قالوا :
البراءة من الشرك من أصل الدين ، أما البراءة من المشركين فمن الواجبات
فنقول :-
إن الله قد قدم البراءة من المشركين قبل شركهم، فإي الفريقين أهدى سبيلا .
ولا تتحقق عبادة الله إلا بالكفر بكل ما يعبد من دون الله والكفر بعابديه، والكفر بالعابد مُقدّم على الكفر بالمعبود كما دلت على ذلك نصوص الوحي المنزل.
قال تعالى: ﴿وَأَعۡتَزِلُكُمۡ وَمَا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَأَدۡعُواْ رَبِّي عَسَىٰٓ أَلَّآ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّٗا ٤٨﴾ [مريم: ٤٨].
وقال: ﴿فَلَمَّا ٱعۡتَزَلَهُمۡ وَمَا يَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَۖ وَكُلّٗا جَعَلۡنَا نَبِيّٗا ٤٩﴾ [مريم: ٤٩].
وقال: ﴿إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ﴾ [الممتحنة : ٤].
وقوله تعالى في سورة توحيد الألوهية: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ ١﴾ [الكافرون: ١] السورة، أي يا أيها الفاعلون الكفر بالله.
ذكر البراءة من الذين فعلوا الكفر قبل أن يذكر البراءة من فعلهم وهو عبادة غير الله.. ﴿لَآ أَعۡبُدُ مَا تَعۡبُدُونَ ٢ ﴾ [الكافرون: ٢]. فالبراءة تكون أول ما تكون من الفاعلين العابدين غيره وليس من مجرد أفعالهم وأقوالهم فقط أو مما يعبدونه من دون الله، بل إن البراءة من العابد تستلزم وتقتضي البراءة من العبادة والمعبود؛ فلهذا الرسول ﷺ قال عن هذه السورة (هي براءة من الشرك) أو كما قال.
وقال: ﴿وَإِذِ ٱعۡتَزَلۡتُمُوهُمۡ وَمَا يَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ ﴾ [الكهف: ١٦].
فالله في كتابه الكريم أحيانًا يذكر البراءة من الالهة الباطلة، وأحيانًا يذكر البراءة من عبادتها ودينها، وأحيانًا يذكر البراءة من المشركين، وأحيانًا يقرنها ببعضها، وكلها مستلزمة لبعضها.
ولا تتحقق هذه البراءة إلا باعتقاد أنهم مشركون كفار ليسوا على شيء حتى يحققوا الإيمان بلا إله إلا الله نفيًا وإثباتًا بالاعتقاد والقول والعمل، فمن اعتقد بإسلامهم فقد والاهم، ومن اعتقد بكفرهم فقد تبرأ منهم، ولا سبيل إلى تحقيق عقيدة الولاء والبراء الذيْن هما الترجمة العملية لعقيدة التوحيد إلا إذا اتضح السبيلان وانقسم الفريقان.
فأصل دين الإسلام وقاعدته يجب أن يُعلم، ويُعمل ويُلتزم به، وأن لا يُعذر فيه بالجهل ولا التأويل؛ لأنه من أحكم المحكمات، ومن أوضح الواضحات، ومن القواطع والكليات، فلا يقبل التأويل ولا الجهل، ومخالفته قبل الخبر وبعده كفر بالله العظيم...
منقول
0 التعليقات :
إرسال تعليق