صفحتي

صفحتي
مدونة ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
الجمعة، 4 أغسطس 2017

أَو ليس كان إِمام المنافقين

قال ابن إِسحاق: كان مُجَمِّع غلامًا حَدَثًا، قد جمع القرآن على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وكان أَبوه من المنافقين ومن أَصحاب مسجد الضرار، وكان مُجمِّع يصلي بهم في مسجد الضِّرار. ثم إِن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حَرَق مسجد الضرار، فلما كان في خلافة عمر بن الخطاب، كُلِّم عمر في مُجَمِّع ليصلي بقومه، فقال: لا، أَو ليس كان إِمام المنافقين في مسجد الضرار؟! فقال: والله الذي لا إِله إِلا هو، ما علمت بشيءٍ من أَمرهم. فتركه عمر يصلي.

وروي أن بني عمرو بن عوف، الذين بنوا مسجد قباء، أتوا عمر بن الخطاب في خلافته ليأذن لمجمع بن حارثة فيؤمهم في مسجدهم، فقال: لا ولا نعمة عين، أليس بإمام مسجد الضرار؟ فقال له مجمع: يا أمير المؤمنين: لا تعجل علي، فوالله لقد صليت فيه وإني لا أعلم ما أضمروا عليه، ولو علمت ما صليت معهم فيه، كنت غلاما قارئا للقرآن، وكانوا شيوخا لا يقرؤون القرآن فصليت ولا أحسب إلا أنهم يتقربون إلى الله تعالى، ولم أعلم ما في أنفسهم، فعذره عمر وصدقه وأمره بالصلاة في مسجد قباء..تفسير البغوي (4/93)

وجاء في تفسير القرطبي (8/255) : الرابعة : قال العلماء : إن من كان إماما لظالم لا يصلى وراءه إلا أن يظهر عذره أو يتوب فإن بني عمرو بن عوف الذين بنوا مسجد قباء سألوا عمر بن الخطاب في خلافته ليأذن لمجمع بن جارية أن يصلي بهم في مسجدهم ; فقال : لا ولا نعمة عين‍‍‍‍‍‍‍!‍‍‍‍‍‍‍ أليس بإمام مسجد الضرار!فقال له مجمع : يا أمير المؤمنين ، لا تعجل علي فوالله لقد صليت فيه وأنا لا أعلم ما قد أضمروا عليه ولو علمت ما صليت بهم فيه ، كنت غلاما قارئا للقرآن وكانوا شيوخا قد عاشوا على جاهليتهم وكانوا لا يقرءون من القرآن شيئا فصليت ولا أحسب ما صنعت إثما ولا أعلم بما في أنفسهم . فعذره عمر رضي الله عنهما وصدقه وأمره بالصلاة في مسجد قباء .

مختارات


جاء في تفسير قول الله تعالى {وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل}
أي: انتظارا وإعدادا لمن حارب الله ورسوله. يقال: أرصدت له: إذا أعددت له.

أبوعامر الراهب

وهو أبو عامر الراهب وكان أبو عامر هذا رجلا منهم، وهو أبو حنظلة غسيل الملائكة، وكان قد ترهب في الجاهلية وتنصر ولبس المسوح،
فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال له أبو عامر: ما هذا الذي جئت به؟

قال: جئت بالحنيفية دين إبراهيم،

قال أبو عامر: فإنا عليها،

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنك لست عليها"

قال: بلى ولكنك أدخلت في الحنيفية ما ليس منها،

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما فعلت ولكني جئت بها بيضاء نقية"،
فقال أبو عامر: أمات الله الكاذب منا طريدا وحيدا غريبا،

فقال النبي صلى الله عليه وسلم "آمين". وسماه أبا عامر الفاسق.

فلما كان يوم أحد قال أبو عامر لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أجد قوما يقاتلونك إلا قاتلتك معهم، فلم يزل يقاتله إلى يوم حنين، فلما انهزمت هوازن يئس وخرج هاربا إلى الشام فأرسل إلى المنافقين أن استعدوا بما استطعتم من قوة ومن سلاح، وابنوا لي مسجدا فإني ذاهب إلى قيصر ملك الروم فآت بجند من الروم، فأخرج محمدا وأصحابه، فبنوا مسجد الضرار إلى جنب مسجد قباء، فذلك قوله تعالى: {وإرصادا لمن حارب الله ورسوله} وهو أبو عامر الفاسق، ليصلي فيه إذا رجع من الشام.
قوله: {من قبل} يرجع إلى أبي عامر يعني حارب الله ورسوله من قبل أي: من قبل بناء مسجد الضرار.
{وليحلفن إن أردنا} ما أردنا ببنائه، {إلا الحسنى} إلا الفعلة الحسنى وهو الرفق بالمسلمين والتوسعة على أهل الضعف والعجز عن المسير إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
{والله يشهد إنهم لكاذبون} في قيلهم وحلفهم.

روي لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك ونزل بذي أوان موضع قريب من المدينة أتوه فسألوه إتيان مسجدهم فدعا  بقميصه ليلبسه ويأتيهم، فنزل عليه القرآن وأخبره الله تعالى خبر مسجد الضرار وما هموا به، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك بن الدخشم، ومعن بن عدي، وعامر بن السكن، ووحشيا قاتل حمزة، وقال لهم: انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه واحرقوه، فخرجوا سريعا حتى أتوا بني سالم بن عوف، وهم رهط مالك بن الدخشم، فقال مالك: أنظروني حتى أخرج إليكم بنار من أهلي، فدخل أهله فأخذ سعفا من النخل فأشعل فيه نارا، ثم خرجوا يشتدون، حتى دخلوا المسجد وفيه أهله، فحرقوه وهدموه، وتفرق عنه أهله، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ ذلك كناسة تلقى فيه الجيف والنتن والقمامة.
ومات أبو عامر الراهب بالشام وحيدا فريدا غريبا...تفسير البغوي

***************

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَنْطَلِقُ بِصَحِيفَتِي هَذِهِ إِلَى قَيْصَرَ وَلَهُ الْجَنَّةُ؟» ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَإِنْ لَمْ أُقْتَلْ؟، قَالَ: «وَإِنْ لَمْ تُقْتَلْ» ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ  بِهِ فَوَافَقَ قَيْصَرَ وَهُوَ يَأْتِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ قَدْ جُعِلَ لَهُ بِسَاطٌ لَا يَمْشِي عَلَيْهِ غَيْرُهُ، فَرَمَى بِالْكِتَابِ عَلَى الْبِسَاطِ وَتَنَحَّى، فَلَمَّا انْتَهَى قَيْصَرُ إِلَى الْكِتَابِ أَخَذَهُ، ثُمَّ دَعَا رَأْسَ الْجَاثَلِيقِ، فَأَقْرَأَهُ، فَقَالَ: مَا عِلْمِي فِي هَذَا الْكِتَابِ إِلَّا كَعِلْمِكَ، فَنَادَى قَيْصَرُ: مَنْ صَاحِبُ الْكِتَابِ؟، فَهُوَ آمَنٌ فَجَاءَ الرَّجُلُ، فَقَالَ: إِذَا أَنَا قَدِمْتُ فَأْتِنِي، فَلَمَّا قَدِمَ أَتَاهُ، فَأَمَرَ قَيْصَرُ بِأَبْوَابٍ قَصْرِهِ فَغُلِّقَتْ، ثُمَّ أَمَرَ مُنَادِيًا يُنَادِي أَلَا إِنَّ قَيْصَرَ قَدِ اتَّبَعَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرَكَ النَّصْرَانِيَّةَ، فَأَقْبَلَ جُنْدُهُ وَقَدْ تَسَلَّحُوا حَتَّى أَطَافُوا بِقَصْرِهِ، فَقَالَ لِرَسُولِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ تَرَى أَنِّي خَائِفٌ عَلَى مَمْلَكَتِي، ثُمَّ أَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى: أَلَا إِنَّ قَيْصَرَ قَدْ رَضِيَ عَنْكُمْ، وَإِنَّمَا خَبَرَكُمْ لَيَنْظُرُ كَيْفَ صَبْرُكُمْ عَلَى دِينِكُمْ فَارْجِعُوا، فَانْصَرَفُوا، وَكَتَبَ قَيْصَرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي مُسْلِمٌ وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِدَنَانِيرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَرَأَ الْكِتَابَ: «كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ لَيْسَ بِمُسْلِمٍ وَهُوَ عَلَى النَّصْرَانِيَّةِ» ، وَقَسَّمَ الدَّنَانِيرَ.

****************

قَالَ ابْنُ حَبِيبٍ: قال ابن وهب، عن مالك، في عبد أو أمة لا
تعرف الإسلام، فقيل لها: قولي: لا إله إلا الله. ففهمتها وقالتها بإشارة أو بغير إشارة: فإنه يصلى عليها وإن لم تصل.

ومن (الْعُتْبِيَّة): قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ: إذا شهد الأعجمي: لا إله إلا الله. عن تعليم، ثم مات، صلي عليه وإن لم يصل.

كتاب النوادر والزيادات (1/605)

**************

748 - أنا أبو القاسم الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا البزاز ، نا علي بن محمد بن المعلى الشونيزي ، وأنا أبو بكرٍ محمد بن عمر بن بكيرٍ النجار ، أنا موسى بن علي بن موسى البزاز الأحول ، قالا : نا جعفر بن محمدٍ الفريابي ، حدثني عباس العنبري ، قال : سمعت أحمد بن يونس ، يقول : رأيت زهير بن معاوية جاء إلى زائدة بن قدامة فكلمه في رجلٍ يحدثه ، فقال : من أهل السنة هو؟ قال : ما أعرفه ببدعةٍ ، قال : هيهات ، أمن أهل السنة هو؟ فقال : زهير : متى كان الناس هكذا؟ فقال زائدة : متى كان الناس يشتمون أبا بكرٍ وعمر... الجامع لاداب الراوي واخلاق السامع

***************

27904- عن عمر قال: لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ارتد من ارتد من العرب وقالوا نصلى ولا نزكى فأتيت أبا بكر فقلت يا خليفة رسول الله تألف الناس وارفق بهم فإنهم بمنزلة الوحش فقال رجوت نصرك وجئتنى بخذلانك جبار فى الجاهلية خوار فى الإسلام ماذا عسيت أن أتألفهم بشعر مفتعل أو بسحر مفترى هيهات هيهات مضى النبى - صلى الله عليه وسلم - وانقطع الوحى والله لأجاهدنهم ما استمسك السيف فى يدى وإن منعونى عقالا قال عمر فوجدته فى ذلك أمضى منى وأصرم وأدب الناس على أمور هانت على كثير من مؤنتهم حين وليتهم (الإسماعيلى) [كنز العمال 16838]

قال الامام البخاري :

بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : { وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ }، { وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ }. وَأَنَّ الْمُشَاوَرَةَ قَبْلَ الْعَزْمِ وَالتَّبَيُّنِ ؛ لِقَوْلِهِ : { فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ }. فَإِذَا عَزَمَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ لِبَشَرٍ التَّقَدُّمُ عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَشَاوَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ يَوْمَ أُحُدٍ فِي الْمُقَامِ وَالْخُرُوجِ، فَرَأَوْا لَهُ الْخُرُوجَ، فَلَمَّا لَبِسَ لَأْمَتَهُ وَعَزَمَ قَالُوا : أَقِمْ. فَلَمْ يَمِلْ إِلَيْهِمْ بَعْدَ الْعَزْمِ، وَقَالَ : " لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ يَلْبَسُ لَأْمَتَهُ فَيَضَعُهَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ ". وَشَاوَرَ عَلِيًّا وَأُسَامَةَ فِيمَا رَمَى أَهْلُ الْإِفْكِ عَائِشَةَ، فَسَمِعَ مِنْهُمَا حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ، فَجَلَدَ الرَّامِينَ وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى تَنَازُعِهِمْ، وَلَكِنْ حَكَمَ بِمَا أَمَرَهُ اللَّهُ، وَكَانَتِ الْأَئِمَّةُ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَشِيرُونَ الْأُمَنَاءَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي الْأُمُورِ الْمُبَاحَةِ ؛ لِيَأْخُذُوا بِأَسْهَلِهَا، فَإِذَا وَضَحَ الْكِتَابُ أَوِ السُّنَّةُ لَمْ يَتَعَدَّوْهُ إِلَى غَيْرِهِ ؛ اقْتِدَاءً بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَأَى أَبُو بَكْرٍ قِتَالَ مَنْ مَنَعَ الزَّكَاةَ، فَقَالَ عُمَرُ : كَيْفَ تُقَاتِلُ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَإِذَا قَالُوا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إِلَّا بِحَقِّهَا " ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ مَا جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ تَابَعَهُ بَعْدُ عُمَرُ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ أَبُو بَكْرٍ إِلَى مَشُورَةٍ ؛ إِذْ كَانَ عِنْدَهُ حُكْمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الَّذِينَ فَرَّقُوا بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، وَأَرَادُوا تَبْدِيلَ الدِّينِ وَأَحْكَامِهِ. وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ ". وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَشُورَةِ عُمَرَ، كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا، وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

قال الامام أبو عبيد القاسم بن سلام((والمصدق لهذا جهاد أبي بكر الصديق رضي الله عنه بالمهاجرين والأنصار على منع العرب الزكاة، كجهاد رسول الله صلى الله عليه أهل الشرك سواء، لا فرق بينهما في سفك الدماء وسبي الذرية واغتنام المال، فإنما كانوا مانعين لها غير جاحدين بها)) كتاب الإيمان له ص 12

أين ؟

إن اتباع أي تشريع لم يأذن به الله هو الشرك الذي يهدم الإسلام وينقض التوحيد, ولا يصح الإسلام إلّا بقبول شريعة الله وحده والانقياد لها ورفض جميع التشريعات البشرية والقوانين الوضعية التي تخالف شريعة رب البرية.
قال عز وجل: { وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } [ الأنعام: ١٢١ ].
هذه الآية أيضًا خوطب بها الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه أعظم الناس خُلقًا ودينًا ومحبةً لله وخشية له,
فهؤلاء إن وقع منهم ما يناقض توحيدهم وهو الشرك بالله المتمثل في طاعة الكفار في تبديل حكم واحد من أحكام الله وهو حكم الميتة, صاروا بذلك من المشركين في حكم أحكم الحاكمين; لأنهم هدموا الأصل الذي بنوا عليه دينهم وكانوا به مسلمين, فلا ينفعهم بعد هذا الشرك الذي نقضوا به إسلامهم عملٌ صالحٌ ولا خلقٌ حسنٌ, ولا ينفعهم قول لا إﻟﻪ إلا الله, ولا سَبْقُهم في الإسلام, ولا صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم, ويصيرون في عداد المشركين مع أبي جهل وغيره, وذلك إذا أطاعوا الكفار في تغيير حكم واحد لا غير, وباقي أحكام الشريعة كما هي لم يغيروا منها شيئًا.
فكيف بمن يبدل بنفسه أحكام الله ويشرِّع ما لم يأذن به ربه ومولاه!! وكيف بمن يواليه مع فعله هذا وينصره ويتبعه؟!!
لن تنفع الناسَ اليوم أعمالُهم من صلاة وزكاة وصوم وحج وجهاد وغيرها وهم مستسلمون لغير الله باتباع شرائع ومناهج وقوانين ما أنزل الله بها من سلطان ولا أذن بها ولا رضي عنها.
إذا تعدد المصدر الذي يتلقون منه الحكم والتشريع فهذا يعني أن لهم آلهة وأربابًا من دون الله, وهذا هو نقيض الإسلام.
وأكثر الناس اليوم لا يعرفون هذا, فلجهلهم بحقيقة الإسلام تجدهم يعتبرون أنفسهم مستسلمين لله وحده وهم يتلقون تشريعات ساداتهم ورؤسائهم بالقبول والانقياد!! أهذا هو دين الله؟
ألم يقرؤوا  قوله تعالى: { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَّجُلا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (29) }  [ الزمر: ٢٩ ].
وقوله: { أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }  [ الأعراف: ٥٤ ].
وقوله: { إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }  [ يوسف: ٤٠ ].
وقوله: { مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا } [ الكهف: ٢٦ ].

وقوله: { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ } [ آل عمران: ٦٤ ].

وقوله تعالى واصفًا حال الكفار في نار جهنم: { يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68) } [ الأحزاب:  ٦٦ − ٦٨ ].
فأين إسلام من يشرَّع للناس مع الله منهجًا وقانونًا لتنظيم حياتهم السياسية والاقتصادية وغيرها؟
أين إسلامه لله؟ وأين توحيده؟ وأين زعمه بأن ليس له إﻟﻪ مع الله؟
يشرِّع من دون الله, ويريد أن يُطاع شرعه وقانونه كما يُطاع شرع الله, ويُقدّم ما شرعه على شريعة الله ويوجب الحكم به, وينحِّي شريعة الله, ومع هذا كله يعتبر نفسه مسلمًا لله وحده؟؟!!
أين إسلام أتباعه الذين يوالونه ويطيعونه؟ وأين توحيدهم؟ وأين زعمهم بأن ليس لهم إﻟﻪ من دون الله؟...منقول

ٌ وَلَلدَّارُ الآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ٌ


الحمد لله الّذي خلق الدّارين؛ الأولى والأخرة، وخلق الموت والحياة ليبلونا أيّنا أحسن عملا، القائل في كتابه ﴿وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ﴾
أحمده سبحانه وله الحمد في الأولى والأخرة. وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لاشريك له، أعذر فأرسل الرسل وأنزل الكتب المتضمّنة لماهيّة الدّنيا لئلا ينخدع بها المنخدعون. 
وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله القائل: «كُنْ في الدنيا كأنك غَريبٌ، أو عابِرُ سَبيلٍ». اللهم صلّ على عبدك ورسولك محمّد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان..

أيّها النّاس: هَبّوا من هذه الرّقدةِ واعلمو أنّنا بعد قليل محاسبون: ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ﴾. وأنّ آجالَنا محصورةٌ وأعمارَنا معدودة. ولا بدّ لنجاتنا من تصحيح المفاهيمِ والتصوّراتِ عن هذه الحياة الدّنيا الّتي نعيش فيها، وأن نَعرضها على بيان الكتاب والسنَّة، لنكون في منجى من الخسارة في الدّارين؛ ذلك هو الخسران المبين. إنَّ الدُّنيا دار عمل وسعي للآخرة، وليست بدار خلد ومقام، وكلُّ من عليها لا محالة فانٍ وإلى الله صائر.
قال تعالى: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن :26-27] .
إنَّ الدُّنيا لهوٌ ولعبٌ، ومتاعٌ قليل، ودارٌ غَرور، ولا تعدل عند الله جناح بعوضة، ولو كانت تعدل ذلك عند الله، ما سقى كافرا منها شَربة ماء.
استمعُوا إلى ما قال الله عزّ وجلّ عن الدنيا التي تُلهينا عن ذكر ربِّنا الجليل، وعن ما أوجبهُ علينا:

﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾ [الأنعام: 32].

﴿وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت: 64].

﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاّ مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [آل عمران: 185].

﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآَخِرَةِ إِلاّ مَتَاعٌ﴾ [الرعد: 26].

﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ﴾ [النساء: 77].

﴿فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآَخِرَةِ إِلاّ قَلِيلٌ﴾ [التوبة: 38].

﴿فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [الشورى: 36].

﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾ [القصص: 60].

﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ﴾ [الكهف: 45].

﴿إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ﴾ [يونس: 24].

وكذلك بيّن النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم زهادة الدّنيا وحقارتها:
ففي الصّحيح أنّه صلّى الله عليه وسلّم قال:  " ما الدّنيا في الآخرة إلاّ مثلُ ما يجعل أحدُكم أصبعه في اليمّ فلينظر بم يرجع".

وعنه صلّى الله عليه وسلّم: "أنَّهُ مرّ بسخلة ميتة منبوذة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: أترون هذه هانت على أهلها؟ فقالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلّم من هوانها ألقوها، قال: فوالذي نفس محمد بيده للدنيا أهون على الله عزَّ وجلَّ من هذه على أهلها" (أحمد والترمذي وابن ماجة).

وقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلاَّ ذِكْرُ الله وَمَا وَالاَهُ وَعَالِمٌ أَو مُتَعَلِّمٌ"(التّرمذي وابن ماجة)

وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إنّ الدّنيا دارُ من لا دارَ له، ومالُ من لا مالَ له، ولها يجمع من لا عقلَ له" (أحمد والبيهقي)

وقال صلّى الله عليه وسلّم:"من أحبّ دنياه أضرّ بآخرته ومن أحبّ ءاخرته أضرّ بدنياه فآثرو ما يبقى على ما يفنى" (أحمد)

وكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: "ما لي وللدنيا، إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب،  قال في ظل شجرة في يوم صائف، ثم راح وتركها" (أحمد والترمذي وابن ماجه)

هذه هي الدّنيا ألّتي شغلت بجمعها كثيرا من النّاس عن أداء ما أوجب الله عليهم من توحيده وذكره والدّعوة إلى سبيله،والصّبر لإعلاء دين الله على الأديان الباطلة.ما أعجب أمر النّاس!! وما أسرعَ نسيانَهم بالّذي يُتلى عليهم من القرءان!!.
﴿يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ. الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ. فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ﴾ [الإنفطار: 6-8].
واعلمو أنّ إرادة الدّنيا ومحبّتها والرّضاءَ بها أمرٌ خطير ومذموم عند الله، بل يُعدّ من أبرز صفات الكفّار والمنافقين.
قال تعالى: ﴿إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلاً﴾ [الإنسان: 27].
وقال: ﴿لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ. مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ [آل عمران: 196-197].
وقال: ﴿وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ﴾ [الأنعام: 130].
وقال: ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾ [الروم: 7].
وقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ. أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [يونس: 7-8].
وقال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآَخِرَةِ وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ [النحل: 107].
ومن ابتلاء الله لعباده، أنَّهُ جعل ما في هذه الحياة الدّنيا لذّةً وخضرةً، تطّلع إليها النّفوس، مع أمره بالزّهد فيها، والإعراض عن زخارفها، وعدم محبّتها.
قال تعالى: ﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ [الكهف: 7].
وقال تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [الكهف: 46].
وقال تعالى: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ﴾ [آل عمران: 14].
ومن صحَّ إيمانه ويقينه، وعلم ما أعدَّهُ الله لأوليائه، من رزق طيّب وظلّ دائم وجنّات عدن في الآخرة، فإنَّهُ يُدركُ بالمقارنة بين الدنيا والآخرة، أنَّ أهل الدنيا من الكفرة والمنافقين، هم الخاسرُون المغبونون، وأنَّ أهل الإيمان هم السعداء المفلحون، وبأضدادها تُعرف الأشياءُ.
قال تعالى: ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا. حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا. وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا. وَكَأْسًا دِهَاقًا﴾ [النبأ: 31-34].
وقال تعالى: ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ﴾ [الرعد: 35].
وقال: ﴿وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 111].
وبما أنّ سلعة الله غالية وهي الجنّة، وأنَّ الجنّة حفّت بالمكاره، و أنَّ جزاء الكافرين والمنافقين النّار، فلا محيدَ من السّعي واقتحامِ العقبات، والمجاهدةِ الدّائمة للفوز برضى الله والجنّة.
قال تعالى: ﴿فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ. فَكُّ رَقَبَةٍ. أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ. يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ. أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ. ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ. أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾ [البلد: 11-18].
وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت69].
وقال: ﴿إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا﴾ [الإنسان: 22].
وقال: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ﴾  [الأنبياء: 94].

كان عليّ ابن أبي طالب يقول: "إنّ الدّنيا قد ارتحلت مدبرةً وإنّ الآخرة قد ارتحلت مقبلةً، ولكلّ منهما بنون، فكونو من أبناء الآخرة ولا تكونو من أبناء الدّنيا، فإنّ اليومَ عملٌ ولا حساب وغداً حسابٌ ولا عمل".
قال الحسن البصري رحمه الله: "لو لم يكن لنا ذنوب إلّا حبَّ الدّنيا لخشينا على أنفسنا منها، إنّ الله عزّ وجلّ يقول ﴿تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الآَخِرَةَ﴾ فرحم الله إمرءاً أراد ما أراد الله عزّ وجلّ".
وقال الحسن: "من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره".
وقال بعضُ السّلف: "تبّا لطالب الدّنيا وهي دنيا. والله لقد عبدت بنو إسرائيل الأصنام بعد عبادتهم للرّحمن وذلك بحبّهم للدّنيا". 
وقيل : "مفتاح كلِّ شرّ حبُّ الدّنيا وطولُ الأمل، ومفتاح كلِّ خير الرّغبةُ في الله والدّارِ الآخرة". 
   وقال بشر بن الحارث: ما اتّقى الله من أحبّ الشّهرة.

                 إنَّ  لله عـبـادا فُـطـنـا               طـلّقوا الدّنيا وخافـو الفتنـا
                 نظـرو فيهـا فلمّا علمـوا            أنّـها ليست لحـيٍّ وطـنـا
                 جعـلوها لجّة واتّخـذوا               صـالح الأعمال فيها سفنـا

اللهم لا تجعل الدّنيا أكبر همّنا ولا مبلغ علمنا ...       
            وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
منقول

عربي باي