صفحتي

صفحتي
مدونة ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
السبت، 22 أكتوبر 2016

التوحيد قبل كل شئ

التوحيد هو أول شيء يفعله المشرك ليدخل في الإسلام, فهو الباب الوحيد الذي يدخل منه الناس في دين الله, فأي إنسان مهما كانت ملته ودينه لكي يصير مسلما لا بد أن يأتي بالتوحيد أول شيء; والدليل على ذلك أن الرسل كلهم أول ما بدأوا به
هو التوحيد.

والتوحيد هو الأساس الذي يُبنى عليه الدين, وكل شرائع
الدين تأتي بعد التوحيد, فبدون توحيد لا يصح شيء من الدين, لا الصلاة ولا الزكاة ولا الصوم ولا الحج ولا الجهاد ولا
غيرها, والدليل قوله تعالى: { وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا(124) } .[ النساء: ١٢٤ ]
وقوله { فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ (94) } .[ الأنبياء: ٩٤]
فَشَرَطَ الإيمان لقبول الأعمال الصالحة, والتوحيد هو أصل الإيمان

هل التسمّي بالاسلام يعصم من الشرك ؟

فكل من لم يتبع الإسلام" دين الله "جهلاً أو بعد العلم به, فهو على دين غيره,
فالجاهل لا يعرف الإسلام ولا يدين به, ومن لم يدن بالإسلام فهو كافر.
وليس كل من اعتقد أنه على هدى فهو مهتدٍ, وليس كل من ظنّ أنه
على دين الإسلام فهو مسلم, ومن لم يعرف بأنّه يعبد غير الله فهو مشرك وإن لم يسمِّ معبوده إﻟﻬﺎً, فهذا لا ينفعه ولا يغني عنه شيئا, فأهل الكتاب الذين قال الله عنهم: { اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ } التوبة: من الآية ٣١ ]. لم يكونوا يعتبرونهم أرباباً, ولم يعتقدوا أنهم يعبدونهم, ولم يغن عنهم ذلك شيئا, لأنهم اتخذوهم كذلك في الحقيقة, فوصفهم الله بالشرك, وهو حقيقة حالهم, ولم يجعل جهلهم عذراً لهم في نفي الشرك عنهم, ولم يفرق بين من عبد المسيح وعزيرا,
وبين من أطاع الأحبار والرهبان في تحليل ما حرم الله, وتحريم ما أحله.
ولم يكن كفر مشركي العرب لاعترافهم بعبادة غير الله وتسمية
معبوداتهم آلهة, وإنما كفروا بمجرّد عبادتهم لهم, وهي الشرك الذي
سُمُّوا به مشركين, ولو كانت التسمية شرطاً لتكفيرهم, لكانت شرطاً
أيضا في كون عملهم كفرًا, وحكم من يكفر بالله ويشرك به من المنتسبين كحكم سائر الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم, فالكفر واحد
وإن تسمى صاحبه بالمسلم, ولا يعفى منه لمجرد قول لا إﻟﻪ إلا الله..منقول

تساؤلات ونصائح

كيف أنتم مع (لا إﻟﻪ إلّا الله)؟
هل عرفتم معناها؟
هل اعتقدتم وعملتم بما دلَّت عليه؟
إن لهذه الكلمة عند المسلم شأنا عظيمًا, فهو يعرف جيدًا ما تعنيه هذه الكلمة, يعرف أنها ليست مجرد كلمة تُقال باللسان, بل هي اعتقاد وقول وعمل, إنها الأصل والأساس الذي يُبنى عليه الدين
كله, فقلبه مطمئن بها ولسانه يلهج بذكرها وعمله موافق لها, عليها يحيى ومن أجلها يموت.
فانظر ماذا تعني لك هذه الكلمة؟
إن الله قد شرط عليك إن كنت تريد أن تكون مسلمًا أن تكفر بما يُعبد من دونه, وأن تعبده مخلصًا له الدين, وألّا تعبد أحدًا غيره, وأن تتبع رسوله.
فهل حققتَ هذا الشرط؟ أم تريد أن تكون مسلمًا بغير هذا؟
إن معرفة أصل الدين والعمل به والاستقامة عليه, هو أول ما يجب علينا أن نهتم به ونحرص عليه ونجتهد ونسارع فيه, فأول الإسلام شهادة أن لا إﻟﻪ إلّا الله وأن محمدًا رسول الله, والعلم بعقيدة التوحيد وما يناقضها والعمل بها قبل كل شيء, قبل الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد وغيرها, وأيضا هو أول ما يجب علينا أن نعلِّمه الناس, فالذي لا يعرف التوحيد ولا يعرف ما يناقضه لا يكون مسلمًا, فأي فائدة في أن نعلِّمه الوضوء والصلاة وشعائر الدين الأخرى وهو يفتقد
الأصل الذي تُبنى عليه هذه الأعمال, فالواجب علينا أن نعلِّمه كيف يكون مسلمًا, فإذا هو عرف الإسلام وأقر به نعلِّمه شرائع الإسلام.
فمن عرف التوحيد وقَبِلَهُ وعمل به وجب عليه ما بعده, ومن كان جاهلًا بالتوحيد وجب عليه تعلُّمه واعتقاده والعمل به, ومن وقع فيما ينقض التوحيد وجب عليه أن يصحح توحيده أولًا.
عن بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا بعث معاذًا رضي الله عنهم على اليمن قال: (( إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوم أَهْلِ كِتَابِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيهِ عِبَادَةُ الله فَإِذَا عَرَفُوا الله فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الله قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ ﺧَﻤْسَ صَلَوَاتٍ ﻓِﻲ يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا فَعلوا فَأَخْبِرْهُمْ أنَّ الله فَرَضَ عَليْهِمْ زَﻛَﺎةً مِنْ أمْوَالِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِذَا أطَاعُوا بِهَا فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَق كرَائمَ أمْوَالِ النَّاسِِ )).
وفي رواية له أخرى: (( .....فَلْيَكُنْ أوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أنْ يُوَحِّدُوا الله تَعَاﻟَﻰ فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أنَّ الله فَرَضَ عَلَيْهِمْ ..... )).
وفي رواية لمسلم: (( فَادْعُهُمْ إِﻟَﻰ شهادة أنْ لَا إِلَهَ إِلَا الله وَأَنّي رَسُول الله فَإِنََِّْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِك فأعْلمهم أنَّ الله افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ ....)).
فاحرص يا عبد الله على تعلم التوحيد وعُضّ عليه بالنواجذ, فهو مفتاح دعوة الرسل وأول فرض فرضه الله على العباد, وهو أول ما تدخل به في الإسلام وآخر ما تخرج به من الدنيا, كما قال صلى الله عليه و سلم: (( مَنْ ﻛﺎَنَ آخِرُ ﻛَﻠﺎَمِهِ لَا إِلَهَ إِلَا الله دَخَلَ اﻟﺠَْنَّةَ )).
فهو أول واجب وآخر واجب, فالتوحيد أول الأمر وآخره, ولا نجاة لأحد إلا به.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَا الله وكفر بمَا فُعْبَدُ مِنْ دُونِ الله حَرُمَ مَلُه وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى الله )).
وقال عليه السلام: (( مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَا الله دَخَلَ اﻟﺠَْنَّةَ ).
وعن معاذ بن جبل قال كنت رِدْفَ رسول الله صلى الله عليه و سلم على الحمار، فقال: (( يا معاذ، أتَدْرِي مَا حَقُّ الله على العِبَادِ وَ
مَْا حق العباد على الله؟ )) قال قلت الله و رسوله أعلم. قال: (( فَإِن حَقُّ الله على العِبَادِ أَن يَعْبُدُوا الله وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَ حَق العِبَاد عَلَى الله عَزَّ وَجَلََ أن لا يعذب من لا يشرك به شيئًا )).
و عن جابر رضي الله عنه قال أتى النبي صلى الله عليه و سلم رجل فقال يا رسول الله ما الْمُوجِبَتَانِ ؟ فقال: (( من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة و من مات يشرك بالله شيئا دخل النار )).
و عن أبي ذرّ عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (( أتاني جبريل فبَّشَرَنِي أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، قلت: إن سرق و إن زنى؟ قال: إن سرق و إن زنى )) رواه البخاري في صحيحه: كتاب الجهاد ( ٧٤٨٧ ), ورواه مسلم في صحيحه: كتاب الإيمان ( ٩٤ )
والله أعلم.
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويرزقنا علمًا نافعًا..منقول

تأمل

تأمل
****
حِينـَمَـا يكون دعاء غير الله كفرا متفقا عليه ، بينما التحاكم الى غير شرع الله أمرٌ مختلفٌ فيه ، تختلُّ الموازين

في حين أنه لا فرق بين الدعاء والتحاكم ، فكلاهما عبادة ، فمن صرفها لغير الله كفَر

فالدعاء – مثلا – عبادة ، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( الدعاءهو العبادة) ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} ﴿٦٠﴾ سورة غافر . وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح.
قال تعالى: { وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا ﴿٤٨﴾ فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا ﴿٤٩﴾} سورة مريم
وقال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا} ﴿١٨﴾ سورة الجن
فالذي ينبغي أن يُدعى هو الله عز وجل، وصرف الدعاء له وحده توحيد ، أما دعاء غير الله عز وجل فهو الشِّرك قال تعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} ﴿١٤﴾ سورة الرعد.
وقال تعالى : {إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} ﴿١٤﴾ سورة فاطر
وقال تعالى: {فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ} ﴿٢١٣﴾ سورة الشعراء

والتحاكم ـ مثلا ـ عبادة ، قال تعالى : { إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} ﴿٤٠﴾ سورة يوسف. فالتحاكم الى شرع الله توحيد ، اما التحاكم إلى غير شرع الله فهو الكفر
قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا} ﴿٦٠﴾ سورة النساء.

فكما أنَّ الدعاء عبادة وصرفه لغير الله كفر ، فكذلك التحاكم عبادة وصرفه لغير الله كفر ، لا فرق بينهما البتَّة

لو أنَّ النصارى تركوا دعاء المسيح دون أن يتركوا اتباع شرائع أحبارهم ورهبانهم المخالفة لشرع الله ،أتُراهم يكونون مسلمين ؟ لا والله. يقول الله عز وجل: [ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّـهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ

" لما كان اليهود والنصارى يحرِّمون ما حرَّم أحبارُهم ورهبانُهم، ويحلون ما أحلوا، كانت هذه ربوبية صحيحة، وعبادة صحيحة، وقد دانوا بها، وسمى الله تعالى هذا العمل اتخاذ أرباب من دون الله عبادة، وهذا هو الشرك بلا خلاف" اه نقلا

ولقد قرّر الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك عندما رأى الصليب على عدي بن حاتم، وتلا عليه هذه الآية، فقال: ما عبدناهم؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألم يحلوا لكم الحرام ويحرموا عليكم الحلال؟" قال: نعم؛ قال: "تلك عبادتكم إياهم" الحديث.
____________
منقــــــــــــــــــول

(٣) تنبيه في مسألة الدفاع عن النفس في محاكم الطاغوت

تنبه....

هل اذا أكره الرجل على سب الله يصير حكم سب الله  فعلا مباحا جائزا ويتغير أصله من الكفر الى الاباحة " سبحان الله هذا بهتان عظيم  ؟!
هل اذا أكره الرجل على التحاكم الى الطاغوت يصير حكم التحاكم للطاغوت فعلا مباحا ويتغير أصله من الشرك الى الاباحة ؟!
هذه النقطة تغيب عمن يجوزون التحاكم الى الطاغوت بحجة دفع التهمة "الدفاع عن النفس "
حيث ان هناك دفاعا عن النفس مباحا ودفعا للتهمة مشروعا يؤجر عليه المرء وهذا من قبيل فعل يوسف عليه السلام
وهناك دفاعا عن النفس يكون شركا بالله العظيم ودفاعا عن النفس كبيرة من الكبائر

فرد التهمة في المحاكم الشرعية فعل يؤجر عليه المرء ان لم يفعل محرما في ذلك
اما اذا دافع عن نفسه بالاستعانة بشاهد زور فهذه كبيرة من الكبائر
هذا في التحاكم الى شرع  الله
كذلك من دافع عن نفسه بغير تحاكم فهذا أمر مباح يؤجر عليه المرء كمن يتهمه شخص بسرق شئ فيقول لم اسرق ويثبت ويبرهن ويدافع دون تحاكم للطرف المتهم كفعل يوسف الصديق عليه السلام فهو لم يدخل فى تحاكم الى طاغوت حاشاه

اما اذا كان الدفاع عن النفس في محاكم الطاغوت فهو تحاكم للطاغوت شرك بالله لان الدفاع عن النفس مهمة المدعى عليه وهي ركن من اركان التحاكم
والاكراه في ذلك لا يغير أصله فيصير الاصل فيه الاباحة كما يقولون " كمن اكره على سب النبي صلى الله عليه وسلم "
فالتحاكم
نزاع
مدعي : مهمته الصاق التهمة بالمدعى عليه وادانته
مدعى عليه :ومهمته الدفاع عن نفسه ورد التهمة وطلب البراءة
حاكم :مهمته الفصل في النزاع بين الطرفين فاذا كان حكمه قائم على الكتاب والسنة فهو تحاكم لشرع الله واذا كان حكمه قائم على قوانين غربية وضعية او شئ خلاف كتاب الله والسنة فهو تحاكم الى الطاغوت

فلاحظ هداني الله واياك ان مهمته المدعى عليه لا تتبدل فهي أمر فطري لكن حكمها يتغير
بصرني الله واياكم بالحق

(٢)بيان ما وقع من اشكال في مسألة الدفاع

بيان ماوقع من اشكال في مسألة الدفاع
**************************************

هناك خلط عند القوم في فهم مسألة الدفاع فهم لم يفرقوا بين الدفاع المشروع  والدفاع الكفري وذلك ناتج عن عدم فهمهم للتحاكم وهو كالتالي
مدعي ومهمته الصاق التهمة بخصمه ومدعى عليه ومهمته مخاصمة خصمه والدفاع عن نفسه واثبات براءته مما وجه اليه وهذا بديهي في كلا التحاكم سواء كان تحاكما الى الطاغوت او تحاكما الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فينظر في الحاكم وبما يحكم ان كان يحكم بقوانين وضعية فهذا تحاكم الى الطاغوت فالمدعي والمدعى عليه كلاهما تحاكما الى الطاغوت وبهذا ان ثبت لهما عقد الاسلام فيصيرا مرتدين بفعلهما وارادتهما التحاكم لهذه الجهة
اما اذا كان يتحاكمان الى جهة شرعية على الكتاب والسنة فكلاهما يؤجر لامتثالهما حكم الله والنصوص في ذلك عديدة ومتكاثره ومنها

١- اشتراط النزاع والخصومة  فى التحاكم :
قال الله تعالى : "  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِن ""ْ تَنَازَعْتُم "ْ" فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا

٢-بيان ان المدعي عليه داخل في عملية التحاكم ومهمته الدفاع عن نفسه
والدليل  قول الرسول صلى الله وعليه وسلم من حديث أم سلمة زوج النبي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: " إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي  فلعل "" بعضكم "" أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له ""على نحو ما أسمع منه "" فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذن منه شيئا فإنما اقطع له قطعة من النار."
وقوله : (... فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض ) يعني أفطن لها وأجدل بها.اه
- وفيه أن القاضي إنما يقضي على الخصم بما يسمع منه من إقرار أو إنكار أو بينات على حسب ما أمكنته السنة في ذلك.
- وفيه أن القاضي يقضي بكل ما يقر به عنده ( المقر) لمن ادعى عليه لقوله صلى الله عليه و سلم (فأقضي له)
بمعنى أقضي عليه (بما أسمع منه) يريد أو من بينة المدعي لأن هذا هو الذي يسمع مما يحتاج أن يقضي به .)أهـ

٣-بيان كفر المعرض عن التحاكم لكتاب الله وسنة رسوله وسلف هذا المعرض وبيان ثواب وصفة المؤمن مع التحاكم لكتاب الله وسنة رسوله

القول في تأويل قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً(61) }
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: ألم تر، يا محمد، إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك من المنافقين، وإلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل من قبلك من أهل الكتاب، يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت "وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله"، يعني بذلك:"وإذا قيل لهم تعالوا"، هلُمُّوا إلى حكم الله الذي أنزله في كتابه، وإلى الرسول ليحكم بيننا "رأيت المنافقين يصدون عنك"، يعني بذلك: يمتنعون من المصير إليك لتحكم بينهم، ويمنعون من المصير إليك كذلك غيرهم "صدودًا").اهـ

> > > يقول تعالى : ( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
إنـما كان ينبغي أن يكون قول الـمؤمنـين إذا دُعُوا إلـى حكم الله وإلـى حكم رسوله، {لِـيَحْكُمَ بَـيْنَهُمْ } وبـين خصومهم {أنْ يَقُولُوا سَمِعْنا } ما قـيـل لنا، { وأطَعْنا } من دعانا إلـى ذلك. اهـ 
فإجابة الدعوة طاعة والدعوة كانت للتحاكم بنص قوله (ليحكم بينهم) فمن أطاع يكون قد أطاع في الدعوة وهي (التحاكم) فتكون طاعته بقبول التحاكم وكذلك إجابة دعوة الطاغوت (للحكم بينك وبين خصمك) تسمى طاعة في قبول التحاكم.

والاكراه في ذلك الامر لا ينفي أصل الفعل او هيئته فمن اكره على التحاكم لا ينفي اصل الفعل بانه كفر ولكن يعفى عنه هذا الفعل لاكراهه وكذالك لا ينفي هيئته فلا يقال ان هذا الفعل ليس تحاكما لاجتماع اركانه كمن اكره والعياذ بالله على سب النبي  صلى الله عليه وسلم فهذا الاكراه لا يعني ان سب النبي صلى الله عليه وسلم مباحا ولا ينفي ايضا انه سب
ومن هنا يتبين من ذلك ان من يقيس فعله في المحاكم الطاغوتية على فعل الانبياء فهو ينسب بذلك فعل الكفر للانبياء والعياذ بالله لكن يجوزه ويستثناه من الكفر وما حدث مع الانبياء لا يجتمع فيه اركان التحاكم فهم لم يتحاكموا اصلا للطاغوت

ومسألة الاكراه مسألة أخرى غير هذه المسالة بحيث متى يكون هذا الفعل اكراها ومتى يجوز لي ان آخذ بالرخصة ومتى تكون واجبة وغير ذلك من هذا الباب ... والله أعلم

#ياقوم_اعبدوا_الله_ما_لكم_من_اله_غيره

عربي باي