صفحتي

صفحتي
مدونة ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
الخميس، 16 فبراير 2017

(٢٠) قالوا : فقلنا

قالوا :
" يجوز تكفير الكافر الأصلي المعيّن كالوثني الذي لا يشهد الشهادتين والكتابي .. والأدلّـة المتقدّمة تخصّ بأولئك .. ولكن لا يجوز تكفير المعيّن الواقع في الكفر إذا كان من الذين يشهدون الشهادتين وينتسبون إلي الإسلام  .

فنقول :-
وهذا أيضاً قول ظاهر البطلان من وجوه : 

(أولاً)
أنّ الله تعالي هو الذي قسم النّاس إلي مؤمنين وكافرين قال تعالي )هو الذي خلقكم فمنكم كافرٌ ومنكم مؤمن ( [ التغابن : 2]
وبيّن أنّ المؤمن هو : من أمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر . قال تعالي )ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضلّ ضلالاً بعيداً ( [ النساء: 136]
وقال صلى الله عليه وسلم مبيناً الإيمان : ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر . وتؤمن بالقدر خيره وشره ))  .مسلم
والكافر هو كلّ من خرج عن الإيمان بهذه الأصول وان اختلفوا وتنوّعوا في الضلال :
فأهل الأوثان أصبحوا كفاراً خارجين عن الإيمان لشركهم وإنكارهم للمعاد والحساب فلم تنفعهم معرفتهم بوجود الله وكونه فاطر السماوات والأرض ومدبر الكون .
وأهل الكتاب أصبحوا كفاراً خارجين عن الإيمان لشركهم وتكذيبهم لبعض رسل الله فلم تنفعهم معرفتهم بوجود الله وملائكته واليوم الآخر وانتسابهم الي رسل الله وكتبه .
ومن كفر بهذه الأصول أو بواحد منها وهو ينتسب إلى الإسلام لا يخـتـلف شيئا عن أولئك الكفار الأصليين وتسميه الشريعة " كافراً ، مرتداً " والمتوقف عن تكفير المرتدين الذين ظهر كفرهم كالمتوقف عن تكفير اليهود والنصارى ومشركي العرب .

(ثانياً)
قد ارتدت طوائف متنوعة عن الإسلام وهي لا تزال تنتسب إليه فاجمع المسلمون على تكفيرهم ولم يروا الانتساب إلي الإسلام مانعا من ذلك وكان أخفّهم كفراً مانعي الزكاة  الذين ظهروا في خلافة الصديق رضي الله عنه … وكانوا يشهدون الشهادتين ويزعمون الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر .. وقد روي أنّ أحدهم قال:- ما كفرنا بالله ولكنّنا شححنا بأموالنا " ولكنّ الصحابة رضوان الله عليهم قاتلوهم قتال الكفار لعلمهم أنّ من منع الزكاة فقد كفر ببعض الكتاب ، ومن كفر ببعض الكتاب فقد كفر بالكتاب كلّه . ومن كفر بالكتاب كلّه فقد كفر بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر .

( ثالثاً)
أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بقتل المرتدين فقال : (( من بدل دينه فاقتلوه )) . البخاري
وبيّن مع ذلك أنّ ضلال هذه الأمة سيكون مشابها لضلال أهل الكتاب الذين كفروا بالله وهم يدّعون الإيمان به " كما هو ظاهر من حديث أبي سعيد الخدري المتقدم .
ومن امتنع عن تكفير المرتدين المنتسبين إلى الإسلام فقد دعا إلى تغيير الشريعة ومخالفة الأمر النبوي بقتل المرتدين لأنّ القتل لا يقع إلاّ علي معيّن .
والإنسان المؤمن قد يكون في وضع لا يقدر فيه علي تنفيذ القتل على المرتدين ولكن لا يحلّ له أن يجعل المرتدين المجرمين كالمسلمين المتقين في الولاء والتعاون والتآخي .
قال تعالي )أ فنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون إنّ لكم فيه لما تخيّرون( [ القلم : 35-37]
منقول

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي