صفحتي

صفحتي
مدونة ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
الخميس، 16 فبراير 2017

بأي شئ يتحقق التوحيد (١) ؟

التوحيد يتحقق بثلاثة أمور
من أراد أن يسلم لله ويؤمن بلا إله إلا الله كما يريده الله عز وجل فيجب عليه:
ألا يعبد إلا الله
ولا يشرك به شيئا
ويكفر بالأرباب والآلهة والأنداد وسائر المعبودات من دون الله
والأدلة على هذا كثيرة من كتاب الله عز وجل ومن سنة نبيه وهو محل اتفاق بين المسلمين جميعا
الأدلة من كتاب الله
قوله تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)(النحل: من الآية36) فالله عز وجل ما بعث رسولا إلا وكانت بداية دعوته الأمر بعبادة الله وحده والكفر والاجتناب لما يعبد من دونه، ولا يتم الانتقال من الكفر إلى الإسلام إلا بتحقيق هذا الأصل، ومعلوم أن عبادة الله وحده والكفر والاجتناب لما يعبد من دونه لا يتحقق بالقول فقط بل لابد من القول والعمل.
واعلم أن كل ما عبد من دون الله فهو طاغوت ولا تنفع عبادة الله إلا بشرط اجتناب عبادة ما سواه.
وقال تعالى: (إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ)(فصلت: من الآية14)
وأما قول الله تعالى: (يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)(الأعراف: من الآية59) فهو أول ما يقرع به الرسول أسماع قومه المشركين، وهذا هو معنى لا إله إلا الله، وهو يتضمن الإثبات: (اعْبُدُوا اللَّهَ)، والنفي: (مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) أي مالكم من معبود يستحق العبادة سواه.
وقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لقومه (قولوا لا إله إلا الله تفلحوا) هو مثل قول نوح وهود وصالح وغيرهم (يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ).
وقد كان المشركون يعرفون جيدا ما يدعوهم إليه رسل الله، تعرف هذا من خلال ردودهم التي حكاها الله عنهم.
فأما قوم نوح فقالوا: (وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً) (نوح:23)  وأما قوم هود فقالوا: (قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا )(لأعراف: من الآية70)
وأما قوم صالح فقالوا: (قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا)(هود: من الآية62)
وأما قوم شعيب فقالوا: (قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا)(هود: من الآية87)
وأما قوما نبينا عليه السلام فقالوا: (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) (صّ:5)
-  وفي دعوة يوسف عليه السلام لصاحبيه في السجن بيان لحقيقة الإسلام، قال لهما: (إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ * وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ * يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف الآية من 37 - 40)
فدعاهم إلى: أن يعبدوا الله
ولا يشركوا به شيئا
وأن يتبرؤوا من الأرباب المعبودة من دونه.
هذا هو الإسلام الدين القيم، ولكن أكثر الناس قديما وحديثا لا يعرفونه.
- وقوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ )(الاسراء: من الآية23) وقال: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً )(النساء: من الآية36) بيان معنى لا إله إلا الله بأن لا يعبد إلا الله ولا يشرك به شيئا.
- ولما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو أهل الكتاب للإسلام بعث لهم رسالة فيها قوله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران:64). فهذه الآية تبين المعنى الصحيح لكلمة التوحيد.
والكلمة السواء هي لا إله إلا الله، ولا يؤمن بها إلا من حقق هذه الثلاث:
أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ
وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً
وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ، فلا نتخذ أربابا من دون الله بل لابد أن نكْفر بالأرباب المعبودة من دونه.
-
ففي هذه الآيات السابقة دليل كافٍ وحجة ساطعة وبرهان قاطع على صحة ما قلناه
....يتبع ان شاء الله
منقول

(٢٧) قالوا : فقلنا

قالوا :

إنّ الكافر يدخل في الإسلام بقول الكلمة ويدلّ على ذلك حديث أسامة بن زيد والمقداد بن الأسود !!.

فنقول :
إنّ كان المراد أنّه يدخل في الإسلام وإن كان مقيماً في الشرك فليس هذا دين الإسلام الذي جاءت به الرسل عليهم السلام وإنّما هو دين مبتدعٌ

ولو كان النطق وحده إسلاماً لكان اليهود الذين يقولون لا إله إلاّ الله ويسكنون المدينة مع النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مسلمين، ولكانت بنوحنيفة الذين يشهدون الشهادتين مسلمين.
ومعلوم أنّ الله أمر بقتال أهل الكتاب الذين يقولون الكلمة في آية السيف، ومعلوم كذلك أنّ الصحابة أجمعوا على كفر بني حنيفة وقتالهم.
أما عن حديث أسامة والمقداد: فالجواب عنهما: أنّ الحديثين ليسا مطلقين في جميع أنواع الكفّار بل يخصّان الوثنيين الذين كانوا الغالبية في جزيرة العرب وأقوى الجبهات التي تقاومُ الإسلام مع علمهم الكامل لما تدل عليه كلمة التوحيد فالقرآن نزل بلغتهم، وقد صرح العلماء في التفريق بين الوثني والكتابي في الإقرار.

قال الإمام الشافعيّ في "الأُمّ": والإقرار بالإيمان وجهان:
"فمن كان من أهل الأوثان ومن لا دين له يدّعى أنّه دين النُّبوة ولا كتاب، فإذا شهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً عبده ورسوله فقد أقرّ بالإيمان ومتى رجع عنه قُتل.
قال: ومن كان على دين اليهودية والنصرانية فهؤلاء يدّعون دين موسى وعيسى صلوات الله وسلامه عليهما وقد بدّلوا منه، وقد أُخذ عليهم فيهما الإيمان بمحمّد رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فكفروا بترك الإيمان به واتّباع دينه مع ما كفروا به من الكذب على الله قبله.
"" فقد قيل لي: إنّ فيهم من هو مُقيمٌ على دينه يشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً عبده ورسوله، ويقول: "لم يبعث إلينا""". 
فإن كان فيهم أحدٌ هكذا فقال أحدٌ منهم: "أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً عبده ورسوله" لم يكن هذا مستكمل الإقرار بالإيمان حتى يقول: "وأنّ دين محمّدٍ حقٌّ أو فرضٌ وأبرأ مما خالف دين محمّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أو دين الإسلام"، فإذا قال هذا فقد استكمل الإقرار بالإيمان، فإذا رجع عنه أُستُتِيبَ، فإن تاب وإلاّ قُتل.
فإن كان منهم طائفةٌ تُعرَف بأن لا تُقرّ بنبوة محمّد صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم  إلاّ عند الإسلام، أو تزعم أنّ من أقرّ بنبوته لزمه الإسلام، فشهدوا أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً عبده ورسوله فقد استكملوا الإقرار بالإيمان. فإن رجعوا عنه اُستُتِيبوا، فإن تابوا وإلاّ قُتلوا". موسوعة الشافعيّ: (المجلّد السابع. ص: 596).
فانظر كيف وضع الأئمةُ في إعتبارهم معرفة القوم الّذين جاء منهم المقرّ،وهل كانوا يدَّعُون الإسلام أو يقولون كلمة التوحيد في كفرهم أم لا، مما لا يدور في خلد أهل الإرجاء المعاصر
منقول

وإذا أردت المزيد فعليك بهذه السلسلة
نفعنا الله وإياك بالعلم النافع ووفقنا الله وإياك للعمل الصالح

http://sohiberrumy.blogspot.com/search/label/ماهو%20الاسلام

(٢٦) قالوا : فقلنا

قالوا : إن جاهل التوحيد مسلم  !!

فنقول :

أليست لا إله إلّا الله هي أصل الإسلام وحقيقته وهي ملة إبراهيم ودين الأنبياء جميعًا؟
أليس من جهل التوحيد فقد جهل الإسلام؟
فمن جهل التوحيد فقد أخل بأول شرط ليكون مسلمًا وهو العلم بما دلت عليه كلمة التوحيد من إخلاص العبادة لله والبراءة من الشرك وأهله.
ومن جهل التوحيد فلا يمكن أن يكون مصدقًا به معتقدًا له.
ومن جهل التوحيد فلا يمكن أن يكون شاهدًا به إقرارًا واعترافًا واستجابةً.
ومن جهل التوحيد لا يمكن أن يكون عاملًا به ملتزمًا له.
ومن جهل التوحيد لا يمكن أن يكون متبرئًا من الشرك وأهله.
ومن جهل التوحيد لا يمكن أن يكون محبًا له باغضًا لنقيضه.
فأي إسلام هذا الذي يكون من غير معرفة، ولا اعتقاد، ولا إقرار، ولا عمل، ولا براءة من الشرك وأهله، ولا محبة للتوحيد وبغض لنقيضه؟!!
لقد عرفت الجاهلية الأولى من العرب والفرس والروم واليهود أن الدين الذي يدعو إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو توحيد الله وإفراده بالعبادة والكفر بما يعبد من دونه وطاعة رسوله فيما جاء به، ولم يكن أحدهم يتصور أنه يمكن أن يتبع أحد رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن يترك عبادة غير الله وما عليه هو وآباؤه من الدين الباطل.

كيف يمكن لعاقل أن يتصور أن جاهل الشيء يمكن أن يكون معتقدًا له.
الجهل بالإسلام مانع من الإسلام ولا يمكن أن يكون صاحبه مسلمًا هذا ما يعرفه المسلمون وما يعرفه العقلاء أيضًا، ولا يمكن تصور خلافه إلّا إذا سرنا على نهج النصارى دع عقلك خارج الكنيسة لكي تؤمن بأن الواحد يساوي ثلاثة وبأنه لا فرق بين الخالق والمخلوق وبين العبد والرب!!
الإسلام بيِّنٌ واضحٌ في كتاب الله عز وجل ومن اتبع هدى الله واعتصم به فلن يضل ولن يحتار ولن يشقى، ومن أعرض عن ذكر الله وهداه فليس له إلّا المعيشة الضنكى والضلال المبين، ومن استنصح الرجال ونبذ كتاب الله وراء ظهره فليرتقب نصيبه من الضلال أو الغضب.
هذا هو الإسلام لمن أراده:
قال تعالى: { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36].
وقال تعالى: { فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [البقرة: 256].
وقال تعالى: { وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [لقمان: 22].
وقال تعالى: { وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [النساء: 125].
وقال تعالى: { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران:64].
وقال تعالى: { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} [الزخرف: 26-27].
وقال تعالى: { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4].
وقال تعالى: { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ} [الأنعام: 162].
وقال تعالى: { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 104].
وقال تعالى: { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5].
وقال تعالى: { إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ * وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ * يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 37 - 40].
وقال تعالى: { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [سورة الكافرون].
فمن شاء أن يلحق بالركب فليتدارك نفسه قبل أن تصل الروح إلى الحلقوم، ويعلم معنى قوله تعالى: { رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ * ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [الحجر: 2-3].
وقوله: { فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 102].
وقال تعالى: { أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الزمر: 56-58].

ومن سأل عن هؤلاء الركب فهم:

قال تعالى: { وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ} [الزمر: 17].
وقال تعالى: { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } [الأنعام: 82].
وقال تعالى: { أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا} [آل عمران: 20].
وقال تعالى: { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108].
وقال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأحقاف: 13].
وقال تعالى: { حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِه} [الحج: 31].
وقال تعالى: { قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 133].
قال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ).
أصل دين الإسلام هو التوحيد، وهو مدلول كلمة الإخلاص لا إله إلا الله. وهو أن تعبد الله وحده، وتخلع وتكفر بما يعبد من دونه.
قال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ).
وقال تعالى: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « بُنِىَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ عَلَى أَنْ يُعْبَدَ اللَّهُ وَيُكْفَرَ بِمَا دُونَهُ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَحَجِّ الْبَيْتِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ».
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ».
لا بد من الكفر بما يعبد من دون الله لكي يكون المرء مسلما.
والكفر بالطاغوت هو أن تعتقد بطلان عبادة غير الله، وتتركها وتبغضها، وتكفر أهلها، وتعاديهم.
قال تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ).
فأين سكان كوكب الأرض الأن من هذا ؟؟
أسأل الله أن يهدي من ضل عن الحق وهو يحسب أنه على الحق حتى يصير من أهل الحق.
فهذا.تذكيراً للمؤمنين...وتنبيهاً للغافلين...و بيان الى المعاندين...ومعذرةً إلى ربِّ العالمين

منقول بتصرف

(٢٥) قالوا : فقلنا

قالوا :

إن الدولة التي نعيش فيها لا تحكِّم كتاب الله ولا سنة رسوله فإذا لم نذهب إلى محاكم الطاغوت التي تحكم بغير ما أنزل الله فسوف تضيع حقوقنا ، ولا بدّ لنا للحصول على حقوقنا المغتصبة أن نذهب إلى هذه المحاكم ونشتكي إليها في المسألة ، فنحن من ناحية قلبية لا نؤمن بهذه المحاكم ونعتبرها طاغوتاً ولكن لأننا مجبورين حتى لا تضيع حقوقنا فلا بدّ لنا من تحكيمها ، فكيف نصبح بذلك كفاراً غير مؤمنين ونيّتنا وقلوبنا خالصة لله ليس فيها شرك ولا قبول لغير شرع الله ؟

فنقول لهم :

نريد أن نسألكم سؤالاً : إذا قال لكم شخص وقد غصب حقكم ، إذا أردتم استرجاع حقكم هذا فعليكم أن تصلّوا لي أو أن تصوموا لي، فهل تفعلون ذلك ؟
وإذا فعلتم ذلك هل تبقون مسلمين ؟
لا بد أن تجيبوا بلا ، لأن الصلاة أو الصيام عبادة لا تكون إلا لله وحده ، ومن فعلها لغير الله فقد عبد غيره وأشرك به ، لأنه من صلّى أو صام لشخص ما مهما كان هذا الشخص فقد وضعه موضع الإله .
فهل فكرتم - هداكم الله - لماذا حرّم الله I التحاكم إلى غير شريعته وحكم على من تحاكم إلى غير كتابه وسنة رسوله بالضلال المبين والكفر المخرج من الملة ووصفه بأنه قد عبد الطاغوت.
إن قبول أن الله عز وجل هو الحاكم الوحيد في الدنيا والآخرة وأن التحاكم إلى كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عبادة مثل الصلاة والصوم والحج ركن من أركان التوحيد . فمن صرف هذه العبادة أو جزءاً منها إلى غير الله فهو كمن صلى وصام لغير الله ، فهذه عبادة وهذه عبادة ، فالله سبحانه وتعالى يقول لنا أن الحكم والتحاكم لله وحده ، لا يقبل شريكاً له في ذلك لا في كبيرة ولا في صغيرة وأن ذلك هو عبادة له لا تجوز لغيره مهما كان ومن كان .
يقول الله عز وجل :- ]إِنْ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ [ [يوسف: 40].          
إن ادعاءكم عدم محبة الطاغوت والكفر به ومع ذلك تتحاكمون إليه ، إدعاء كاذب يكذّبه عملكم ، فلو كنتم تكفرون بالطاغوت وتبغضونه ما تحاكمتم إليه في كبيرة ولا في صغيرة مهما ضاعت حقوقكم فالرزق على الله لا يملك أحد زيادته ولا نقصانه .
إن مسألة التحاكم إلى غير الله ليست مسألة حق وحقوق وضياعها ، إنما هي صرف عبادة من العبادات إلى غير الله وإعطاء حقاً من حقوق الله إلى غير الله ورفع شخص أو أشخاص إلى مرتبة الله ، فهذا هو الكفر والشرك بعينه .
إن الله عز وجل يرفض ادعاء هؤلاء الناس الإيمان ولا يعتبرهم مسلمين مهما كان ادعائهم الإيمان بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، لأنهم مع ادعائهم الإيمان يريدون أن يعملوا عملاً لا يجتمع مع الإيمان الحقيقي ، لأنه من آمن بالله الإيمان الصحيح لا يريد التحاكم إلى الطاغوت لا في نفسه ولا في عمله .
يقول الله عز وجل :-  ]أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا [ [النساء: 60].
إن هذه الآية الكريمة تبين أن الذين يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت مع ادعائهم الإيمان يريد الشيطان أن يضلّهم ، فيوسوس لهم ويخدعهم ويزيّن لهم ويفهمهم أنهم سيبقون على إيمانهم ولو أرادوا التحاكم إلى الطاغوت وحتى لو تحاكموا إليه . يقول الله عز وجل : ]وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا[

  فإذا عرفت أن التحاكم إلى الطاغوت كفر ، فقد ذكر الله في كتابه أن  الكفر أكبر من القتل ، قال تعالى: (والفتنة أكبر من القتل) ،  وقال: (والفتنة أشد من القتل) ، والفتنة هي الكفر ، فلو اقتتلت البادية والحاضرة حتى يذهبوا لكان أهون من أن ينصبوا في الأرض طاغوتا يحكم بخلاف شريعة الإسلام ، التي بعث الله بها رسوله .

أن نقول إذا كان التحاكم كفراً ، والنزاع إنما يكون لأجل الدنيا ، فكيف يجوز أن تكفر لأجل ذلك ، فإنه لا يؤمن أحد حتى يكون الله ورسوله أحب إليهما مما سواهما ، وحتى يكون الرسول أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ، فلو ذهبت دنياك كلّها لما جاز المحاكمة إلى الطاغوت لأجلها ، ولو اضطرك أحد وخيّرك بين أن تحاكم إلى الطاغوت أو تبذل دنياك لوجب عليك البذل ، ولم يجز لك المحاكمة إلى الطاغوت والله أعلم" اهـ نقلا بتصرف يسير

وحتى نفهم هذه المسألة جيداً لنتدبر هذه الآيات البينات .
قال تعالى :  )إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ ! ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُم ! فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ! ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَه ُ فَأَحْبَطَ  أَعْمَالَهُم( [محمد: 25-28]....

منقول

(٢٤) قالوا: فقلنا

قالوا :

" نعتقد أنّ من قال "لا إله إلاّ الله محمدٌ رسول الله "  ولم يكفر بعد بما يعبد من دون الله كالأضرحة والأولياء أنّه قد أسلم بالشهادتين .. ولا يجوز تكفير المسلم قبل إقامة الحجّة عليه لأنّ الله تعالى قال : ﴿وما كان الله ليضلّ قوماً بعد إذ هداهم حتى يبيّن لهم ما يتّقون﴾
وكذلك قال أكثر العلماء أنّه لا يجوز تكفير المسلم قبل إقامة الحجّة عليه .

فنقول :
" أنتم تقعون فى أخطاء علمية ثلاثة :

( الأول)
تجعلون مسألة التوحيد كأنّها مسألتان وهي فى الحقيقة مسألة واحدة  وذلك عندما تعتبرون قول " لا إله إلاّ الله " كافياً فى تحقيق الإسلام قبل أن ينخلع الإنسان ويتبرأ من الآلهة المعبودة ..
وتظنّون أنّ هذا القائل صار مسلماً موحّداً حنيفاً ، فهذه مسألة ..
والثانية هي أنّكم تظنّون أنّ عبادة الله وحده والكفر بالآلهة والأنداد اعتقاداً وعملاً أمرٌ واجب ولكن يمكن أن يجهله الإنسان الذي تلفّظ بالكلمة ولا يكون كافراً بهذا الجهل قبل أن تقام الحجّة عليه . وهذا منكم جهلٌ فاحشٌ بالتوحيد المأمور به الذي يجعل الكافر مسلماً والعدوّ وليّاً .
إنّ التوحيد المطلوب مأخوذ من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وهو مبيّنٌ فيه بياناً شافياً لم يترك لقائل مقالاً . وقد أوضح القرآن أنّ الله تعالى يأمر عباده بأن يقولوا "لا إله إلاّ الله " وبيّن أنّها الأمر الأول المطلوب من المشركين . كقوله تعالى :-
﴿وما أرسلنا من قبلك من رّسول إلاّ نوحي إليه أنّه لا إله إلاّ أنا فاعبد ون ﴾ [ الأنبياء : 25]
وبيّن كذلك أنّ الأمر الأول المطلوب من العباد هو أن يعبدوا الله مخلصين له الدين ، ويجتنبوا عبادة الطواغيت والأرباب الباطلة . كقوله تعالى :
)وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ( [ البينة : 3]
وقال تعالى : )  وما أمروا إلاّ ليعبدوا إلـهاً واحداً لا إلـه إلاّ هـو ( [ التوبة : 31] .
وقال تعالى : ) قل يا أهل الكتاب تعالوا  إلى كلمة سواءٍ بيننا وبينكم أن لا نعبد إلاّ الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولّوا فقولوا اشهدوا بانّا مسلمون ( [ آل-عمران :64]
وقال تعالى : )ولقد بعثنا فى كلّ أمّة رسولاّ أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت (         [ النحل :36]
فهذه الآيات تدلّ على أنّ الله تعالى لا يريد من العباد مجرّد التلفظ بكلمة الشهادة وإنّما يريد منهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً مع تكلّمهم بكلمة الشهادة ، فمن حقّق ذلك فقد حقّق ذلك التوحيد المأمور وحقّق كذلك الإسلام المأمور ، كما قال تعالى :-
) فإن تولّوا فقولوا اشهدوا بانّا مسلمون ( [ آل-عمران : 64 ]
وقال تعالى : ) فله أسلموا وبشر المخبتين ( [ الحج : 34]
وقال تعالى : )وأمرنا لنسلم لربّ العالمين ( [ الأنعام : 71]
فإذا رضي الإنسان بأن يقول الكلمة وهو يصرّ على الشرك وعبادة غير الله فإنّه لا يكون محقّقاً للتوحيد والإسلام كما صرحت به الآيات وكما جاء فى الحديث (( من قال  " لا إله إلاّ الله " وكفر بما يعبد من دون الله حرم دمّه وماله وحسابه على الله عزّ وجلّ )) . مسلم

إنّ الإيمان قولٌ وعملٌ ونية ، وأنّ لا إله إلاّ الله أفضل الإيمان فهي لا تنفع أحداً ما لم يكن فى قلبه علم وإخلاص ويقين مع الإقرار باللسان . ولا تنفع كذلك ما لم يعمل بمقتضاها ويكفر بالآلـهـة الباطلة ويجتنب عبادة الطواغيت مع الإقرار باللسان .
والإنسان المشرك يشهد أنّ مع الله آلهة أخرى بلسانه وعمله فكيف يقال أنّه قد شهد أن لا إ له إلاّ الله وإن قالها بلسانه تقليداً ووراثة . فمن جعل قضية التوحيد قضيتين وقال أن المشرك يصير بالقول المجرّد مسلماً وإن لم يترك الشرك ، يشبه من قال : إنّ الصلاة تصحّ بتكبيرة الإحرام وإن لم يأت المصلّي بالقيام والقراءة والركوع والسجود فيقال للردّ عليه إنّ الصلاة الشرعية تتكوّن من أعمال وأقوال مع النّية ولا تكون صلاة شرعية بدون إقامة أركانها وواجباتها بقدر الاستطاعة . فكذلك يقال لهذا الذي فرّق التوحيد الى قضيتين تنفصل أحداهما عن الأخرى أنّ التوحيد الشرعي قولٌ وعملٌ ونيّةٌ فمن لم يأت بذلك لم يأت بالتوحيد الشرعي الذي أمره الله .
(الثاني ) قد بيّن الله تعالى أنّ المشرك الذي يدعوا غير الله ويستغيث به أنّه من الضالّين الذين لا يهتدون .
قال تعالى: ﴿قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللتُ إذاً وما أنا من المهتدين﴾ [ الأنعام : 56]
فليس هو داخلاً فى الذين قال الله عنهم :-
﴿وما كان الله ليضلّ قوماً بعد إذ هداهم حتى يبيّن لهم ما يتقون﴾ كما تقولون .
فالمراد من قوله تعالى ﴿بعد إذ هداهم﴾ أي هداهم إلي التوحيد والبراءة من الشرك . والمشرك ليس كذلك وإن قال بلسانه ما قال .
( الثالث ) إنّ حجّة المشركين قد انقطعت ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وبإنزال القرآن الكريم.
كما قال تعالى:  ﴿رسلاً مبشرين ومنذرين لئلاّ يكون للناس على الله حجّة بعد الرسل﴾ [ النساء :165]
فالحجّة قائمة على كلّ من أشرك بالله وعبد معه غيره ولا يكون معذوراً عند الله بالجهل لعدم حرصه على تعلّم العلم ولا تنفعه كلمة يقولها بلسانه من غير عقيدة ولا عمل قال تعالى :-
﴿ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم﴾ أي حرصاً على العلم . وهي قائمة كذلك على من قال أنّ [ محمداً صلى الله عليه وسلم ] رسول الله وهو يعتقد كذلك أنّ أحداً قد أصبح رسول الله بعد محمد صلى الله عليه وسلم .. فهذا كافرٌ كالذي قبله فالحجّة قائمة عليهما لأنّ الأول مشرك ضالٌ عن التوحيد وإن قال الكلمة.
و[ الثاني ] كافرٌ ضالٌّ لأنّه لم يؤمن بأنّ محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله الأخير الذي تجب طاعته واتباعه . فلا عذر اليوم لمشرك ولا لمنكر رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وكونها آخر الرسالات .

_______________
منقول

عربي باي