صفحتي

صفحتي
مدونة ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
الثلاثاء، 1 أغسطس 2017

التوحيد قول وعمل واعتقاد

قال تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً}
وقال موسى لفرعون: {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَائِرَ}
وقال تعالى عن اليهود: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
و من هذا قول النفر من اليهود لما جاؤا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسألوه عما دلهم على نبوته فقالا: نشهد إنك نبي، فقال: "ما يمنعكما عن إتباعي؟ "، قالا: إن داود دعا أن لا يزال في ذريته نبي وإنا نخاف إن اتبعناك تقتلنا يهود
فهؤلاء قد أقروا بألسنتهم إقرارا مطابقاً لمعتقدهم أنه نبي ولم يدخلوا بهذا التصديق والإقرار في الإيمان لأنهم لم يلتزموا طاعته والانقياد لأمره.
ومن هذا كفر أبو طالب فإنه عرف حقيقة المعرفة أنه صادق وأقر بذلك بلسانه وصرح به في شعره ولم يدخل بذلك فى الإسلام فالتصديق إنما يتم بالإقرار ومحبة القلب والإنقياد.
وفى صحيح ابن حبان: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَنْطَلِقُ بِصَحِيفَتِي هَذِهِ إِلَى قَيْصَرَ وَلَهُ الْجَنَّةُ؟» ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَإِنْ لَمْ أُقْتَلْ؟، قَالَ: «وَإِنْ لَمْ تُقْتَلْ» ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ  بِهِ فَوَافَقَ قَيْصَرَ وَهُوَ يَأْتِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ قَدْ جُعِلَ لَهُ بِسَاطٌ لَا يَمْشِي عَلَيْهِ غَيْرُهُ، فَرَمَى بِالْكِتَابِ عَلَى الْبِسَاطِ وَتَنَحَّى، فَلَمَّا انْتَهَى قَيْصَرُ إِلَى الْكِتَابِ أَخَذَهُ، ثُمَّ دَعَا رَأْسَ الْجَاثَلِيقِ، فَأَقْرَأَهُ، فَقَالَ: مَا عِلْمِي فِي هَذَا الْكِتَابِ إِلَّا كَعِلْمِكَ، فَنَادَى قَيْصَرُ: مَنْ صَاحِبُ الْكِتَابِ؟، فَهُوَ آمَنٌ فَجَاءَ الرَّجُلُ، فَقَالَ: إِذَا أَنَا قَدِمْتُ فَأْتِنِي، فَلَمَّا قَدِمَ أَتَاهُ، فَأَمَرَ قَيْصَرُ بِأَبْوَابٍ قَصْرِهِ فَغُلِّقَتْ، ثُمَّ أَمَرَ مُنَادِيًا يُنَادِي أَلَا إِنَّ قَيْصَرَ قَدِ اتَّبَعَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرَكَ النَّصْرَانِيَّةَ، فَأَقْبَلَ جُنْدُهُ وَقَدْ تَسَلَّحُوا حَتَّى أَطَافُوا بِقَصْرِهِ، فَقَالَ لِرَسُولِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ تَرَى أَنِّي خَائِفٌ عَلَى مَمْلَكَتِي، ثُمَّ أَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى: أَلَا إِنَّ قَيْصَرَ قَدْ رَضِيَ عَنْكُمْ، وَإِنَّمَا خَبَرَكُمْ لَيَنْظُرُ كَيْفَ صَبْرُكُمْ عَلَى دِينِكُمْ فَارْجِعُوا، فَانْصَرَفُوا، وَكَتَبَ قَيْصَرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي مُسْلِمٌ وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِدَنَانِيرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَرَأَ الْكِتَابَ: «كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ لَيْسَ بِمُسْلِمٍ وَهُوَ عَلَى النَّصْرَانِيَّةِ» ، وَقَسَّمَ الدَّنَانِيرَ.
وجاء في حديث لقاء أبي سفيان مع هرقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن يك ما تقوله حقاً فإنه نبي، وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أك أظنه منكم، ولو أني أعلم أني أخلص إليه لأحببت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عند قدميه، وليبلغن ملكه ما تحت قدمي.." .
الطبري والقرطبي وأبى محمد مكي وابن كثير وابن العربي ومصنف ابن أبى شيبة و سنن النسائي والمعجم الكبير للطبراني واللفظ لابن جرير الطبري:
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، قال: قال الحسن، في قوله (تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ) ، (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ) قال: هذه آية واحدة، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، ويد موسى، وعصاه إذ ألقاها فإذا هي ثعبان مبين، وإذ ألقاها فإذا هي تلقف ما يأفكون.
وقال آخرون في ذلك ما حدثني محمد بن المثنى، قال: ثني محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، قال: سمعت عبد الله بن سلمة يحدّث عن صفوان بن عسال، قال: قال يهوديّ لصاحبه: اذهب بنا إلى النبيّ حتى نسأله عن هذه الآية (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ) قال: لا تقل له نبيّ، فإنه إن سمعك صارت له أربعة أعين، قال: فسألا فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: لا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلا تَسْرِقُوا، وَلا تَزْنُوا، وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ، وَلا تَسْحَرُوا، وَلا تَأْكُلُوا الرِّبَا، وَلا تَمْشُوا بِبَرِيءٍ إِلَى ذِي سُلْطَانٍ لِيَقْتُلَهُ، وَلا تَقْذِفُوا مُحْصَنَةً،أو قال: لا تَفرُّوا مِنَ الزَّحْفِ". شعبة الشاكّ وأنْتُمْ يا يَهُودُ عليكم خَاصّ لا تَعْدُوا فِي السَّبْت، فقبَّلا يده ورجله، وقالا نشهد أنك نبيّ، قال: فما يمنعكما أن تسلما؟ قالا إن داود دعا أن لا يزال من ذرّيته نبيّ، وإنا نخشى أن تقتلنا يهود".

