد يخفى دليلها على الإنسان فَيُتَوقَّف في حال أحدهم ، لكن قد علم بالضّرورة من دين الإسلام أنّ من جحد علوّ الله على خلقه ، وأنكر صفاته ونعوت جلاله أنّه كافر معطل لا يشك في ذلك مسلم .) .اه نقلا

- (فمقت هؤلاء المشركين وعيبهم وذمهم وتكفيرهم والبراءة منهم هو: حقيقة الدين، والوسيلة العظمى إلى ربّ العالمين، ولا طيب لحياة مسلم وعيشه إلاَّ بجهاد هؤلاء، ومراغمتهم وتكفيرهم والتقرب إلى الله بذلك واحتسابه لديه)

-(وأنت يا من منَّ الله عليه بالإسلام، وعرف أن ما من إله إلاَّ الله؛ لا تظن أنك إذا قلت هذا هو الحق، وأنا تارك ما سِواه، لكن لا أتعرض للمشركين، ولا أقول فيهم شيئاً، لا تظن: أن ذلك يحصل لك به الدخول في الإسلام، بل: لا بُدَّ من بُغضِهم، وبغض من يحبهم، ومسبتهم، ومعاداتهم، كما قال أبوك إبراهيم، والذين معه: {إنَّا بُرءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده} [الممتحنة/4] وقال تعالى: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى} [البقرة/256] وقال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} [النحل/36]. ولو يقول رجل: أنا أتبع النبي صل الله عليه وسلم وهو على الحق، لكن: لا أتعرض اللاَّت، والعُزى، ولا أتعرض أبا جهل، وأمثاله، ما عليَّ منهم؛ لم يصح إسلامه)
_________________

منقول بتصرف

(٢) قالوا : قلنا

قالوا :

" إنّ المشركين الذين يتحدّث عنهم القرآن كانوا يكذبون الرّسول صلى الله عليه وسلم ويكفرون بالقرآن وبالبعث والحساب .. وأما الواقعون فى الشرك من هذه الأمة فهم قوم يصدقون النبىّ صلى الله عليه وسلم ويؤمنون بالقرآن وبالبعث بعد الموت .. فكيف تسوّون بينهما مع هذا الفارق الواضح ..

فنقول :
" هل اقتنعتم أولاً بعد قراءتكم للأدلة المتقدمة .. بأنّ المشرك كافرٌ بالله وليس من المؤمنين بالله .. ولو كان عارفا بوجود الله وبالبعث والحساب ؟.. فإن لم تقتنعوا بذلك بعد فالحوار معكم تضييع للوقت الثمين ، أما إذا اقتنعتم ، ولكن تريدون زيادة البيان وإزالة الإشكال  فدونكم الجواب :
تعلمون أنّ الله تعالى قد أوجب الإيمان بهذه الأصول الستة مجتمعة .. فمن كفر بواحدة منها لم ينفعه إيمانه بالخمسة الباقية ويكن من أهل الكفر والضلال البعيد ..
قال تعالى : ) فمن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضلّ ضلالاً بعيداً ( [ النساء : 136 ] .
فمن يكفر بالبعث بعد الموت وحساب الآخرة لم ينفعه إيمانه بالله والملائكة والكتب والرسل ..
قال تعالى : ) قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين (   [ يونس : 45 ].
وكذلك من كفر برسل الله أو رسول واحد منهم لم ينفعه إيمانه بالله والملائكة والكتب واليوم الآخر ..
قال تعالى : ) إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون : نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً أولئك هم الكافرون حقاً واعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً (  [  النساء  : 150-150].
وكذلك من أشرك بالله أو استكبر عن الانقياد لأمره فقد كفر بالله وخرج من الإيمان بالله خروجا كاملاً .. فلا ينفعه إيمانه بالملائكة والرّسل والكتب والبعث بعد الموت ..
قال تعالى :)ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا اعتدنا للكافرين سعيرا (             [ الفتح : 13 ].
) ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا ( [ النساء : 116 ].
) إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنّة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار (                      
                                                                                   [ المائدة : 72 ].
وإذا كان الشرك بهذه المنـزلة عند الله فلا فرق إذاً بين مشرك ينكر البعث ولا يؤمن بالرسول والكتاب وبين مشرك يقرّ بذلك فى شركه لأنّ كليهما خارج عن الإيمان بالله لتلبسه بالشرك .. ومن خرج عن الإيمان بالله لا يعد مؤمنا بالملائكة والكتب والرسل والبعث وأن أقرّ بذلك وادّعى لنفسه الإيمان .. وأبيّن دليل على ذلك حكم الله على أهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين كانوا يزعمون أنهم يؤمنون بالله والملائكة والكتب والرسل والبعث بعد الموت .. فإنه – تعالى – وصمهم بالشرك والكفر والفسق مع ذلك الزعم والإدّعاء .. قال تعالى :
) اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون (     [ التوبة : 31 ].
) قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرّاً ولا نفعاً  والله هو السميع العليم (
                                                                                                 [ المائدة : 76 ].
﴿قل هل أنبئكم بشرّ من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت﴾ [ المائدة : 60 ].
) قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولّوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون (
                                                                                          [ آل-عمران : 64 ].
ومسألة "الإيمان والكفر" أهمّ ما بيّنه الله ورسوله من الحدود فلابد إذاً من الرجوع إلى الكتاب والسنّة فى معرفتهما والتحرّر من تقاليد البيئة وعرف المجتمع وآراء رجال الدّين الضالين المضلّين ..منقول

نصيحة لمن نحب له الخير


من الواجب علينا أن نصدُقَ في نُصح الناس وإبلاغهم دين الله الذي منّ الله علينا بمعرفته والدخول فيه وسلوك سبيله، والواجب في ذلك مع من استنصحنا أشد وآكد، فعلينا أن نبذل في ذلك قصارى جهدنا وألا نكتم عنه شيئا نعرف أنَّ نجاته فيه، فنسأل الله أولاً أن يعيننا على إسداء النصيحة وأن يشرح صدر من طلب النصيحة لقبول الحق وهجر الباطل أيا كان ومع من كان.

إن من أعظم نعم الله على عبده أن يختاره من بين الناس من حوله لعبادته وحده التي فيها سعادته ونجاته، ويجنِّبه عبادة غيره التي فيها شقوته وتعاسته وخسرانه، ويعرِّفه دينه الحق وصراطه المستقيم ويوفّقه لسلوكه والاستقامة عليه ويثبّته على ذلك حتى يلقاه فإن الثبات على الدين الحق عزيز هذه الأيام، الفتن كثيرة مظلمة، والغربة قاسية شديدة، وأعوان الخير قليلون، والطريق طويل، والصبر قليل، والزاد لا يبلغ المحل، نسأل الله النجاة.

ودين الله الحق قد صار اليوم غريبا فما يعرفه الناس اليوم من دين الله هو فروع هذا الدين لا حقيقته وأصله، يعرفون الصلاة والصوم والحج وقراءة القرآن والذكر والتسبيح وغير ذلك ويجهلون التوحيد وما يتحقق به وما ينقضه، ولا يبنون دينهم على الأصل الثابت الذي بناه الله عليه، وكل بناء لم يكن له أصل ثابت انهدم وانهار، وعلى قدر ثبات الأصل ورسوخه يثبتُ البناء، والبناء العالي الكبير لابد له من أصل قوي ثابت يقوم عليه، وشجرة الإيمان التي قال الله عنها أن فرعها في السماء وأنها تؤتي ثمارها كل حين أول ما أخبر عنها أن لها أصلا ثابتا، {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [إبراهيم 24-  25]، هذا الأصل الثابت هو كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)، فالدين كله يقوم على هذه الكلمة، بدونها لا يصح شيء من الفروع، وهذا الأصل ظنَّ الناس اليوم أنه يتحقق بمجرد التلفظ بحروف هذه الكلمة، فمن تلفظ بالشهادتين فهو على الإسلام لا ينقصه إلا أن يهتم بالفروع من صلاة وصيام وزكاة وأخلاق وغيرها، ولا يعرفون أن الإيمان بالشهادتين اعتقادا وقولا وعملا هو أصل الإسلام لا مجرد النطق بهما فقط، وقد كنا ممن يحسب نفسه من المهتدين ونحن لا نعرف كيف نوحِّد ربَّ العالمين وكيف نكفر بالطاغوت اللعين، إلى أن هدانا الله لمعرفة توحيده والعمل به والبراءة من الشرك وأهله.

ولهذا فإننا ننصح أولا بأن تراجعوا فهم الأصل الذي جاء بالدعوة إليه كل المرسلين، {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل : 36.
فمن جهل الأصل الذي يكون به مسلما يجب عليه قبل كل شيء أن يتعلمه ويعمل به.
فهل تعرفون ما معنى أن يختار الإنسان أن يكون عبدا لله؟
إن الله لا يرضى بعبودية يُجعل جزء منها لغيره، فمن دعا غيره فقد جعل العبادة لغيره، ومن ذبح لغيره كذلك، ومن اتبع تشريعا من عند غير الله كذلك.
إن الله فرضَ على من أراد أن يعبده أن يعبده مخلصا له الدين، أي أن تكون عبادته كلها لله وحده لا يتوجه بشيء منها لغيره، وعبادة الله تشمل الحياة كلها، فمن لم يسلم لله في حياته كلها لا يقبل الله منه استسلامه له ببعض حياته (أقصد لا يقبل الله صلاته مثلا وهو مستسلم لغير الله في جزء آخر من حياته.

هل تعلمون أن الإنسان لا يكون مسلما لله حتى يوحِّده في الخضوع والانقياد والاستسلام ويرفض رفضا قاطعا الخضوع والاستسلام لغيره؟
هل تعرفون ما يفرّق بين المسلم والكافر؟ هل قول لا إله إلا الله هو الذي يفرق بين المسلم والكافر هذا الزمان؟
هل مجرد النطق بالشهادتين والانتساب للإسلام هو الذي يجعلكم على دين الأنبياء والمرسلين؟ أم الإيمان بالشهادتين والاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بطاعته وطاعة رسوله والبراءة من الشرك وأهله هو الذي يجعلكم مسلمين؟

الغرض من هذه التساؤلات والإشارات أن تضعوا أرجلكم على الطريق الصحيح ، وتكون الخطوة الأولى في هذا الطريق هو تعلم ما لم تعرِفوه من قبل عن توحيد الله وكيفية تحقيقه والاستسلام لله به، فهذه أول خطوة في الطريق إلى الله ، إن وفقكم الله لها وفقكم الله لما بعدها، وإن تغافلتم عنها داهمكم الموت وأنتم على غير الطريق الموصل إلى الله.

ليس الفرق بين المسلم والكافر أنَّ المسلم يعرف وجود الله والكافر ينكره، ولا أن المسلم يتلفظ بالتوحيد والكافر لا يتلفظ به، ولا أن المسلم يعرف التوحيد والكافر لا يعرفه، بل الفرق بينهما أن المسلم هو من يؤمن بالله ربا وحكَما ومشرِّعا ووليا ومعبودا مطاعا، ويوحّده في ربوبيته وحاكميته وتشريعه وولايته وعبادته وطاعته، ولا يشرك به شيئا، لا يجعل أي نوع من العبادة لغيره ، ولا يتبع غيره في تشريع ولا تحليل ولا تحريم، ويكفر بكل رب يحرم ويحلل ويشرِّع من دونه، وكل إله يتوجه له بشيء من أنواع العبادة غيره، أو يُعتقد فيه ما لا ينبغي إلا لله،وكل من يوالي فيه الناس ويعادون من أجله غيرَ الله عز وجل.

هذه نصيحتنا بشيء من الاختصار، فتدبروها لعل الله أن ينفعكم بها.
ولا تنسوا دعاء الله والإلحاح في طلبه وقصد بابه فكل ما تطلبون : عِندَ الله مفاتحه وبيده خزائنه، فاسألوه يُعطِكم، واشكوا إليه وارفعوا إليه حاجتكم فكلنا فقير إليه وهو الغني عنا جميعا...منقول

(١) قالوا : فقلنا

قالوا :

الإيمان هو : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره " كما أجاب بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سأله جبريل عليه السلام ، قائلاً : فأخبرني عن الإيمان ؟.. فمن آمن بهذه الأصول الستة لا نكفّره بالشرك إذا اعتقده وفعله ، فالذين يدعون غير الله ويرجون منهم تفريج الكربات  وقضاء الحاجات .. والذين يحكمون بغير ما أنزل الله أو يتحاكمون إلى غير ما أنزل الله هم من المؤمنين بالله ما داموا مقرّين بهذه الأصول الستة ..

نقول :

" لقد وقعتم فى خطأ فاحش وضللتم عن الصراط المستقيم .. وعرفنا من قولكم هذا أنكم لم تفقهوا الأصل الأول من هذه الأصول الستة ولم تعلموا مراد النبي صلى الله عليه وسلم من قوله "الإيمان أن تؤمن بالله" فتعالوا إذاً نشرح لكم معنى "الإيمان بالله" .. إنّ الإيمان بالله ليس مجرّد المعرفة بوجوده وأنه فاطر السماوات والأرض ، وإنما هو المعرفة بذلك مع إخلاص العبادة والطاعة له والانقياد المطلق لأوامره ..
ويدلك على ذلك ما يأتى :

( ا ) بيّن الله تعالى أنّ إبليس اللّعين كان مقرّاً بوجود الله وربوبيته وكونه الرّبّ الخالق الفعال لما يريد ، فمما حكاه القرآن عنه قوله :
) خلقتني من نّار وخلقته من طين ( [ الأعراف : 12 ].
) ربّ فأنظرني إلى يوم يبعثون ( [ ص : 79 ].
ثم مع هذه المعرفة العظيمة بالله وبالبعث والحساب صار من الكافرين بالاستكبار والإباء..
) إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ( [ البقرة : 34 ].

( ب ) وبيّن الله تعالى – كذلك – أنّ فرعون كان يعلم أن ما يقوله موسى حق صريح ، قال :
) قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا ربّ السماوات والأرض بصائر ([ الإسراء :2 01].
) وجحدوا بها وأستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ( [ النمل : 14 ].
فلم تنفع "فرعون" المعرفة وصار من الكافرين المكذّبين بآيات الله .. فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر ..

(ت) وكذلك بيّن الله تعالى فى مواضع كثيرة من القرآن أنّ أهل الأوثان كانوا مقرّين بوجود الله وربوبيته ،  و كانوا يخلصون له الدّين فى الشدائد ، كالآيات  الآتية :
﴿وإذا مسّكم الضرّ فى البحر ضلّ من تدعون إلا إياه﴾ [ الإسراء : 27 ]   ﴿ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهنّ العزيز العليم﴾   [الزخرف : 9 ] .
ومع هذه المعرفة العظيمة لم يكونوا من المؤمنين بالله، لأنّ إخلاص العبادة لله والبراءة من الشرك شرط فى الإيمان بالله، لا يتحقّق الإيمان بالله إلا باستصحاب ذلك، كما جاء فى القرآن :
) فلما رأوا بأسنا قالوا : آمنّا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين . فلم  يك  ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ( [ غافر : 84- 85 ].
) إذ قالوا لقومهم : إنّا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله ، كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ( [ الممتحنة : 4 ].
فالمراد من "الإيمان بالله" فى الآيتين هو توحيد العبادة ، ونبذ الشركاء والآلهة المعبودة من دون الله ..
( ث ) وكذلك بيّن تعالى أنّ أهل الكتاب المنتسبين إلى أنبياء الله وكتبه كانوا كفارا ولم يكونوا من المؤمنين مع معرفتهم بوجود الله وربو بيته ومعرفتهم كذلك بوقوع البعث والحساب .. فمما حكاه القرآن من أقوالهم ما يأتى :
) وقالت اليهود والنصارى نحن أبناؤ الله وأحبّاؤه ( [ المائدة : 18 ].
) وقالوا لن يدخل الجنّة إلا من كان هودا أو نصارى ( [ البقرة : 111 ].
ثم مع هذه المعرفة قرّر الله أنّهم ليسوا من المؤمنين بالله ولا باليوم الآخر كما جاء فى آية التوبة "آية السيف": )قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ، ولا يدينون دين الحقّ من الّذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدّ وهم صاغرون ( [ التوبة : 29 ].
وهذه الأمثلة الأربعة كافية للعلم بأنّ مراد النبيّ صلى الله عليه وسلم فى قوله : (( الإيمان : أن نؤمن بالله )).. هو أن تعبده وحده لا شريك له ، فمن أقرّ لأهل الشرك بالإيمان بعد ذلك فهو ضالّ معارض للقرآن ..منقول

ان الحكم الا لله

وليس التوحيد أن تعرف أسماء الله وصفاتِه حَسْبْ..
بل عماد التوحيد أن تُفْرِدَهُ بالعبادة.
وليست العبادة أن تصوم وتصلي حَسْب..
بل عماد العبادة ألا تُشرك- في عبادته- غَيرَه .
وليس الشرك أن تسجد لصنم حَسْب..
بل أكبر الشرك أن تعتقد منهجاً يُعبِّدُ الناسَ للناسِ بدلاً من تعبيد الناس لرب الناس!!
وما أفردَ اللهَ بالعبادةِ من اتخذ مع شَرْعِهِ شَرْعَاً، أو مَعَهُ- سبحانه- مُشرِّعاً.
وقد قرن اللهُ الحكمَ بالعبادةِ حين قال:" إنِ الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه".. فمن صرف شيئاً من الحكم لغيره فكأنما صرف شيئاً من العبادة لغيره.. يستوي في ذلك من نَصَبَ في معبده صنماً اعتقده؛ فسجد له.. ومن نصب في (برلمانه) قانوناً فرنسياً أو ياسقاً تترياً اعتقده؛ فحكم به.. كلا الرجلين عَبَدَ غير معبود حين قصد غير مقصود.. والحكم في برلمانٍ بغير ما أنزل الله كالسجود في معبد لغير وجه الله.. لا فرق بينهما
ومنذ رفع الشيطانُ رأسَه  قائلاً:"لأتخذن من عبادكَ نصيباً مفروضا".. بدأت المعركة.. فمن اتخذ سبيلاً غير سبيل الله صار- في معركة التوحيد- فرضاً للشيطان ونصيبا، وإن ظن نفسَه ولياً للرحمن وحبيبا!!
منقول

عربي باي