صفحتي

صفحتي
مدونة ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
السبت، 29 يوليو 2017

وقفة 3

حكمنا على الناس حسب معرفتنا لحقيقة الإسلام

الخطأ في معرفة حقيقة الإسلام يجُرُّ حتما إلى الخطأ في الحكم على الناس 

معرفة حكم الناس هل هم على الإسلام أم على الكفر يُعرف من خلال المعرفة الصحيحة للإسلام، فمن عرف الإسلام عرف أهله ومن عرف الكفر عرف أهله، ومن عرف الحد الفارق بين الإسلام والكفر عرف الحد الفاصل بين المسلمين والكفار، ومن أخطأ في معرفة الإسلام وتحديد الفرق بينه وبين الكفر جره ذلك حتما إلى الخطأ في الحكم على الناس

حكمنا على الناس قبل معرفتنا لحقيقة الإسلام               

نحن قبل أن نعرف الإسلام كنا نظن أنفسنا على حق ونحسب أننا نحسن صنعا وأننا مهتدون ونحكم على كل من انتسب للإسلام ونطق الشهادتين بالإسلام لاعتقادنا أن هذا هو الإسلام

كنا نعتقد أن هذه الأمة المنتسبة للإسلام مسلمون، وديارهم ديار إسلام ونحكم بالإسلام لمن فيها إلا من عرفنا كفره، وكنا نعتقد أن ما سواها من الديار التي لا تنتسب للإسلام ديار كفر وأهلها كفار

وهذا الخطأ في الاعتقاد كان ناتجا عن الخطأ في فهم الإسلام

حكمنا على الناس بعد معرفتنا لحقيقة الإسلام

         
وعندما دعينا للإسلام وشرح الله صدورنا للدخول فيه تغير مفهوم الإسلام عندنا واعتقدنا أنا كنا كافرين يوم كنا نجهل الإسلام ونحسب أنفسنا مهتدين، وكنتيجة حتمية لا محيص عنها تغير حكمناعلى الناس، فالذين كنا نعتقد أنهم مسلمون على أساس أن ما كنا ندين به هو الإسلام، تغير اعتقادنا فيهم وصرنا نعتقد أنهم ليسوا على الإسلام بناء على ما ندين به الآن

وما حدث معنا يحدث مع كل من عرف الإسلام وسط هذه الجموع الكافرة التي تنتسب للإسلام أو لدين آخر، فبمجرد أن يعتقد الإسلام ويقرر الدخول فيه يعتقد أنه لم يكن على الإسلام وأن قومه أيضا ليسوا على الإسلام

ولو أنا دعونا نصرانيا للإسلام وأيقن أن ما ندعوه إليه هو الحق لاعتقد بكل يسر وسهولة أنه كان على باطل وأن الذين كان يعتبرهم على حق أيضا على باطل ، وأن أهل الحق هم أهل هذا الدين الذي دخل فيه بعد أن أيقن أنه الحق وما سواه باطل، ولا يحتاج أن نبين له حكم قومه من حيث انتفاء الإسلام عنهم كما لا يحتاج أن نبين له حكم نفسه قبل أن يدخل هذا الدين يوم كان يدين بالنصرانية

ومن احتاج لاستدلال وبرهنة على كفره قبل أن يعرف الإسلام وكفر أهل ملته فهذا لم يفهم الإسلام بعد ولن نجد دليلا وبرهانا نثبت له به كفره وكفر أهل ملته كتعريفه بالإسلام الحق

ومن المتفق عليه بيننا أنه لايحكم بالإسلام إلا لمن أظهر الإيمان بأصله هذا في حق الفرد وفي حق الجماعة وفي حق الأمة أيضا

فالمسلم من أظهر لنا تحقيقه لأصل الدين، والجماعة المسلمة هي من أظهرت الإسلام والأمة المسلمة هي التي تظهر الإسلام أيضا

الرسول صلى الله عليه وسلم بُعِث ليدعو للإسلام بين قوم كفار فكان الرجل يأتي للرسول صلى الله عليه وسلم ويسمع منه فإذا استجاب شهد شهادة الحق فيصير بذلك مسلما، ويرجع الرجل إلى قبيلته فيدعوها للإسلام فإذا استجابت شهد أهلها شهادة الحق فمن سمع بخبرها عرف أنها دخلت الإسلام

وكان أهل الكتاب عند مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أمة كافرة ولو استجابوا لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأظهروا الإسلام لصاروا أمة مسلمة

والمقصود أننا اليوم مسلمون بين كفار عرفنا كفرهم من معرفتنا للإسلام فما ندين به نحن كمسلمين لا يدين به قومنا من هذه الأمة المسماة بالمسلمة ولهذا اعتقدنا أن قومنا كفار، بل اعتقدنا أن الناس اليوم كفار إلا من ثبت لنا إسلامه، ولا طريق لنا للحكم بإسلام أحد إلا بمعرفة حاله، وكل من لم نحكم له بالإسلام يبقى في دائرة الحكم العام الغالب والظاهر على الناس سواء عرفنا كفره أو لم نعرفه حتى يثبت في حقه ما يدل على مخالفته لهم وهذا هو الأصل، ولم يكلفنا الله بغير اعتبار ما ظهر وفشى وغلب على الناس.

والظاهر هو ما ظهر على الناس من أقوال و أفعال وأحوال تشهد عليهم بما يدينون به، والظاهر في حق الفرد هو ما أظهره من نص أو دلالة، ومن لم يظهر لنا إسلامه لا نعتقد إسلامه حتى نعلم به، ومن لا نعرف كفره لا نخرجه عن الحكم العام ، و نحن نعيش بين الكفار، ولا يصح اليوم أن نثبت لشخص ما الإسلام حتى نعلم عنه الخروج عن دين قومه إلى دين الإسلام بنص أو دلالة، فمن لا يُعرف بينهم يبقى على الأصل العام حتى يثبت عندنا إسلامه، ومادمنا نحكم لمن لم نعرف إسلامه بأنه غير مسلم حكما ثابتا من أصل الدين مع أننا لا نقطع بعدم إسلامه فقد يكون مسلما ولا يخرجه عدم القطع به عن أصل الدين، كذلك فإننا نحكم لمن لم نعرف كفره بالحكم العام الظاهر والغالب على من تواجد بينهم حتى يثبت في حقه دليل خاص يجعلنا نستثنيه منهم ولا نقطع بكفره ولانجعل من احتمال كونه مسلما دليلا على استثنائه من حكم قومه أو من تواجد بينهم، ولا نجعل من عدم قطعنا بحاله دليلا على أن تكفيره خارج عن أصل الدين حيث لا وجود لشرط القطع في دين الله فلا نبتدعه من عند أنفسنا

منقول

وقفة 2

إن الله عز وجل حرم عبادة غيره والقانون اباحه
===================================
جاء في نص المادة 1
(جمهورية مصر العربية دولة نظامها ديمقراطي (الحكم للشعب وليس لله ) يقوم على أساس المواطنة.والشعب المصري جزء من الأمة العربية يعمل على تحقيق وحدتها الشاملة.)
فقد جاءت المادة 3 من الدستور المصري ٧١ لتنص على أن:
( المواطنون لدي القانون سواء، وهم متساوون في التمتع بالحقوق المدنية والسياسية وفيما عليهم من الواجبات والتكاليف العامة لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الأصل او اللغة او الدين. ..................).
بينما نص في المادة الثالثة من دستور ٢٠١٢علي أن:-
"مبادئ شرائع المصريين من المسحيين واليهود المصدر الرئيسي للتشريعات المنظمة لأحوالهم الشخصية، وشئونهم الدينية، واختيار قياداتهم الروحية.”
جاءت المادة 12 من دستور ٢٠١١ على النص بأن :
( تكفل الدولة حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية .)
ونصت المادة 43 من دستور ٢٠١٢ علي أن
" حرية الاعتقاد مصونة........"
إن الله عز وجل حرم الزنا ومقدماته والقانون اباحه
=====================================
ان الزنا في القانون المصري نوعان لا ثالث لهما ولكن ليس كما في الشريعة أولهما زنا المرأة المتزوجة ويثبت بطرق حددها القانون على سبيل الحصر منها حالة التلبس ووجود رجل غريب في منزل الزوج وفي حالة ثبوته لا يتخذ إجراء حيال الزوجة الزانية وشريكها في جريمة الزنا إلا بشكوى صريحة من الزوج ويكون للزوج في أي وقت التنازل عن شكواه وليس للنيابة العامة تحريك الدعوى الا بشكوى من الزوج حتى وان ضبطا متلبسين بالفعل
والنوع الأخر زنا الرجل المتزوج في منزل الزوجية فقط أي أن زنا الزوج خارج منزل الزوجية لا يجرمه القانون المصري.
ولا يتخذ أي إجراء في مواجهة الزوج ومعه شريكته في جريمة الزنا في منزل الزوجية الخاص بالزوج إلا بناء على شكوى صريحة من زوجته ولها أيضا أن تتنازل عن شكواها في أي مرحلة وبالتالي تتوقف الإجراءات القانونية .
واليك نصوص قانون العقوبات المصري في موضوع الزنا :
مادة 267 :-
من واقع انثى بغير رضاها يعاقب بالاشغال الشاقة المؤقتة . ( لاحظ بغير رضاها فان كان برضاها فلا جريمة ولا عقوبة )
مادة 273 :-
لا تجوز محاكمة الزانية الا بناء على دعوى زوجها الا انه اذا زنى الزوج فى المسكن المقيم فيه زوجته كالمبين فى المادة 277 لا تسمع دعواه عليها .
مادة 274 :-
المرأة المتزوجة التى ثبت زناها يحكم عليها بالحبس مدة لا تزيد على سنتين لكن لزوجها ان يقف تنفيذ هذا الحكم برضائة معاشرتها كما كانت .
مادة 275 :-
ويعاقب ايضا الزانى بتلك المرأة بنفس العقوبة .
مادة 277 :-
كل زوج زنى فى منزل الزوجية وثبت عليه هذا الامر بدعوى الزوجة يجازى بالحبس مدة لا تزيد على ستة شهور .
مادة 278 :-كل من فعل علانية فعلا فاضجا مخلا بالحياء يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة وغرامة لا تتجاوز ثلاثمائة جنيه .
مادة 279 :-
يعاقب بالعقوبة السابقة كل من ارتكب مع امرأة امر مخلا بالحياء ولو فى غير علانية .
إن الله عز وجل حرم الخمر والقانون اباحه
===========================
أنظر كيف يجيز القانون شرب الخمور في الأماكن السياحية حيث نص في المادة 2 من قانون الخمر :
مادة 2
يحظر تقديم أو تناول المشروبات الروحية أو الكحولية أو المخمرة في الأماكن العامة أو المحال العامة ، ويستثني من هذا الحكم.
(أ*)الفنادق والمنشآت السياحية المحددة طبقا لأحكام القانون رقم 1 لسنة 1973 في شأن الفندقية والسياحية .
(ب*)الأندية ذات الطابع السياحي التى يصدر بتحديدها قرار من وزير السياحة طبقا لأحكام القانون رقم 77 لسنة 1975 بإصدار قانون الهيئات الأهلية لرعاية الشباب والرياضة.
ثم تجد ان مهمة الانظمة هي المحافظة على القانون وسيادة القانون واعلاء شأن القانون وجعله فوق الجميع.
ثم بعد ذلك يقولون دولة اسلامية والناس منقادون لهذا خاضعون
كيف اصبح هؤلاء وانظمتهم ومن يعمل فيها ومن رضي بها مسلمون ؟
مالكم كيف تحكمون
فالله عز وجل يقول للنبي صلى الله عليه وسلم ولاصحابه انهم لو اطاعوا المشركين في تحليلهم لحكم واحد الا وهو تحليل أكل الميتة  يكونوا مشركين فما بالكم بمن يحكم ويتحاكمم لهذه القوانين خبروني بالله عليكم لماذا أنزل الله الكتاب لنتركه ونستبدله بهذه القوانين القذرة ونتحاكم اليها من دون شرع الله ام انزله الله على رسوله ليحكم بين الناس به والايات والاحاديث في ذلك كثيرة لا تخفى على أحد 
13815- حدثنا المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس قوله: فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ ، قال: قالوا: يا محمد, أمّا ما قتلتم وذبحتم فتأكلونه, وأمّا ما قتل ربُّكم فتحرِّمونه ! فأنـزل الله: (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإنّ الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون)، وإن أطعتموهم في أكل ما نهيتكم عنه, إنكم إذًا لمشركون .تفسير الطبري
ولقد حكم الله على اليهود بالكفر وانزل في ذلك ايات تتلى بسبب تبديلهم لحكم واحد من أحكام الله عز وجل الا وهو حكم الرجم فانزل الله سبحانه ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون
روى الإمام أحمد ومسلم وغيرهما عن البراء بن عازب قال: مر على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمم (مسود وجهه) فدعاهم، فقال: هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قالوا: نعم، فدعا رجلاً من علمائهم فقال: أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ فقال: لا والله، ولو لا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك! نجد حد الزاني في كتابنا الرجم، ولكنه كثر في أشرافنا، فكنا إذا زنى الشريف تركناه، وإذا زنى الضعيف أقمنا عليه الحد، فقلنا: تعالوا حتى نجعل شيئاً نقيمه على الشريف والضعيف، فاجتمعنا على التحميم والجلد.
وقد ثبت أنهم كانوا يسترون ويبدلون الأحكام التي شرع الله تعالى في التوراة مثل: حكم الرجم والدية والقصاص.فأنزل الله فيهم ومن لم يحكم بما أنزل فأولئك هم الكافرون
هذا غيض من فيض وإلى الله المشتكى

نصيحة من مشرك

مشرك تلفي : العلماء هم ورثة الأنبياء و الأنبياء لم يورثوا مالا ولا درهما إنما ورثوا العلم, فعلماؤنا لم يشهدوا بالعصمة حتى لأفضل هده الأمة أبي بكر الصديق رضي الله عنه, فان لم يكن أمثال ابن باز وابن عثيمين و الألباني علماء أعلام, فمن هم في نظرك العلماء.
موحد : لا نختلف والحمد لله في أنه لا معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم، لكن في الواقع تجد نفسك غير قادر على مخالفتهم، ولا تفكر في ذلك حتى ولو خالفوا الكتاب والسنة، بدعوى أنهم أعلم
منك، وكما تقول أنت في علمائك يقول آخرون ذلك في علماء الأزهر أو علماء الشيعة، وحتى الذين تنكر عليهم دعاء القبور يقولون: علماؤنا أعلم منك بالدليل، والنتيجة هي هدم الإسلام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مشرك تلفي  :  الم تعلم أن من مقاصد الشريعة حفظ الدين لقول الرسول عليه الصلاة و السلام : (إن الله يبعث  لهده الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها) فننصحك يا أخي بالرجوع إلى الكتاب و السنة و فهم السلف الصالح في مسالة التكفير, وننصحك يا أخي بالتواضع و و السعي لإزالة الشبه التي تعتريك
موحد : نَصَحتني بالرجوع إلى الكتاب والسنة، وقد رجعتُ إليهما فوجدت الله يقول: (أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا)، ووجدتُ الناس قد عزلوا الشرع عن الحكم في حياتهم، واحتكموا إلى الشعب والقانون الدولي، ورأيت هؤلاء العلماء يدعونني للسمع والطاعة لتلك القوانين الجاهلية، وهم يقرأون مثلي قول الله تعالى(أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)، ووجدت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إسمعوا وأطيعوا وإن تأمّر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ما أقام فيكم كتاب الله)، ورأيت هؤلاء العلماء يدعونني لطاعة هؤلاء الحكام الذين أقاموا فينا  دين العلمانية والديمقراطية، ويدعون الله لهم بالنصر، وقد قال الله: (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله) والحكام وأتباعهم قالوا: الحكم للشعب وللقوانين الدولية، والعلماء يعتقدون بأن الكفر الواقع كفر أصغر، وكأن الديمقراطية كفر أصغر !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مشرك تلفي  :  حاول أخي في الله أن تجالس العلماء
موحد : عندما يبرأ هؤلاء العلماء من هذا الكفر وأهله، عندها سنثني ركبنا في مجالسهم، وسيكونون ممن قال الله فيهم: ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم)،أما وهم يتبعون هذا الكفر أو لا يعتبرونه كفرا بدين الله أو لا يكفّرون أهله فليسوا مِمَّن شهد أن لا إله إلا الله، فقد ورثوا الكثير من العلم لكن لم يرثوا الدين.
أعلم أن كلامي هذا غريب عندك، ولذلك تفسره بالجهل والتكبر على العلماء، ولئن أتكبر على العلماء أحبُّ إلي من أن أتكبر على الله.
لا تتصور أن كل من يكفّر الكفار هو متحمس جاهل بأقوال العلماء، فأنا  تربيت على كتب ابن تيمية والغزالي  والألباني وغيرهم، وكنت أتعصب لهذا وذاك، ولا زلت أقرأ للجميع، فلا يصح أن نخاف من الحق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مشرك تلفي  :  نحن نظن أن أفكارك حول العلماء تدندن بما قاله عمرو ابن عبيد : ما كلام الحسن و ابن سيرين إلا خرقة حيض ملقاة أو قول بعضهم أن علم الشافعي و أبى حنيفة جملة لا يخرج من سراويل امرأة و كما نبز الإخوان المسلمين على علمائنا إنهم علماء الحيض و النفاس. أليس دلك استهزاء بأوامر الله فمن كان عالما بالعبادات يقتضي أن يكون عالما بالمنهج و مسائل التكفير فهم إن تكلموا تكلموا عن علم و إن سكتوا سكتوا عن علم. فان كان قصركم من زجاج فلما ترمون الناس بالحجارة.
موحد : إن ما بيننا هو أخطر مما كان بين الحسن البصري وعمرو بن عبيد، فهؤلاء  لم يعبدوا القبور ولم يحتكموا إلى الطاغوت، ومن الخطأ الفظيع  القول بأن من كان عالماً بالصلاة وغيرها من الشرائع يقتضي هذا أنه عالم بالتوحيد، فأكثرنا اليوم عرف الصلاة قبل أن يعرف التوحيد،وهذا خطأ، فلا يدخل الإنسان في الإسلام حتى يحقق التوحيد، وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم.
                                                  
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      
مشرك تلفي  :  إذا كنت تؤمن أن : ومن لم يحكم بما انزل الله فؤلئك هم الكافرون. آية من القرءان و ادا  سألناك كيف عرفت أنها آية لقلت بالتواتر و إجماع الصحابة و الواجب عليك أن تفسرها كما فسرها الصحابة فهم اعرف الناس بالقرءان وهم قد فسروها أنها كفر دون كفر. 
موحد : آية (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) لم تنزل زمن ابن عباس كما هو معلوم، وإنما نزلت في اليهود الذين فعلوا كما فعل المشرعون اليوم فقد وضعوا قوانين وضعية في حد الفاحشة ودية القتلى، وهي أقل  من شرائع هذا الزمان الشاملة لكل جزئيات الحياة، وكان هذا كفرا أكبر منهم كما هو اليوم كفر أكبر.
أما حكام المسلمين زمن ابن عباس فلم تحدث منهم إلا بعض المعاصي كالجور والفجور، ولذلك قال ابن عباس: كفر دون كفر، فلم يتجرأ  أظلم المسلمين على وضع شرائع أخرى، أو اتباع شرائع الروم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منقول

وقفة


إذا كنتَ تؤمِن بأنَّ الفرد إذا قال لا إله إلا الله وأدَّى بعض شعائر الإسلام وهو يشرك بالله فهو كافر مشرك ولا تنفعه قول لا إله إلا الله ولا صلاة ولا زكاة ولا حج ولا غيرها ولا تُعتبر في حقِّه دلالةً على إسلامه، فلماذا لا تؤمن بهذا في حق المجتمع الذي يُظهر شعائر الإسلام وفي نفس الوقت يظهر الشرك بالله والكفر البواح ؟؟، فهذا المجتمع أيضا لا تُعتبر ظهور شعائر الإسلام فيه دليل على إسلام من فيه ،لأننا نرى في نفس الوقت شعائر الكفر البواح والشرك الصراح.
ونحن لا نكفِّــر الناس لمجرَّد كفر حكامهم، بل نكفرهم لكفرهم هم أيضا وعدم إسلامهم، والحكام اليوم أرباب تُعبد من دون الله وليس كفرهم متعلق بأنفسهم فقط، والذين اتخذوهم أربابا هم رعاياهم وشعوبهم الذين خضعوا لهم وحكموا بتشريعاتهم وتحاكموا إليها عن رضا واختيار ، لا كما يزعم البعض أنهم مكرهون!!
فمن ذا الذي أكرههم على انتخاب هؤلاء الأرباب؟
ومن ذا الذي أكرههم على نصرة الطاغوت وخدمته وحراسته والدفاع عنه؟
ومن ذا الذي أكرههم على الحكم بقوانينهم؟
ومن ذا الذي أجبر الشعوب للرضوخ لحكامها؟
ومن ذا الذي أكرههم على المثول للمحاكم أفواجا تلو أفواج؟
وإن كانوا مكرهين على هذا كله، فمن ياتُـرى أكرههم على عبادة القبور والأحجار والأشجار وغير ذلك من الكفر البواح؟
ولكنَّ الحق الذي يجِب أن تدرِكه أيها [المخالف] أنَّ الناس اليوم يجهلون أنَّ كلَّ هذا كفر يناقض الإسلام ولهذا هم يفعلونه، وليس الإكراه هو المبرر لفعلهم كما يزعم البعض.
وقد كنا شريحة من هذه الشعوب نجهل الإسلام كما يجهله أقوامنا.
وأنا أدعوك دعاء مشفق عليك أن تتعلم الإسلام قبل فوات الآوان
==============================================================
إما أنك تعتقد أن هؤلاء الناس الناطقين بالشهادتين هذه الأزمان لا يعبدون إلا الله ولا يشركون به شيئا ويكفرون بالأرباب والطواغيت من الحكام المشرعين من دون الله والقبور المعبودة مع الله وغيرها.
أو أنك تعتقد أن الإسلام هو مجرد النطق بالشهادتين وأداء بعض شعائر الإسلام من صلاة وصيام وحج وغيرها.
فإن كانت الأولى فنحن لا نرى مثل هذا الواقع الذي تتخيله
وإن كانت الثانية فنصيحتي لك أن تتعلم ما هو الإسلام الذي يريده الله.
نحن لا ننفي وجود مسلمين في هذه المجتمعات الكافرة، كما أننا لا ننفي الإسلام عمن يُوحِّد الله ولا يشرك به شيئا ويكفر بما يعبده المشركون من دون الله ويتبرأ من الكفار والمشركين ولا يُظهر ما يناقض الإسلام.
ولكن الخلاف بيننا أننا نرى هذه الشعوب المنتسبة للإسلام اليوم كافرة بالله مؤمنة بالطاغوت وهم لا يعرفون الإسلام إلا قليل نادر ممن يعرف الإسلام ويدين به، وأنتم ترونها شعوبا مسلمة تعرف الإسلام وتدين به ولا تُكفِّـــرون إلا من أظهر الكفر بعد أن يستوفي شروطكم وتنتفي موانعكم عنه، وقد أدخلتم بهذه الشروط والموانع الكفار والمشركين في دين الله وظلمتم الإسلام.
وليس من الغريب أن نختلف في تقييم الواقع والحكم على الناس لأننا مختلفون في تحديد ما هو الإسلام؟
وهذا الخلاف انبنى عليه الخلاف في التفريق بين المسلمين والكفار، فالحديث عن تقييم الواقع والحكم على الناس يسبِقه الاتفاق على فهم الإسلام ومعرفة الدين الحق والتمييز بينه وبين الباطل.
فمن عرف أن الإسلام لا يتحقق إلا بالإيمان بالله والكفر بالطاغوت قولا وعملا كما يريده الله عز وجل عرف أن أكثر الناس اليوم يجهلون التوحيد ولهذا فهُمْ يدينون لغير الله عز وجل بالعبادة والخضوع والطاعة والاستسلام، فمنهم من يشرك بالله ولا يرى أن شركه هذا يناقض الإسلام الذي يدَّعيه ، فيدعو الأموات ويستغيث بهم وينذر ويذبح لهم وهو يردد بلسانه لا إله إلا الله، ويشرِّع مع الله ويزعم أنه مسلم لله، ويحكم بتشريعات غير الله ولا يعرف أن هذا كفر بالله، ويتحاكم إلى الطاغوت ويزعم الإيمان بالله.
ومنهم من لا يُكفِّــــر من أشرك بالله ولا يعرف أن تكفير الكفار والمشركين من أصل الدين الذي لا يتحقق الإسلام بدونه.
وهذان الصنفان هما أكثر من يدَّعي الإسلام اليوم.
ومن زعم أن الظاهر على الناس الإسلام وليس الكفر فلِجهلِه بالإسلام يقول هذا، ولو عرف الإسلام لعرف بُعْدَ الناس عنه ولا يغرّه ما يراه من كثرة المصلين والناطقين بكلمة التوحيد، فما هي إلا لفظ لا يفقهون معناه.
==============================================================
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (... بل أنتم يومئذ كثير...) إذا كان يدل على إسلام هذه الشعوب التي تنتسب للإسلام، فحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا) يدل على قلة المسلمين وكثرة الكفار.
ولكنَّ الحق أن الحكم على الناس بالإسلام أو الكفر لا يُفهم من الحديث الأول ولا مِنَ الثاني ولكن يُعرَف بمعرِفة الحدِّ الفاصل والفارق بين الإسلام والكفر، ويُحكم على الناس من خلال ما يظهرونه.
هل الحكم على هذه الشعوب المنتسبة للإسلام بالكفر هو اتباع الظن في نظرك؟
فهل الحكم عليها بالإسلام هو اليقين؟
عندما يختل مفهوم الإسلام يختل الحكم على الناس بلا شك
ألا ترى ما يظهره قومك من الكفر والشرك البواح
ألا ترى القبور تُعبَد من دون الله
ألا ترى الحكام يشرعون ما لم يأذن به الله
ألا ترى الناس يتبعون هذه التشريعات
ألا تراهم يحكمون بها
ألا تراهم يتحاكمون إليها
ألا ترى دعاة السلفية كيف يوالون الطاغوت ويحكمون لجاهل التوحيد بالإسلام
ألا ترى دعاة الجهاد كيف يجعلون تكفير الكفار والمشركين خارجا عن أصل الدين
ألا ترى الجهل المطبق بحقيقة الإسلام
كل هذا لا تراه ولا تسمع به ولا علم لك به، ولا تسمع إلا الشهادتين والآذان ولا ترى إلا المصلين وحجاج بيت الله الحرام
ألم أقل لك إنما أوتيت من عدم معرفتك للإسلام.
تعلم التوحيد قبل فوات الآوان
وعندما تتعلمه ستعرف حكم هؤلاء الكثير
وفقك الله لتعلم دينه وشرح الله صدرك للاسلام..منقول

قالوا : لا يكفر الحاكم المبدل إلا إذا نسب التبديل للشريعة (1)


وأصل هذه الشبهة وعمدتهم فيها أن الله تعالى حكم على اليهود بالكفر لأنهم بدلوا حكم الله في التوراة ونسبوا إليها ما ليس منها .
ونقول :
1- إن الدليل الذي استندوا إليه هو نفسه حجة عليهم ، فعن عبد الله بن عمر أن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما تجدون في التوراة في شأن الرجم ؟)) . قالوا : نفضحهم ويُجلدون . قال عبد الله بن سلام : كذبتم ؛ إن فيها الرجم . فأَتَوا بالتوراة فَنَشَروها ، فوضع أحدهم يده على آية الرجم ، فقرأ ما قبلها وما بعدها . فقال عبد الله بن سلام : ارفع يدك . فرفع ، فإذا فيها آية الرجم . فقالوا : صدق يا محمد فيها آية الرجم . فأمر بهما النبي صلى الله عليه وسلم فرجما . (متفق عليه)
ففي هذا الحديث دليل على أن اليهود بدلوا حكم الله المنـزل في التوراة ، مع إقرارهم بأن حكم الله بخلاف ما استبدلوه ، ومع ذلك لم ينفعهم هذا الإقرار مع تبديل حكم الله تعالى ، وأنزل الله تعالى حكمًا بكفرهم بل وصفهم بالمسارعة في الكفر ، فقال عز وجل : ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ)) (المائدة : 41-43)
وهذه الآيات صريحة الدلالة على أن من بدل حكم الله تعالى على سبيل التشريع فهو كافر لرده حكم الله وإن أقر به ، وفي هذا رد على من يشترط الاستحلال في الحكم بغير ما أنزل الله في التشريع العام .
2- كذلك ليس الحكم بالكفر قاصرًا على من نسب تشريعه للدين ، فمن الآيات الواضحة في هذا الموضع قوله تعالى : ((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ ..)) (الأنعام : 93) ، فإنها صريحة على أن من أوجب على الناس تشريعًا كتشريع الله تعالى فهو كافر ، وإن أقر أنه مخالف لشرع الله

____________
منقــــــــــــــول

الظن واليقين

ثبوت الحكم العام بالكفر لقوم ما يعني ثبوت حكم الكفر في حق كل فرد من أفراد العموم (الرجال والنساء والأولاد)، ولا يلزم البحث عن كفر كل فرد على حِدة ليثبت له حكم الكفر، فهذا إلغاء للحكم العام وكأن هذا الكفر الظاهر بين ناس مسلمين أصلاً. كما أن ثبوت الحكم العام بالإسلام لقوم ما يعني ثبوت حكم الإسلام في حق كل فرد من أفراد العموم (الرجال والنساء والأولاد)، ولا يلزم البحث عن إسلام كل فرد على حدة ليثبت له حكم الإسلام فهذا إلغاء للحكم العام.
فعدم معرفة كفر الفرد مستقلا لعدم ظهوره لنا لا يغيِّر في حكمنا عليه شيئا مادام كفر مجموع الأفراد ظاهر عام، فنحن نكفِّر القوم بالعموم ولم نعلم حقيقة كفر كل فرد منهم إلا القليل جدا ، لكن كفرهم عموما ظاهر معلوم ثابت قطعا ولا ظهور للإسلام فيهم، وزد على ذلك أنهم كفار أصليين لم يكونوا بالأمس مسلمين؛ ولهذا كفَّرناهم وتبرأنا منهم، فثبوت الكفر بشكل عام ظاهر دلالة على أن القوم كافر، ليس حكما عاما نظريا فقط، بل هو حكم عام يشمل الأفراد.
فكفر الصينيين مثلا ظاهر صريح معلوم عندنا مقطوع به، أما على التعيين فقد لا نعرف إلا القليل جدا، ونحن نعتقد كفرهم عموما وأفرادا، ولا يختلف اعتقادنا فيهم ونحن في بلادنا عما لو ذهبنا إليهم في بلادهم وعاينَّا أحوالهم.
وكما لا يشترط معرفة حقيقة الفرد بين الكفار لتكفيره لا يشترط ثبوت الكفر في حق الفرد دائما وفي كل وقت لكي نبقى على اعتقاد كفره، فهذا لا يقوله عاقل، فغالب حال الإنسان أنه لا يُظهر الكفر بقوله أو فعله، لكن وصف الكفر لازم له حتى نعلم توبته ودخوله الإسلام، فالكفر دينه في حياته كلها، كما أن الإسلام دين المسلم في حياته كلها، فوصف الكفر للكافر ووصف الإسلام للمسلم يلازم الموصوف حتى يُعلم زواله عنه.
فهؤلاء الأفراد الذين نراهم في الطرقات والأسواق وغيرها هم من جملة الكفار الذين اعتقدنا كفرهم وتبرأنا منهم وفاصلناهم على أساس العقيدة، وتكفيرنا لهم باق على حاله حتى يثبت في حقهم خلاف ذلك فردا أو جماعة.
يقول المخالف: كيف اعتقدتم كفر من لم يثبت لكم كفره شخصيا والعقيدة لا تبنى إلا على القطع واليقين، والقطع واليقين يبنى على معرفة الحقيقة، والحقيقة غير معلومة عندكم، ومادامت غير معلومة فلا يمكن أن تنفوا احتمال كونه مسلما، والاحتمال شك، والعقيدة لا تقبل الشك؟
نقول: مسألة القطع واليقين ومعرفة الحقيقة كل هذا غير مطالبين به في تكفير أفراد القوم إذا أظهروا الكفر وكان هو الحكم العام الظاهر عليهم، ولو علمنا أن فيهم مسلمين لا نعرفهم بأعيانهم. فالشخص المار في الطريق نحكم بكفره ولا نشك في تكفيره فحكمه حكم قومه، ووصف الكفر ثابت في حقه لدخوله في العموم كما ثبت في حق سائر الأفراد، ولا يزول وصف الكفر عن أي فرد من الكفار حتى نعلم زواله عنه بثبوت إسلامه، وليس لدينا أي شك أو توقف أو تردد في تكفيرنا لهذا الفرد وغيره من أفراد الكفار.
وما قيل عنَّا بأننا نشك في تكفير من لم يظهر كفره من أفراد الكفار، وأننا نقبل الشك والاحتمال في أصل الدين، كل هذا يقوله من يشترط معرفة الحقيقة واليقين في الحكم على الفرد ليكون تكفيره من أصل الدين، وهذا باطل بيِّن.
أما مسألة الاحتمال هذه التي يدندن حولها المتوقف وإخوانه (أي احتمال كون الشخص المار في الطريق مسلما لا نعرفه) ، هذه المسألة لابد فيها من التفصيل لكي يزول الإشكال بإذن الله:
إذا كان هذا الشخص فرد من جملة الكفار، وليس عليه أي أمارات أو دلائل ظاهرة تدل على كونه مسلما، فما الذي يجعلنا نشك في تكفيرنا له؟!
هذا الاحتمال الذي أتوا به مجرد شك في النفس مرجوح مطروح لا يقوم عليه أي دليل ظاهر، أي مجرد احتمال في حقيقة الشخص وما غاب عنَّا وليس في ظاهره، والحقيقة والباطن وما غاب عنا ليس هو مناط الحكم على الإنسان بالإسلام والكفر، وإنما الحكم على الظاهر، وبواطن الناس وسرائرهم وما خفي علينا من حالهم موكول إلى الله، فهذا الاحتمال لا يُلتفت إليه في تكفيرنا للشخص ولا في معاملتنا إياه، فهو احتمال غير معتبر لا عقلا ولا شرعا، ووجوده كعدمه، فحكم الكفر يجري على جميع أفراد القوم الرجال والنساء والأولاد إلا من ثبت إسلامه ظاهرا.
ونحن لا نقطع بما لا علم لنا به، فما غاب عنا من حقيقة الشخص لا نستطيع أن نقطع بانتفاء الاحتمال ولا بوجوده، ولا طائل من هذه المسألة مادمنا نُقِرُّ بأن الحقيقة والباطن وما خفي علينا ليس علينا معرفته والتنقيب عنه، وليس هو مناط الحكم بالكفر والإسلام لا أحكام الأصل ولا أحكام الشريعة، لا في الاعتقاد ولا في المعاملة.
فالاحتمال إذا سلَّمنا بوجوده هو في حقيقة الفرد وما غاب عنَّا من حاله، لا في ظاهره ولا في الحكم عليه، يجب الانتباه لهذا جيدا، وهذا ما لم يستطع المخالفون فهمه، ولا حيلة لنا معهم غير أن ندعو الله أن يهديهم.
ولا اعتبار لوجود الاحتمال حتى لو قطعنا بوجوده، لأنه أمر باطن خفيٌّ، لا يبنى عليه حكم ولا معاملة ولا غير ذلك، ولكن المخالفين من المتوقفين ومن لم يكفرهم أصَّلوا وفرَّعوا على هذا الاحتمال فضلوا وأضلوا، والله المستعان.
-
فالسؤال الذي يوجهه المخالفون لنا هل حكمكم على الأفراد حكم على الحقيقة واليقين؟ أم أن هناك احتمال أن يكون الفرد المار في الطريق – مثلا - مسلما؟
جوابه أن نقول: أن الله لم يكلفنا بالبحث عن الحقيقة واليقين، وما خفي علينا من الحقيقة والباطن لا نعلمه، وما لا نعلمه لا نحكم عليه، ولا دخل لنا به، يكفي هذا جوابا لسؤالهم ولا داعي للخوض معهم في التفاصيل أكثر.
ثم إن هذا سؤال محدث ناتج عن عدم الاكتفاء بما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه، وهذه علامة أهل الضلال والتنطع، ومجاراتهم في ذلك سبب الضلالة والشك....منقول
عربي باي