منقول

ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره

فانظر إلى حالك وحال الناس من حولك هل يعرف أكثرهم هذا الشرك الذي ينقض الإسلام ويهدمه ويصيِّر صاحبه مشركًا وإن كان صوَّام النهار قوَّام الليل؟!
أكثر الناس اليوم لا يعرف التوحيد الذي لا يكون الرجل مسلمًا إلّا به, ويظن أن الإسلام يتحقق بمجرد النطق بحروف هذه الكلمة (لا إﻟﻪ إلّا الله) دون معرفة معناها واعتقادها والعمل بها.
فاللهَ اللهَ في تعلُّم دين الله الذي أوله وأساسه توحيد رب العالمين والبراءة من الشرك والمشركين, فالإسلام في هذا الزمان قد عاد غريبًا كما بدأ ولم يبقَ منه ظاهرًا إلّا اسمه, فلا تغتر بأن ديانتك في البطاقة مسلم, والناس من حولك يحكمون لك بالإسلام, وانظر هل أنت حقًا مسلم؟
هل تدين لله بالتوحيد والبراءة من الشرك وأهله؟ هل تعبد الله وحده وتكفر بما يعبد من دونه وتتبرأ منه؟
ابْحثْ عن الإسلام الحق الذي لا يرضَى الله دينًا سواه, وليكن أول ما تبدأ به − لكي تعرف الإسلام − أن تبدأ بمعرفة أصله وهو التوحيد, فإذا عرفت التوحيد فتعلَّم كيف تحققه في واقع حياتك, واعرف الشرك الذي ينقض التوحيد ويهدمه, واحذره واجتنبه وفارق أهله وتبرأ منهم.
ارجع إلى كتاب الله وتأمل ما الذي دعا إليه رسل الله؟
وما هو الأمر الذي استفتحوا به دعوتهم؟
وما هو الأصل الذي اجتمعوا عليه جميعًا؟
وما هو الخلاف بينهم وبين قومهم؟
وهل كان الرجل يدخل في هذا الدين بمجرد النطق بكلمة التوحيد مع استمراره على شركه واعتقاده أنه على حق؟ أم أنه لا بد أن يترك الشرك ويجتنب الطاغوت ويوحِّد الله اعتقادًا وقولًا و عملاً؟
هل كان شرطًا في الإسلام أن يجتنب العبد الشرك ويكفر بما يُعبد من دون الله, ويتبرأ من العابدين لغير الله والمشركين به غيره؟
تأمل في كتاب الله لو كان الإسلام يحصل بمجرد النطق بكلمة التوحيد ﻟﻤاذا أنكر المشركون ترك آلهتهم وما كانوا يعبدون من دون الله؟ قال تعالى: { وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ (36) } صافات: ٣٦ ], وقال تعالى: { قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70) } .[ الأعراف: ٧٠ ].
ما علاقة النطق بلا إﻟﻪ إلّا الله بترك عبادة غير الله واعتقاد بطلانها؟
قد يبدو السؤال غريبًا, ولكن ألا ترى معي أن كثيرًا من الناس اليوم يجمع بين قول لا إﻟﻪ إلّا الله وعبادة غير الله؟!
ألا ترى من يقول لا إﻟﻪ إلّا الله وهو يتخذ من دون الله أندادًا يحبهم كمحبة الله ويدعوهم ويستغيث ويستشفع بهم.
ألا ترى من يقول لا إﻟﻪ إلّا الله وهو يتخذ من دون الله أربابًا ومشرعين يتبع تشريعاتهم ويحتكم إلى قوانينهم؟!
هذا لأنهم غير مؤمنين بما يقولون بألسنتهم, فالإيمان اعتقاد وقول وعمل, وهؤلاء ليس لهم من التوحيد إلّا كلمة يرددونها بألسنتهم لا يعرفون معناها ولا يعتقدونه ولا يعملون به.
كيف يكون مسلمًا من يجمع بين التوحيد ونقيضه؟
يوحد الله قولًا ويشرك به قولًا واعتقادًا وعملًا ويزعم أنه مسلم؟!!
كيف يكون مسلمًا من يجمع بين قول لا إﻟﻪ إلّا الله والشرك بالله؟
كيف يكون مسلمًا من لا يعرف الحد الفاصل بين الإسلام والكفر؟ ولا يميِّز بين المسلمين والكفار؟
كيف يكون مسلمًا من لا يكفِّر الكفار ويتبرأ منهم؟
كيف يكون مسلمًا من يصحح مذاهب الكفار ونظرياتهم ويحسنها؟
كيف يكون مسلمًا من لا يعرف معنى هذه الكلمة العظيمة وما يجب عليه اعتقاده والعمل به وما يجب عليه تركه والبراءة منه؟

منقول

فانظر ما فيه صلاح نفسك فالزمه

قال يونس بن عبد الأعلى:قال لي الشافعي : يا أبا موسى

رضا الناس غايةٌ لا تُدرك, ما أقوله لك إلا نصحاً,

ليس إلى السلامة من الناس سبيل

فانظر ما فيه صلاح نفسك فالزمه

ودَعْ الناس وما هم فيه.
_________________________

[مناقب الشافعي للأبري ص 90]

التوبة من الشرك

إن الله سبحانه أخبر أن دينه الإسلام وأنه لا يقبل من أحد دينا غيره:

]إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ اْلإِسْلاَمُ[  [آل عمران:19]
]وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ اْلإِسْلاَمِ دِيْنًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخرة مِنَ اْلخَاسِرِينَ[   [آل عمران:85].

وقد شرط الله لمن أراد الدخول في الإسلام شروطا، أولها التوبة من الشرك والكفر.
قال الله تعالى:
]فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ[ [التوبة:5].
وقال الله تعالى: ]فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّيْنِ[ [التوبة:11].
والمراد من التوبة في الآيتين هو التوبة من الشرك والكفر.
قال الطبري ]فإن تابوا[ يقول: "فإن رجعوا عما نهاهم عنه من الشرك بالله، وجحود نبوة نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأنداد، والإقرار بنبوة محمد صلّى الله عليه وسلّم .
ثم روي عن أنس رضي الله عنه أنه قال: "توبتهم خلع الأوثان وعبادة ربهم وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة "
وما قاله أنس رضي الله عنه والمفسرون عن التوبة المطلوبة من المشركين وأنها التوبة من الشرك والكفر هو الحق الصريح. ولم يكن أنس رضي الله عنه وغيره يرون أن ما قالوه يعارض الحديث الصحيح. {أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله} [متفق عليه].
بل إن أنس رضي الله عنه من الرواة لهذا الحديث، وإنما كانوا يرون أن الحديث يطابق الآية في المعنى والمراد. لأن الإنسان إذا شهد أن "لا إله إلا الله" فقد كفر بشهادته بأن مع الله آلهة أخرى، التي كان يشهدها في كفره. وصار حينئذ متبرئا تائبا من الشرك في ظاهره. فتحققت بذلك التوبة التي أرادها الله من المشركين. ولم يكن في زمان الصحابة والتابعين من ينطق بكلمة الشهادة من أهل الأوثان، ثم يصر على عبادة وثنه القديم كما بينا سابقا. وإنما وجد من يفعل ذلك في الأزمنة المتأخرة عندما ابتعد الناس عن حقيقة الإسلام. واتبعوا سنن اليهود والنصارى الذين أشركوا بالله واتخذوا الأحبار والرهبان أربابا من دون الله وهم يقولون مع ذلك بأفواههم "لا إله إلا الله" تقليداً ووراثة.
ولم يكن النبي صلّى الله عليه وسلّم، عند ما كان يعلِّم الصحابة شروط الدخول في الإسلام، يردد لفظا واحدا متكررا في التعبير عن المعنى المراد. ولكن صحّت عنه ألفاظ مختلفة تؤدى إلى معنى واحد.
فقد صحّ عنه أنه قال: {أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله} الحديث.
وصحّ عنه أنه قال: {من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عزّ وجلّ}  [مسلم].
وصحّ عنه أنه قال: {بني الإسلام على خمس على أن يعبد الله ويكفر بما دونه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان} [متفق عليه].
فمن تأمل الآيتين من سورة التوبة وما قاله السلف في تفسيرهما وتأمل الأحاديث التي صحت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم بألفاظها المختلفة
والتي تجيب عن: متى يصبح المشرك مسلما في ظاهره ؟؟ .
من تأمل ذلك يعلم علم اليقين أن التوبة من الشرك والكفر والبراءة من ذلك في الظاهر شرط للدخول في الإسلام. وأن من جاء بالنطق المجرد وهو مقيم على شركه وعبادته لغير الله لا ينفعه النطق شيئاً. ولا يكتسب به صفة الإسلام. لأنه قد تبين أنه لم يتب من الشرك، ولم يكفر بما يعبد من دون الله.
ويعلم كذلك أن الإنسان  قد ينطق بكلمة التوحيد وهو لا يكفر بما يعبد من دون الله. فإذاً لا يصحّ أن يُقال إن كلّ من أتى بالنطق "مسلم" إجمالاً وإن خالف فعله نطقه ولكن يجب التفصيل بأن يقال  من شهد أن "لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" تائباً متبرئاً من الشرك في الظاهر صار مسلماً مع بقية الشروط الأخرى من الصلاة والزكاة وغير ذلك. ومن شهد أن "لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" وهو مقيم او مصرّ على شركه لم يكن بذلك مسلما، وإن أتى ببقية الشروط الأخرى كالصلاة والزكاة وغير ذلك.

ف" الكافر إذا كان وثنيا أو ثنويا لا يقرّ بالوحدانية فإذا قال: "لا إله إلا الله" حكم بإسلامه ثم يجبر على قبول جميع أحكام الإسلام ويبرأ من كل دين خالف دين الإسلام.
وأما من كان مقرا بالوحدانية منكرا للنبوة فإنه لا يحكم بإسلامه حتى يقول محمد رسول الله. وإن كان يعتقد أن الرسالة المحمدية إلى العرب خاصة، فلابد أن يقول :" إلى جميع الخلق".
فإن كان كفره بجحود واجب أو استباحة محرم فيحتاج أن يرجع عما اعتقده.ا هـ نقلا
وهذا الذي "يحتاج أن يرجع عما اعتقده" هو الذي يقر بالشهادتين ولكنه كفر بجحود واجب أو استباحة محرم. كما قاتل أبو بكر رضي الله عنه مانعي الزكاة ولم يخالفه في ذلك أحد من الصحابة. فكان إجماعا منذ ذلك الوقت، وكذلك اتّفق الفقهاء بعده.  ومن اعتقد عدم وجود كافر يقر بالشهادتين يلزمه أن يقول بتخطئة الصحابة رضوان الله عليهم وأن يدعى أنه قد اهتدى للصواب بعدهم.
وهذا هو الجواب عن متى يصير المشرك مسلما. له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين.

*  *  *  *  *
منقول

ألا له الخلق والأمر

بما أن الله سبحانه وتعالى هو الإله الواحد المتصرف فى كل شئ فله وحده حق التشريع ، فالله وحده له الحق أن يحرم ما يشاء ويحلل ما يشاء ويضع القوانين الحاكمة لعباده ليختبرهم، ولأنه خالق البشر والكون فهو أعلم بما يصلح لهم دينهم و دنياهم، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾،  ومن يضع قوانين مخالفة لشرع الله فقد جعل لنفسه دين غير دين الله وجعل من نفسه إله من دون الله
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ﴾ أي: لم يكن له أخذه في حكم ملك مصر قاله الضحاك وغيره، فهذا النص يحدد مدلول كلمة دين، وهو نظام الحكم والشرع، فكل من يتبع القوانين المخالفة لشرع الله فقد دخل هذا الدين الكفري، وترك دين الله وجعل لله شريك وند ينازعهُ فى سلطانه، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾، ﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً﴾، ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ﴾.
الند: المثل والنظير، وجعل الند لله: هو صرف أنواع العبادة أو شيء منها لغير الله.
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾، ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾، ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْء فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ﴾، ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾، ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾، ﴿أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا﴾، ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ﴾، ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
نرى بوضوح أن الله - سبحانه وتعالى - جعل التحاكم من العبادة فى قوله: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾، فلذلك من تحاكم لغير لله فهو كافر عابد لغير الله، يعبد من يتحاكم إليه.
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾، ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾، ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾.
ويقول الله سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾.
[تفسير الطبري] ألم تر يا محمد بقلبك فتعلم إلى الذين يزعمون أنهم صدقوا بما أنزل إليك من الكتاب، وإلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل من قبلك من الكتب يريدون أن يتحاكموا في خصومتهم إلى الطاغوت يعني إلى: من يعظمونه، ويصدرون عن قوله، ويرضون بحكمه من دون حكم الله، وقد أمروا أن يكفروا به، يقول: وقد أمرهم الله أن يكذبوا بما جاءهم به الطاغوت الذي يتحاكمون إليه، فتركوا أمر الله واتبعوا أمر الشيطان.
ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا، يعني: أن الشيطان يريد أن يصد هؤلاء المتحاكمين إلى الطاغوت عن سبيل الحق والهدى فيضلهم عنها ضلالا بعيدا يعني: فيجور بهم عنها جورا شديدا..إنتهى.
والطاغوت هو الشيطان أو كل من يدعو إلى عبوديته من الإنس أو الجن، فمن عبد الصنم فقد عبد الشيطان، وعبد من دعاه إلى عبادته.
قال محمد بن إسحاق بن يسار، رحمه الله، في كتاب "السيرة": وجلس رسول الله - فيما بلغني - يوما مع الوليد بن المغيرة في المسجد، فجاء النضر بن الحارث حتى جلس معهم، وفي المسجد غير واحد من رجال قريش، فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض له النضر بن الحارث، فكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أفحمه، وتلا عليه وعليهم ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾ إلى قوله: ﴿وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ﴾، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقبل عبد الله بن الزبعرى السهمي حتى جلس، فقال الوليد بن المغيرة لعبد الله بن الزبعرى: والله ما قام النضر بن الحارث لابن عبد المطلب آنفا ولا قعد، وقد زعم محمد أنا وما نعبد من آلهتنا هذه حصب جهنم.
فقال عبد الله بن الزبعرى: أما والله لو وجدته لخصمته، فسلوا محمدا: كل ما يعبد من دون الله في جهنم مع من عبده، فنحن نعبد الملائكة، واليهود تعبد عزيرا، والنصارى تعبد عيسى ابن مريم؟ فعجب الوليد ومن كان معه في المجلس، من قول عبد الله بن الزبعرى، ورأوا أنه قد احتج وخاصم.
فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "كل من أحب أن يعبد من دون الله فهو مع من عبده، إنهم إنما يعبدون الشياطين ومن أمرتهم بعبادته".
وكما يتضح من قول إبراهيم - عليه السلام - لأبيه العابد للأصنام: ﴿يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً﴾، لذلك من عبد الملائكة أو نبياً من الأنبياء أو عبد أحد الصالحين أو أي شئ دون الله فهو في الحقيقة عابد للشيطان، وعابد لمن دعاه إلى هذه العبادة، وهو الطاغوت، يقول الله عز وجل: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ  *  وَأَنِ ٱعْبُدُونِي هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ﴾، ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ﴾، ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾.
وليس الشيطان المقصود به إبليس فقط، بل ذُكر في القرآن أن يوجد شياطين من الإنس والجن، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾.
لذلك أي عبادة لغير الله هي عبادة للطاغوت
والكفر بالطاغوت من تحقيق شهادة التوحيد، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾، ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا﴾، ﴿وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى﴾.
وكما ذكرنا سابقاً أن البراءة من العبادات الباطلة لغير الله هى ركن التوحيد الأول، والبراءة من العبادات الباطلة لا تتحقق إلا بالبراءة من أهل هذه العبادات الذين جعلوا لله شريك يعبدونهُ.
وبذلك يظهر بكل وضوح أن الكفر بالطاغوت يعادل قول {لا إله}، ثم يأتي الشطر الآخر من شهادة التوحيد {إلا الله}، وذلك الشطر يعادل الإيمان بالله، كما ذكر عز وجل: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا﴾.
لذلك من شهد شهادة الحق {لا إله إلا الله}، لزم عليه الكفر بكل الطواغيت الذين يحكمون بغير شرع الله، والدساتير والتشريعات والقوانين التى تخالف شرع الله بأنظمتها الوضعية التى تجعل السيادة والحكم لغير الله "كالديمقراطية"، والكفر بكل من من يقر أو يرضي بها أو يتحاكم إليها.

تعريف "الديمقراطية": الديمقراطية كلمة يونانية الأصل بمعنى حكومة الشعب، أو سلطة الشعب، فالشعب بالمفهوم "الديمقراطي" يحكم نفسه بنفسه، وهو مصدر السلطات في الدولة، فهو الذي يختار الحكومة وشكل الحكم والنظم السائدة في الدولة السياسية منها والأقتصادية والإجتماعية، بمعنى أن الشعب هو أساس الحكم وأساس السلطات في الدولة، وهو مصدر القانون الذي تخضع له الدولة، وبذلك المفهوم يظهر بكل وضوح أن "الديمقراطية" دين يخالف دين الله سبحانه وتعالى حيث أن الأغلبية الشعبية هى الحَكَم من دون الله، وهى المشرعة للقوانين من دون الله ﴿تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾، فلذلك كل من يقر أو يرضى أو يتحاكم لهذا النظام الكفري فهو مشرك بالله.
والأكثر من ذلك أن هذا النظام "الديمقراطي" يضيع ما يُسمى "بالدستور".

تعريف "الدستور": المادة التي من تستوحى الأنظمة والقوانين التي تسير عليها الدولة لحل القضايا بأنواعها، و يعرف الدستور على أنه مجموعة المبادئ الأساسية المنظمة لسلطات الدولة والمبينة لحقوق كل من الحكام والمحكومين فيها بدون التدخل في المعتقدات الدينية.
ويشمل اختصاصات السلطات الثلاث السلطة التشريعية والسلطة القضائية والسلطة التنفيذية وتلتزم به كل القوانين الأدنى مرتبة في الهرم التشريعي فالقانون يجب أن يكون متوخيا للقواعد الدستورية، وكذلك اللوائح يجب أن تلتزم بالقانون الأعلى منها مرتبة إذا ما كان القانون نفسه متوخيا القواعد الدستورية، وفي عبارة واحدة تكون القوانين واللوائح غير شرعية إذا خالفت قاعدة دستورية.
فبذلك التعريف نرى أن "الدستور" هو كتاب بديل للقرآن الكريم والسنة النبوية، فالمسلم يأخذ الأحكام والمبادئ والتشريعات والقوانين من القرآن والسنة النبوية.

كيف يُنزل الله علينا القرآن الكريم لكي نُحكم به، وينظم لنا أمور ديننا ودنيانا، في هذا الكتاب الرباني، ثم نستبدله "بدستور" من صنع البشر!...سبحان الله، ﴿أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ﴾.
ومن الاعتقادات الباطلة التى تنقض أصل الدين أيضاً "الوطنية"، فالمسلم يوالى ويعادى على أساس الدين لا على أساس الأرض او القبيلة او المصلحة او غير ذلك من الجاهليات، فنرى اليوم الأرض مُقسمة إلى دول وفقاً لحدود سياسية وهمية، وكل دولة لها دين أى نظام وقوانين وتشريعات خاصة بها، وكل فرد تابع للدولة يكون له "جنسية" أى له رابطة قانونية وسياسية قائمة بين الفرد والدولة، ونرى اليوم أيضاً جيوش تقاتل فى سبيل "الوطنية" وتحت رايات جاهلية، عن الحارس الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ﴿آمركم بخمس: بالجماعة والسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله، وإنه من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثى جهنم وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم﴾ رواه أحمد والترمذي، فلذلك كل من يقر أو يرضى "بالوطنية" أو ينضم أو يناصر الجيوش "الوطنية" التى تقاتل تحت راية "الجنسية" فهو مشرك بالله، ولا يصح إسلام أحد إلا بالبراءة والكفر بكل مشرك بالله، فهذا هو تحقيق الكفر بالطاغوت....

منقول

عربي باي