صفحتي

صفحتي
مدونة ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
الجمعة، 3 فبراير 2017

(١) قالوا : فقلنا

قالوا :

الإيمان هو : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره " كما أجاب بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سأله جبريل عليه السلام ، قائلاً : فأخبرني عن الإيمان ؟.. فمن آمن بهذه الأصول الستة لا نكفّره بالشرك إذا اعتقده وفعله ، فالذين يدعون غير الله ويرجون منهم تفريج الكربات  وقضاء الحاجات .. والذين يحكمون بغير ما أنزل الله أو يتحاكمون إلى غير ما أنزل الله هم من المؤمنين بالله ما داموا مقرّين بهذه الأصول الستة ..

نقول :

" لقد وقعتم فى خطأ فاحش وضللتم عن الصراط المستقيم .. وعرفنا من قولكم هذا أنكم لم تفقهوا الأصل الأول من هذه الأصول الستة ولم تعلموا مراد النبي صلى الله عليه وسلم من قوله "الإيمان أن تؤمن بالله" فتعالوا إذاً نشرح لكم معنى "الإيمان بالله" .. إنّ الإيمان بالله ليس مجرّد المعرفة بوجوده وأنه فاطر السماوات والأرض ، وإنما هو المعرفة بذلك مع إخلاص العبادة والطاعة له والانقياد المطلق لأوامره ..
ويدلك على ذلك ما يأتى :

( ا ) بيّن الله تعالى أنّ إبليس اللّعين كان مقرّاً بوجود الله وربوبيته وكونه الرّبّ الخالق الفعال لما يريد ، فمما حكاه القرآن عنه قوله :
) خلقتني من نّار وخلقته من طين ( [ الأعراف : 12 ].
) ربّ فأنظرني إلى يوم يبعثون ( [ ص : 79 ].
ثم مع هذه المعرفة العظيمة بالله وبالبعث والحساب صار من الكافرين بالاستكبار والإباء..
) إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ( [ البقرة : 34 ].

( ب ) وبيّن الله تعالى – كذلك – أنّ فرعون كان يعلم أن ما يقوله موسى حق صريح ، قال :
) قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا ربّ السماوات والأرض بصائر ([ الإسراء :2 01].
) وجحدوا بها وأستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ( [ النمل : 14 ].
فلم تنفع "فرعون" المعرفة وصار من الكافرين المكذّبين بآيات الله .. فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر ..

(ت) وكذلك بيّن الله تعالى فى مواضع كثيرة من القرآن أنّ أهل الأوثان كانوا مقرّين بوجود الله وربوبيته ،  و كانوا يخلصون له الدّين فى الشدائد ، كالآيات  الآتية :
﴿وإذا مسّكم الضرّ فى البحر ضلّ من تدعون إلا إياه﴾ [ الإسراء : 27 ]   ﴿ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهنّ العزيز العليم﴾   [الزخرف : 9 ] .
ومع هذه المعرفة العظيمة لم يكونوا من المؤمنين بالله، لأنّ إخلاص العبادة لله والبراءة من الشرك شرط فى الإيمان بالله، لا يتحقّق الإيمان بالله إلا باستصحاب ذلك، كما جاء فى القرآن :
) فلما رأوا بأسنا قالوا : آمنّا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين . فلم  يك  ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ( [ غافر : 84- 85 ].
) إذ قالوا لقومهم : إنّا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله ، كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ( [ الممتحنة : 4 ].
فالمراد من "الإيمان بالله" فى الآيتين هو توحيد العبادة ، ونبذ الشركاء والآلهة المعبودة من دون الله ..
( ث ) وكذلك بيّن تعالى أنّ أهل الكتاب المنتسبين إلى أنبياء الله وكتبه كانوا كفارا ولم يكونوا من المؤمنين مع معرفتهم بوجود الله وربو بيته ومعرفتهم كذلك بوقوع البعث والحساب .. فمما حكاه القرآن من أقوالهم ما يأتى :
) وقالت اليهود والنصارى نحن أبناؤ الله وأحبّاؤه ( [ المائدة : 18 ].
) وقالوا لن يدخل الجنّة إلا من كان هودا أو نصارى ( [ البقرة : 111 ].
ثم مع هذه المعرفة قرّر الله أنّهم ليسوا من المؤمنين بالله ولا باليوم الآخر كما جاء فى آية التوبة "آية السيف": )قاتلوا الّذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ، ولا يدينون دين الحقّ من الّذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدّ وهم صاغرون ( [ التوبة : 29 ].
وهذه الأمثلة الأربعة كافية للعلم بأنّ مراد النبيّ صلى الله عليه وسلم فى قوله : (( الإيمان : أن نؤمن بالله )).. هو أن تعبده وحده لا شريك له ، فمن أقرّ لأهل الشرك بالإيمان بعد ذلك فهو ضالّ معارض للقرآن ..منقول

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي