صفحتي

صفحتي
مدونة ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
الخميس، 16 فبراير 2017

(٢٤) قالوا: فقلنا

قالوا :

" نعتقد أنّ من قال "لا إله إلاّ الله محمدٌ رسول الله "  ولم يكفر بعد بما يعبد من دون الله كالأضرحة والأولياء أنّه قد أسلم بالشهادتين .. ولا يجوز تكفير المسلم قبل إقامة الحجّة عليه لأنّ الله تعالى قال : ﴿وما كان الله ليضلّ قوماً بعد إذ هداهم حتى يبيّن لهم ما يتّقون﴾
وكذلك قال أكثر العلماء أنّه لا يجوز تكفير المسلم قبل إقامة الحجّة عليه .

فنقول :
" أنتم تقعون فى أخطاء علمية ثلاثة :

( الأول)
تجعلون مسألة التوحيد كأنّها مسألتان وهي فى الحقيقة مسألة واحدة  وذلك عندما تعتبرون قول " لا إله إلاّ الله " كافياً فى تحقيق الإسلام قبل أن ينخلع الإنسان ويتبرأ من الآلهة المعبودة ..
وتظنّون أنّ هذا القائل صار مسلماً موحّداً حنيفاً ، فهذه مسألة ..
والثانية هي أنّكم تظنّون أنّ عبادة الله وحده والكفر بالآلهة والأنداد اعتقاداً وعملاً أمرٌ واجب ولكن يمكن أن يجهله الإنسان الذي تلفّظ بالكلمة ولا يكون كافراً بهذا الجهل قبل أن تقام الحجّة عليه . وهذا منكم جهلٌ فاحشٌ بالتوحيد المأمور به الذي يجعل الكافر مسلماً والعدوّ وليّاً .
إنّ التوحيد المطلوب مأخوذ من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وهو مبيّنٌ فيه بياناً شافياً لم يترك لقائل مقالاً . وقد أوضح القرآن أنّ الله تعالى يأمر عباده بأن يقولوا "لا إله إلاّ الله " وبيّن أنّها الأمر الأول المطلوب من المشركين . كقوله تعالى :-
﴿وما أرسلنا من قبلك من رّسول إلاّ نوحي إليه أنّه لا إله إلاّ أنا فاعبد ون ﴾ [ الأنبياء : 25]
وبيّن كذلك أنّ الأمر الأول المطلوب من العباد هو أن يعبدوا الله مخلصين له الدين ، ويجتنبوا عبادة الطواغيت والأرباب الباطلة . كقوله تعالى :
)وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ( [ البينة : 3]
وقال تعالى : )  وما أمروا إلاّ ليعبدوا إلـهاً واحداً لا إلـه إلاّ هـو ( [ التوبة : 31] .
وقال تعالى : ) قل يا أهل الكتاب تعالوا  إلى كلمة سواءٍ بيننا وبينكم أن لا نعبد إلاّ الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولّوا فقولوا اشهدوا بانّا مسلمون ( [ آل-عمران :64]
وقال تعالى : )ولقد بعثنا فى كلّ أمّة رسولاّ أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت (         [ النحل :36]
فهذه الآيات تدلّ على أنّ الله تعالى لا يريد من العباد مجرّد التلفظ بكلمة الشهادة وإنّما يريد منهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً مع تكلّمهم بكلمة الشهادة ، فمن حقّق ذلك فقد حقّق ذلك التوحيد المأمور وحقّق كذلك الإسلام المأمور ، كما قال تعالى :-
) فإن تولّوا فقولوا اشهدوا بانّا مسلمون ( [ آل-عمران : 64 ]
وقال تعالى : ) فله أسلموا وبشر المخبتين ( [ الحج : 34]
وقال تعالى : )وأمرنا لنسلم لربّ العالمين ( [ الأنعام : 71]
فإذا رضي الإنسان بأن يقول الكلمة وهو يصرّ على الشرك وعبادة غير الله فإنّه لا يكون محقّقاً للتوحيد والإسلام كما صرحت به الآيات وكما جاء فى الحديث (( من قال  " لا إله إلاّ الله " وكفر بما يعبد من دون الله حرم دمّه وماله وحسابه على الله عزّ وجلّ )) . مسلم

إنّ الإيمان قولٌ وعملٌ ونية ، وأنّ لا إله إلاّ الله أفضل الإيمان فهي لا تنفع أحداً ما لم يكن فى قلبه علم وإخلاص ويقين مع الإقرار باللسان . ولا تنفع كذلك ما لم يعمل بمقتضاها ويكفر بالآلـهـة الباطلة ويجتنب عبادة الطواغيت مع الإقرار باللسان .
والإنسان المشرك يشهد أنّ مع الله آلهة أخرى بلسانه وعمله فكيف يقال أنّه قد شهد أن لا إ له إلاّ الله وإن قالها بلسانه تقليداً ووراثة . فمن جعل قضية التوحيد قضيتين وقال أن المشرك يصير بالقول المجرّد مسلماً وإن لم يترك الشرك ، يشبه من قال : إنّ الصلاة تصحّ بتكبيرة الإحرام وإن لم يأت المصلّي بالقيام والقراءة والركوع والسجود فيقال للردّ عليه إنّ الصلاة الشرعية تتكوّن من أعمال وأقوال مع النّية ولا تكون صلاة شرعية بدون إقامة أركانها وواجباتها بقدر الاستطاعة . فكذلك يقال لهذا الذي فرّق التوحيد الى قضيتين تنفصل أحداهما عن الأخرى أنّ التوحيد الشرعي قولٌ وعملٌ ونيّةٌ فمن لم يأت بذلك لم يأت بالتوحيد الشرعي الذي أمره الله .
(الثاني ) قد بيّن الله تعالى أنّ المشرك الذي يدعوا غير الله ويستغيث به أنّه من الضالّين الذين لا يهتدون .
قال تعالى: ﴿قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللتُ إذاً وما أنا من المهتدين﴾ [ الأنعام : 56]
فليس هو داخلاً فى الذين قال الله عنهم :-
﴿وما كان الله ليضلّ قوماً بعد إذ هداهم حتى يبيّن لهم ما يتقون﴾ كما تقولون .
فالمراد من قوله تعالى ﴿بعد إذ هداهم﴾ أي هداهم إلي التوحيد والبراءة من الشرك . والمشرك ليس كذلك وإن قال بلسانه ما قال .
( الثالث ) إنّ حجّة المشركين قد انقطعت ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وبإنزال القرآن الكريم.
كما قال تعالى:  ﴿رسلاً مبشرين ومنذرين لئلاّ يكون للناس على الله حجّة بعد الرسل﴾ [ النساء :165]
فالحجّة قائمة على كلّ من أشرك بالله وعبد معه غيره ولا يكون معذوراً عند الله بالجهل لعدم حرصه على تعلّم العلم ولا تنفعه كلمة يقولها بلسانه من غير عقيدة ولا عمل قال تعالى :-
﴿ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم﴾ أي حرصاً على العلم . وهي قائمة كذلك على من قال أنّ [ محمداً صلى الله عليه وسلم ] رسول الله وهو يعتقد كذلك أنّ أحداً قد أصبح رسول الله بعد محمد صلى الله عليه وسلم .. فهذا كافرٌ كالذي قبله فالحجّة قائمة عليهما لأنّ الأول مشرك ضالٌ عن التوحيد وإن قال الكلمة.
و[ الثاني ] كافرٌ ضالٌّ لأنّه لم يؤمن بأنّ محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله الأخير الذي تجب طاعته واتباعه . فلا عذر اليوم لمشرك ولا لمنكر رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وكونها آخر الرسالات .

_______________
منقول

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي