صفحتي

صفحتي
مدونة ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
الثلاثاء، 1 أغسطس 2017

ألا له الخلق والأمر

بما أن الله سبحانه وتعالى هو الإله الواحد المتصرف فى كل شئ فله وحده حق التشريع ، فالله وحده له الحق أن يحرم ما يشاء ويحلل ما يشاء ويضع القوانين الحاكمة لعباده ليختبرهم، ولأنه خالق البشر والكون فهو أعلم بما يصلح لهم دينهم و دنياهم، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾،  ومن يضع قوانين مخالفة لشرع الله فقد جعل لنفسه دين غير دين الله وجعل من نفسه إله من دون الله
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ﴾ أي: لم يكن له أخذه في حكم ملك مصر قاله الضحاك وغيره، فهذا النص يحدد مدلول كلمة دين، وهو نظام الحكم والشرع، فكل من يتبع القوانين المخالفة لشرع الله فقد دخل هذا الدين الكفري، وترك دين الله وجعل لله شريك وند ينازعهُ فى سلطانه، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ﴾، ﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً﴾، ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ﴾.
الند: المثل والنظير، وجعل الند لله: هو صرف أنواع العبادة أو شيء منها لغير الله.
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾، ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾، ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْء فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ﴾، ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾، ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾، ﴿أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا﴾، ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ﴾، ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
نرى بوضوح أن الله - سبحانه وتعالى - جعل التحاكم من العبادة فى قوله: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾، فلذلك من تحاكم لغير لله فهو كافر عابد لغير الله، يعبد من يتحاكم إليه.
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾، ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾، ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾.
ويقول الله سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾.
[تفسير الطبري] ألم تر يا محمد بقلبك فتعلم إلى الذين يزعمون أنهم صدقوا بما أنزل إليك من الكتاب، وإلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل من قبلك من الكتب يريدون أن يتحاكموا في خصومتهم إلى الطاغوت يعني إلى: من يعظمونه، ويصدرون عن قوله، ويرضون بحكمه من دون حكم الله، وقد أمروا أن يكفروا به، يقول: وقد أمرهم الله أن يكذبوا بما جاءهم به الطاغوت الذي يتحاكمون إليه، فتركوا أمر الله واتبعوا أمر الشيطان.
ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا، يعني: أن الشيطان يريد أن يصد هؤلاء المتحاكمين إلى الطاغوت عن سبيل الحق والهدى فيضلهم عنها ضلالا بعيدا يعني: فيجور بهم عنها جورا شديدا..إنتهى.
والطاغوت هو الشيطان أو كل من يدعو إلى عبوديته من الإنس أو الجن، فمن عبد الصنم فقد عبد الشيطان، وعبد من دعاه إلى عبادته.
قال محمد بن إسحاق بن يسار، رحمه الله، في كتاب "السيرة": وجلس رسول الله - فيما بلغني - يوما مع الوليد بن المغيرة في المسجد، فجاء النضر بن الحارث حتى جلس معهم، وفي المسجد غير واحد من رجال قريش، فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض له النضر بن الحارث، فكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أفحمه، وتلا عليه وعليهم ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾ إلى قوله: ﴿وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ﴾، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقبل عبد الله بن الزبعرى السهمي حتى جلس، فقال الوليد بن المغيرة لعبد الله بن الزبعرى: والله ما قام النضر بن الحارث لابن عبد المطلب آنفا ولا قعد، وقد زعم محمد أنا وما نعبد من آلهتنا هذه حصب جهنم.
فقال عبد الله بن الزبعرى: أما والله لو وجدته لخصمته، فسلوا محمدا: كل ما يعبد من دون الله في جهنم مع من عبده، فنحن نعبد الملائكة، واليهود تعبد عزيرا، والنصارى تعبد عيسى ابن مريم؟ فعجب الوليد ومن كان معه في المجلس، من قول عبد الله بن الزبعرى، ورأوا أنه قد احتج وخاصم.
فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "كل من أحب أن يعبد من دون الله فهو مع من عبده، إنهم إنما يعبدون الشياطين ومن أمرتهم بعبادته".
وكما يتضح من قول إبراهيم - عليه السلام - لأبيه العابد للأصنام: ﴿يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً﴾، لذلك من عبد الملائكة أو نبياً من الأنبياء أو عبد أحد الصالحين أو أي شئ دون الله فهو في الحقيقة عابد للشيطان، وعابد لمن دعاه إلى هذه العبادة، وهو الطاغوت، يقول الله عز وجل: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ  *  وَأَنِ ٱعْبُدُونِي هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ﴾، ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ﴾، ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾.
وليس الشيطان المقصود به إبليس فقط، بل ذُكر في القرآن أن يوجد شياطين من الإنس والجن، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾.
لذلك أي عبادة لغير الله هي عبادة للطاغوت
والكفر بالطاغوت من تحقيق شهادة التوحيد، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾، ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا﴾، ﴿وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى﴾.
وكما ذكرنا سابقاً أن البراءة من العبادات الباطلة لغير الله هى ركن التوحيد الأول، والبراءة من العبادات الباطلة لا تتحقق إلا بالبراءة من أهل هذه العبادات الذين جعلوا لله شريك يعبدونهُ.
وبذلك يظهر بكل وضوح أن الكفر بالطاغوت يعادل قول {لا إله}، ثم يأتي الشطر الآخر من شهادة التوحيد {إلا الله}، وذلك الشطر يعادل الإيمان بالله، كما ذكر عز وجل: ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا﴾.
لذلك من شهد شهادة الحق {لا إله إلا الله}، لزم عليه الكفر بكل الطواغيت الذين يحكمون بغير شرع الله، والدساتير والتشريعات والقوانين التى تخالف شرع الله بأنظمتها الوضعية التى تجعل السيادة والحكم لغير الله "كالديمقراطية"، والكفر بكل من من يقر أو يرضي بها أو يتحاكم إليها.

تعريف "الديمقراطية": الديمقراطية كلمة يونانية الأصل بمعنى حكومة الشعب، أو سلطة الشعب، فالشعب بالمفهوم "الديمقراطي" يحكم نفسه بنفسه، وهو مصدر السلطات في الدولة، فهو الذي يختار الحكومة وشكل الحكم والنظم السائدة في الدولة السياسية منها والأقتصادية والإجتماعية، بمعنى أن الشعب هو أساس الحكم وأساس السلطات في الدولة، وهو مصدر القانون الذي تخضع له الدولة، وبذلك المفهوم يظهر بكل وضوح أن "الديمقراطية" دين يخالف دين الله سبحانه وتعالى حيث أن الأغلبية الشعبية هى الحَكَم من دون الله، وهى المشرعة للقوانين من دون الله ﴿تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾، فلذلك كل من يقر أو يرضى أو يتحاكم لهذا النظام الكفري فهو مشرك بالله.
والأكثر من ذلك أن هذا النظام "الديمقراطي" يضيع ما يُسمى "بالدستور".

تعريف "الدستور": المادة التي من تستوحى الأنظمة والقوانين التي تسير عليها الدولة لحل القضايا بأنواعها، و يعرف الدستور على أنه مجموعة المبادئ الأساسية المنظمة لسلطات الدولة والمبينة لحقوق كل من الحكام والمحكومين فيها بدون التدخل في المعتقدات الدينية.
ويشمل اختصاصات السلطات الثلاث السلطة التشريعية والسلطة القضائية والسلطة التنفيذية وتلتزم به كل القوانين الأدنى مرتبة في الهرم التشريعي فالقانون يجب أن يكون متوخيا للقواعد الدستورية، وكذلك اللوائح يجب أن تلتزم بالقانون الأعلى منها مرتبة إذا ما كان القانون نفسه متوخيا القواعد الدستورية، وفي عبارة واحدة تكون القوانين واللوائح غير شرعية إذا خالفت قاعدة دستورية.
فبذلك التعريف نرى أن "الدستور" هو كتاب بديل للقرآن الكريم والسنة النبوية، فالمسلم يأخذ الأحكام والمبادئ والتشريعات والقوانين من القرآن والسنة النبوية.

كيف يُنزل الله علينا القرآن الكريم لكي نُحكم به، وينظم لنا أمور ديننا ودنيانا، في هذا الكتاب الرباني، ثم نستبدله "بدستور" من صنع البشر!...سبحان الله، ﴿أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ﴾.
ومن الاعتقادات الباطلة التى تنقض أصل الدين أيضاً "الوطنية"، فالمسلم يوالى ويعادى على أساس الدين لا على أساس الأرض او القبيلة او المصلحة او غير ذلك من الجاهليات، فنرى اليوم الأرض مُقسمة إلى دول وفقاً لحدود سياسية وهمية، وكل دولة لها دين أى نظام وقوانين وتشريعات خاصة بها، وكل فرد تابع للدولة يكون له "جنسية" أى له رابطة قانونية وسياسية قائمة بين الفرد والدولة، ونرى اليوم أيضاً جيوش تقاتل فى سبيل "الوطنية" وتحت رايات جاهلية، عن الحارس الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ﴿آمركم بخمس: بالجماعة والسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله، وإنه من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثى جهنم وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم﴾ رواه أحمد والترمذي، فلذلك كل من يقر أو يرضى "بالوطنية" أو ينضم أو يناصر الجيوش "الوطنية" التى تقاتل تحت راية "الجنسية" فهو مشرك بالله، ولا يصح إسلام أحد إلا بالبراءة والكفر بكل مشرك بالله، فهذا هو تحقيق الكفر بالطاغوت....

منقول

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي