صفحتي

صفحتي
مدونة ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
الثلاثاء، 1 أغسطس 2017

التوبة من الشرك

إن الله سبحانه أخبر أن دينه الإسلام وأنه لا يقبل من أحد دينا غيره:

]إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ اْلإِسْلاَمُ[  [آل عمران:19]
]وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ اْلإِسْلاَمِ دِيْنًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخرة مِنَ اْلخَاسِرِينَ[   [آل عمران:85].

وقد شرط الله لمن أراد الدخول في الإسلام شروطا، أولها التوبة من الشرك والكفر.
قال الله تعالى:
]فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ[ [التوبة:5].
وقال الله تعالى: ]فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّيْنِ[ [التوبة:11].
والمراد من التوبة في الآيتين هو التوبة من الشرك والكفر.
قال الطبري ]فإن تابوا[ يقول: "فإن رجعوا عما نهاهم عنه من الشرك بالله، وجحود نبوة نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأنداد، والإقرار بنبوة محمد صلّى الله عليه وسلّم .
ثم روي عن أنس رضي الله عنه أنه قال: "توبتهم خلع الأوثان وعبادة ربهم وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة "
وما قاله أنس رضي الله عنه والمفسرون عن التوبة المطلوبة من المشركين وأنها التوبة من الشرك والكفر هو الحق الصريح. ولم يكن أنس رضي الله عنه وغيره يرون أن ما قالوه يعارض الحديث الصحيح. {أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله} [متفق عليه].
بل إن أنس رضي الله عنه من الرواة لهذا الحديث، وإنما كانوا يرون أن الحديث يطابق الآية في المعنى والمراد. لأن الإنسان إذا شهد أن "لا إله إلا الله" فقد كفر بشهادته بأن مع الله آلهة أخرى، التي كان يشهدها في كفره. وصار حينئذ متبرئا تائبا من الشرك في ظاهره. فتحققت بذلك التوبة التي أرادها الله من المشركين. ولم يكن في زمان الصحابة والتابعين من ينطق بكلمة الشهادة من أهل الأوثان، ثم يصر على عبادة وثنه القديم كما بينا سابقا. وإنما وجد من يفعل ذلك في الأزمنة المتأخرة عندما ابتعد الناس عن حقيقة الإسلام. واتبعوا سنن اليهود والنصارى الذين أشركوا بالله واتخذوا الأحبار والرهبان أربابا من دون الله وهم يقولون مع ذلك بأفواههم "لا إله إلا الله" تقليداً ووراثة.
ولم يكن النبي صلّى الله عليه وسلّم، عند ما كان يعلِّم الصحابة شروط الدخول في الإسلام، يردد لفظا واحدا متكررا في التعبير عن المعنى المراد. ولكن صحّت عنه ألفاظ مختلفة تؤدى إلى معنى واحد.
فقد صحّ عنه أنه قال: {أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله} الحديث.
وصحّ عنه أنه قال: {من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عزّ وجلّ}  [مسلم].
وصحّ عنه أنه قال: {بني الإسلام على خمس على أن يعبد الله ويكفر بما دونه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان} [متفق عليه].
فمن تأمل الآيتين من سورة التوبة وما قاله السلف في تفسيرهما وتأمل الأحاديث التي صحت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم بألفاظها المختلفة
والتي تجيب عن: متى يصبح المشرك مسلما في ظاهره ؟؟ .
من تأمل ذلك يعلم علم اليقين أن التوبة من الشرك والكفر والبراءة من ذلك في الظاهر شرط للدخول في الإسلام. وأن من جاء بالنطق المجرد وهو مقيم على شركه وعبادته لغير الله لا ينفعه النطق شيئاً. ولا يكتسب به صفة الإسلام. لأنه قد تبين أنه لم يتب من الشرك، ولم يكفر بما يعبد من دون الله.
ويعلم كذلك أن الإنسان  قد ينطق بكلمة التوحيد وهو لا يكفر بما يعبد من دون الله. فإذاً لا يصحّ أن يُقال إن كلّ من أتى بالنطق "مسلم" إجمالاً وإن خالف فعله نطقه ولكن يجب التفصيل بأن يقال  من شهد أن "لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" تائباً متبرئاً من الشرك في الظاهر صار مسلماً مع بقية الشروط الأخرى من الصلاة والزكاة وغير ذلك. ومن شهد أن "لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" وهو مقيم او مصرّ على شركه لم يكن بذلك مسلما، وإن أتى ببقية الشروط الأخرى كالصلاة والزكاة وغير ذلك.

ف" الكافر إذا كان وثنيا أو ثنويا لا يقرّ بالوحدانية فإذا قال: "لا إله إلا الله" حكم بإسلامه ثم يجبر على قبول جميع أحكام الإسلام ويبرأ من كل دين خالف دين الإسلام.
وأما من كان مقرا بالوحدانية منكرا للنبوة فإنه لا يحكم بإسلامه حتى يقول محمد رسول الله. وإن كان يعتقد أن الرسالة المحمدية إلى العرب خاصة، فلابد أن يقول :" إلى جميع الخلق".
فإن كان كفره بجحود واجب أو استباحة محرم فيحتاج أن يرجع عما اعتقده.ا هـ نقلا
وهذا الذي "يحتاج أن يرجع عما اعتقده" هو الذي يقر بالشهادتين ولكنه كفر بجحود واجب أو استباحة محرم. كما قاتل أبو بكر رضي الله عنه مانعي الزكاة ولم يخالفه في ذلك أحد من الصحابة. فكان إجماعا منذ ذلك الوقت، وكذلك اتّفق الفقهاء بعده.  ومن اعتقد عدم وجود كافر يقر بالشهادتين يلزمه أن يقول بتخطئة الصحابة رضوان الله عليهم وأن يدعى أنه قد اهتدى للصواب بعدهم.
وهذا هو الجواب عن متى يصير المشرك مسلما. له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين.

*  *  *  *  *
منقول

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي