صفحتي

صفحتي
مدونة ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
الثلاثاء، 1 نوفمبر 2016

إجابة على سؤال : هل تكفير المشركين من أصل الدين ؟

تكفير المشركين
********************
فكما أن الإسلام لا يتحقق إلا باعتقاد بطلان عبادة غير الله (وهي
دين الكفار والمشركين), كذلك فإنه لا يتحقق إلا بتكفير من دان بعبادة
غير الله.
فالمسلم يعتقد أن عبادة الله وحده هي دين الإسلام وهي الحق, وأن
عبادة غير الله هي دين المشركين وهي الباطل, ولا يمكن أن يجعل من
عبد غير الله على دين الإسلام, لأنه يعلم أن هذا لم يأتِ بالإسلام,
وكذلك لا يمكن أن يعتبر جاهل التوحيد على دين الإسلام, لأنه يعلم
أن هذا لم يدخل الإسلام بعد.
فإسلامنا يختلف عن الإسلام الذي يدَّعيه من يعبد غير الله ومن
يحكم له بالإسلام. ولهذا قلنا أن الخلاف القائم بيننا وبين من لم يعتقد
تكفير المشركين ليس خلافاً في المصطلحات, وإنما هو خلاف في تحديد
الإسلام والكفر, فنحن وهم على طرفي نقيض لا يجمعنا دين واحد.
وهؤلاء الذين يعتقدون أن الحكم بإسلام من عبد غير الله ليس
كفراً, هم في الحقيقة لا يعرفون الإسلام, فلو عرفوه ﻟﻤا قبلوا بإسلام من لم يفرق بين الكافر والمسلم ولم يميز بين الإسلام والكفر. فكل من
عرف الإسلام ودان به يعرف ويُقرُّ بأن الكافر على غير دينه, ولا يحتاج
إلى أن يُنبه لمثل هذا. ولا يُتصور أن يكون هناك مسلم يعتقد أن الإسلام
هو دين الله الذي لا يقبل سواه, ثم يعتبر المخالفين له في الدين مسلمين
مثله.
الذي يعتقد أن اجتناب الشرك والبراءة منه من أصل الدين, لا بد أن
يؤمن بكفر من خالفه فيه, ولا يمكن أن يعتقد بإسلام من لم يجتنب
الشرك ويتبرأ منه.
والذي يؤمن بأن تكفير المشركين من أصل الدين, لا بد أن يؤمن
بكفر من خالفه فيه أيضا، ولا يمكن أن يعتقد بإسلام من لم يكفر
المشركين.
والإيمان بأن تكفير المشركين من أصل الدين, مبني على الإيمان بأن
عبادة الله وحده والكفر بما يعبد من دونه من أصل الدين, إن صح هذا
لزم الآخر لزوماً ضرورياً لا ينفك عنه, فمن آمن بالثاني لزمه الإيمان
بالأول, وإلا كان إيمانه بالثاني باطلاً.
فمن لم يؤمن بأن تكفير المشركين من أصل الدين, هو في الحقيقة لا
يؤمن بأن عبادة الله وحده والكفر بما يعبد من دونه من أصل الدين.
وإلا فما معنى كونها من أصل الدين إن لم يعنِ أن المخالف في ذلك كافر.
فالمسلمون جميعاً متفقون في أصل الدين, وهو الذي يجمعهم على
دين واحد, ويفرق بينهم وبين سائر الكفار.
ولا يتصور أن يكون هناك مسلم ليس عنده أصل الدين الذي يميِّز
به بين المسلم والكافر, والجهل بهذا يعني الجهل بالإسلام, والجهل
بالإسلام يعني عدم الإسلام, فكيف يكون الرجل مسلماً من غير
إسلام?!!.
فكل من عرف الإسلام عرف أصله الذي لا يتحقق إلا به, وعرف
أيضا بكل بساطة, أن من خالف في هذا الأصل فليس على الإسلام,
وعرف أيضا أن من جهل هذا الأصل لا يمكن أن يأتي به.
وبهذا يثبت لمن أراد الحق وتجرّد له, أنه لا إسلام لمن لم يكفِّر الكفار
والمشركين.
=========================
الأنبياء كلهم تبرؤوا من الكفار والمشركين
********************************
لقد أعلن جميع رسل الله براءتهم من كل من عبد غير الله, وكفروا
بهم وأبغضوهم وعادوهم, قال تعالى: { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ } [ الممتحنة: من الآية ٤]
والله عز وجل أمرنا باتباع ملة إبراهيم, وجعله للناس إماماً, واتخذه
خليلاً, وملة إبراهيم هي الحنيفية, وهي البراءة من المشركين ومما
يعبدون من دون الله.
كما قال تعالى: { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) } .[٢٧− الزخرف: ٢٦ ]
وقال عز وجل: { فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) } [ الأنعام ٧٩,٧٨ ].
وقد ختم الله عز وجل سورة التوحيد بقوله: { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) } .[ الكافرون: ٦ ]. فدين من وحّد الله فَعَبَدَه وحده ولم يشرك به شيئاً
هو الإسلام, ولا يمكن أن يجتمع مع من أشرك بالله على دين واحد
أبداً, ولا يمكن أن يستويان أبداً, بل كل واحد منهما متبرئ مما عليه
الآخر, ولا يشاركه فيه, فلا يمكن أن يكون الموحد عابداً لغير الله, ولا
يمكن أن يكون المشرك عابداً لله وحده.
فكيف يصح مع هذا كله القول بأن تكفير المشركين ليس من أصل
الدين, ويمكن أن يتحقق الإسلام من غير تكفيرهم؟!!.
وكيف يقبل من عرف الدين الحق القولَ بأن الحكم بالإسلام لمن
عبد غير الله, وجعل معه آلهة أخرى, لا يعارض الإسلام الذي بعث
الله به رسله و أنبيائه ؟!!.
لا والله, لا يصح هذا ولا يُقبل, وليس هذا من دين الله في شيء
======================
البراءة من المشركين
***********************
من المعلوم أن كل معبود من دون الله له من يعبده ويَصرف له ما لا
ينبغي أن يُصرف إلا لله, وبفعل هذا المشرك صار إﻟﻬﺎً مع الله, فلا بد
من البراءة من المعبود ومن عبادته ومن عابديه, ولا تتحقق واحدة منها
دون الأخرى.
فلا يستقيم ولا يصح البراءة من المعبود دون البراءة من عبادته.
ولا يستقيم أيضا ولا يصح البراءة من المعبود وعبادته دون البراءة
ممن جعله معبودا وصرف له العبادة من دون الله.
وليست البراءة من المعبود بأولى من البراءة من العابد, وهل يصير
العبد المخلوق إﻟﻬﺎ معبوداً إلا بوجود من أشركه مع الله وعَبَدَهُ معه؟!.
ومثال على ذلك : هذه القبور التي تعبد اليوم من دون الله, فلولا ما يفعله
المشركون عندها, وما يعتقدونه فيها, ﻟﻤا زاد عن كونها قبوراً لأناس
كانوا أحياء, يأكلون ويشربون ويحتاجون ﻟﻤا يحتاج إليه البشر الضعفاء,
فماتوا وقُبروا في هذه القبور, وهي كغيرها من سائر القبور الأخرى,
ولكن المشركين عظموها وغلوا في محبة أصحابها حتى عبدوهم مع الله,
فصارت آلهة تعبد مع الله الواحد الأحد, وطواغيت تقدس من دون
الله.
فهل تستقيم البراءة منها دون البراءة ممن اتخذها وصيرها آلهة من
دون الله ؟
هل يصح في الفطر السليمة, والعقول المستقيمة, والملة الحنيفية, أن
نعتقد أن هذه القبور آلهة باطلة لا تستحق شيئاً من العبادة, وأن عبادتها
كفر وشرك بالله, تناقض الإسلام وتبطله, ولا نعتقد كفر وضلال من
عبدها, بل نجعلهم في زمرة الموحدين, ونساويهم بمن يعبدون الله
وحده ولا يشركون به شيئاً, ويكفرون بما يعبد من دونه?!.
    هل يستوي من يكفر بهذه القبور مع من يعبدها?!.
    كلا − والذي ارتضى الإسلام لنا دينا − لا يستوي دين من وحَّد الله
وكفر بما يُعبد من دونه, مع دين من جهل التوحيد وجعل مع الله آلهة
أخرى.
قال تعالى: { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهِ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (19) } .[ الأنعام: ١٩].
و قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ } .[ الأنعام: من الآية ١٥٩
كيف يكون المشرك الذي جعل العبادة شِرْكَةً بين الله وبين خلقه
مسلما على دين إبراهيم عليه السلام و الأنبياء جميعا ؟!!.
كيف يستوي من وحَّد الله وعظَّمه ونزَّهه, بمن سبَّه وانتقصه وشبهه
بمخلوق من مخلوقاته وعبدٍ من عبيده ؟!!
======================
الدليل على تكفير الكفار والمشركين هو الإسلام نفسه
*************************************************
البراءة ممن جعل مع الله غيره, واتخذ من دونه أرباباً و أندادا وشركاء,
وكان عَبْداً للطاغوت من دون الله خالقِه ورازقِه ومالكِ أمره, هذه
البراءة الدليل عليها هو الإسلام نفسه, ولا تحتاج لذكر آية من كتاب
الله أو حادثة من السيرة أو حديثٍ عن المصطفى صلى الله عليه و سلم
كيف هذا ؟
أليس كل من عرف الإسلام لا بد أن يميز بين من يدين به ومن لا
يدين به ؟!
حتى الكفار الذين عرفوا الإسلام ولم يدخلوا فيه, يفرِّقون بين من
يدين به ومن لا يدين به, وكانوا يقولون لمن أسلم صبأ فلان, يعنون أنه
خرج عن دين قومه.
ولا يعتقد أحدٌ أن الإسلام هو دين الله الحق إلا واعتقد أن ما سواه
باطل وضلال, وإلا لَزِم أن يكون هناك دين آخر غير الإسلام يكون
صحيحاً ومقبولا عند الله, وهذا ينفيه ويعتقد بطلانه كل من يصدق بأن
الإسلام هو دين الله الذي لا يقبل سواه.
ومن اعتقد أن الإسلام هو الدين الحق, لا يشك لحظة واحدة أن
أهله الذين يدينون به على حق, وفي المقابل كل من دان بدين غير
الإسلام على ضلال وباطل.
ومن أقرَّ بأن عبادة الله وحده هي الحق لا بد أن يقر بأن عبادة غيره
باطلة وضلال, وأن من عبد الله وحده هو المحق, وأن من عبد غيره هو
المبطل, ولا يحتاج هذا إلى برهنة واستدلال.
فمن عرف أن الإسلام لا يتحقق إلا بتوحيد الله والكفر بما سواه
قولاً وعملاً, وأراد أن يدخل في هذا الدين; فإنه من الوهلة الأولى
سيعرف أن من يعبد غير الله ليس بمسلم, بل هو في دين آخر باطل
وضلال, وسيعتقد هذا دون أي شك.
(فالذي يعرف الفارق الصحيح بين دين الله الحق, وغيره من الأديان
الباطلة المردودة, سيعرف الفرق بين المسلمين أهل الدين الحق, وبين
الكفار أهل الأديان الباطلة.
ومن لم يعرف الفارق الصحيح الذي يميز بين الإسلام وغيره من
الأديان الباطلة, فهذا هو الذي لا يستطيع أن يميز بين المسلمين
وغيرهم من الكفار, وهو نفسه لن يستطيع أن يكون مسلماً, وهو لا
يعرف الإسلام من الكفر).
فمن عرف الإسلام عرف أن من يدين بغير دين التوحيد ليس مسلماً,
كما عرفها الناس قديماً يوم دعتهم رسل الله لترك ما هم عليه والدخول
في الإسلام.
زيادة توضيح.
عندما يسمع أحد الكفار دعوة الرسول صلى الله عليه و سلم يعرف للوهلة الأولى أن هذا الرسول جاء يدعو لدين جديد, غير هذا الدين المألوف عن
الآباء والأجداد.
ثم إذا التقى بالرسول وسمع منه, عرف حقيقة هذا الدين الجديد,
وما هو الفارق بينه وبين ما يدين به هو وقومه من الكفار.
فإذا اقتنع بما دعاه إليه رسول الله, اقتنع بأن ما يدين به هو وقومه
باطل وضلال, وأن الدين الذي دُعي إليه هو الهدى والحق.
فإذا أراد أن يدخل في هذا الدين الجديد, فإنه يعرف جيداً أنه انتقل
من باطل إلى حق, ويعتقد أنه كان كافراً قبل أن يدخل في الإسلام, وأن
من تركهم في دينه الأول على باطل وضلال وجاهلية وكفر, ومن انتقل
معهم في الدين الجديد على الهدى والحق والإسلام.
وبالتالي فإنه يبرأ من قومه وما يعبدون من دون الله, ويوالي الله
ورسوله والمسلمين.
وهذا يحصل مع كل من ينتقل من الضلال إلى الحق, ومن الجاهلية إلى
الإسلام.
فهل يُعقل أن يعرف أحدٌ الإسلامَ الحق الذي يريده الله ويدعو إليه
رسلُه, ولا يعرف أنه على النقيض مما يدين به المشركون ؟!!!!.
وهل يُعقل أن يترك أحد من الكفار ما كان يعبد من الآلهة و الأنداد،
وينتقل للإسلام ليوحد الله ولا يشرك به شيئاً, وهو يتخيل أنه ينتقل من
حق إلى حق ؟!!!.
وهل يتصور إنسان عاقل أنه يمكن لرجل أن يترك دينه الذي اعتاده
وألفه بعد أن عرف أنه دين باطل, وينتقل إلى الإسلام ويخالف قومه, ثم
مع هذا يعتقد أن قومه الذين خرج عن دينهم على حق, وأن المسلمين
الذين دخل معهم في دينهم على حق أيضا ؟!!!.
كل هذا لا يتصوره عاقل أبداً.
والحق الذي لا مِرية فيه, أن كل من خرج عن الكفر ودخل في
الإسلام الحق, لا بد أنه يدرك جيدا:
* أن ما خرج عنه هو الكفر والضلال, وأن ما دخل فيه هو الهدى
والحق.
* وأن من خالفهم في الدين على ضلال وفي جاهلية وهم كفار
مشركون, وأن الذين انتقل إليهم ودان بدينهم على الحق والنور
والهدى, وهم مسلمون موحدون.
كل هذا يعرفه من عرف الإسلام على اختلاف أفهامهم وعقولهم,
ولا يحتاج إلى أن يُبيَّن له ويُنبَّه عليه
==========================
أهمية الولاء والبراء
********************
اعلم هداك الله الى طريق الله انه لا يصح اسلام العبد حتى يتبرأ من اهل الشرك ويعاديهم ويكفرهم ويتبرا من معبوداتهم
كما قال تعالى:قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العدواة والبغضاء ابدا حتى تومنوا بالله وحده) ومن لم يتبرا منهم فقد توالهم والله عز وجل يقول: ( ومن يتولهم منهم فانه منهم )
البراءة منهم وعدم موالاتهم وبغضهم في الله :
//////////////////////////////////////////
اعلم ان المشركين لم يستجيبوا لرّبهم الّذى يدعوهم إلى صراطه المستقيم صراط التوحيد والإسلام واستجابوا لنداء الشيطان الذى يدعوهم إلى صراط الجحيم صراط الشرك والجاهلية ولذلك فهم أولياء الشيطان عدو الله الكافر، ومن واَلىَ عدوَ الله فقد جاهر بمعاداةِ الله وخروجه عن حزبه المفلح. فهُما حزبان متعاديان متضادّان ولكل منهما آمرٌ متبوع والأمران لا يتفقان ولا يصطلحان ومن ثم وجب على من يريد الاسلام ان يتبرأ من اهل الشرك و أن يبغضهم فى الله بل إنّه لا يكون مُؤمناً حتى يُبغضَهم وتزول مودّتهم من قلبه قال تعالى:
{لاتَجِدُ قَوماً يُؤمِنُوْنَ بِاَلْلّهِ وَاَلْيَوْم الأخِرِ يُوَاْدُّوْنَ مَنْ حَاْدَّ اَلْلَّهَ وَرَسُوْلَهُ وَلَوْ كَاْنُوا آباءَهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب فى قلوبهم الإيمان وأيدّهم بروح منه ويدخلهم جناتٍ تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها رضى الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزبُ الله ألا إن حزب الله هم المفلحون} (المجادلة: 22).
ولا يحل للمسلم أن يوالى أهل الجاهلية المشركين وأن يتخذ منهم أولياء وكلمة (ولىّ) تحمل معانى القرب والحب والنصرة والطاعة.
والمرء قبل إسلامه كانت عشيرته أوقبيلته أومجتمعه أقرب النّاس إلى قلبه وكان يحبهم ويطيعهم وينصرهم ويرجوا منهم النصرة وكان يغضب لهم ويكره مساء تهم وهذا هو (الولاء) فإذا أسلم المرء وبقيت العشيرة أو القبيلة أو المجتمع فى الشرك لا يحلُّ أن يستمرّ ولاؤه لهم وأن يكون كما كان قبل إسلامه بل عليه قطع موالاتهم واتخاذ المؤمنين أولياء له من دونهم فمن أعلن موالاته لأهل الشرك وبراءته من أهل التوحيد كان كافرا مشركا مثلهم ومن أعلن موالاته لأهل التوحيد وبراءته من أهل الشرك ولكنه أضمر خلاف ذلك ووالى المشركين فى السرّ كان منافقاً له ما للمنافقين فى الدنيا والاخرة
قال تعالى:
{ياأيها الذين امنوا لا تتخذوا أباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الايمان ومن يتولّهم منكم فأولئك هم الظالمون} (التوبة:23)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ ..}. الآية : [ الممتحنة : 1 ] .
قال تعالى
{لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلوكَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُم{ [سورة المجادلة:22].
قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {23}
قال تعالى:
قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ{ [سورة التوبة:23-24].
وقال تعالى:
{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاءؤا مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَه)
يقول الإمام الطبري:
قد كانت لكم يا أمة محمد أسوة حسنة في فعل إبراهيم والذين معه في هذه الأمور من مباينة الكفار، ومعاداتهم، وترك موالاتهم إلا في قول إبراهيم لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ فإنه لا أسوة لكم فيه في ذلك لأن ذلك كان من إبراهيم عن موعدة وعدها إياه، قبل أن يتبين له أنه عدو لله فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه، فتبرأوا من أعداء الله، ولا تتخذوا منهم أولياء حتى يؤمنوا بالله وحده ويتبرؤا من عبادة ما سواه، وأظهروا لهم العداوة والبغضاء (95).
وفي الحديث
( ابايعك علي ان تعبد الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتناصح المسلمين وتفارق المشركين )
وقال تعالى
(إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ[سورة هود:54 – 56].
وقال تعالي
{وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِين[َ سورة هود: 42 – 47
جاء في تفسير قوله تعالي ( ومن يتولهم منكم فانه منهم )
أي من تعاضلهم وتناصرهم علي المسلمين فحكمه حكمهم في الكفر والجزاء وهذا حكم باق الي يوم القيامة وهو قطع الموالاة بين المسلمين والكافرين
(لا تصح الموالاة إلا بالمعاداة كما قال تعالى: عن إمام الحنفاء المحبين، أنه قال لقومه:
(أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين) فلم تصح لخليل الله هذه الموالاة والخلة إلا بتحقيق هذه المعاداة. فإنه لا ولاء إلا لله، ولا ولاء إلا بالبراء من كل معبود سواه
قال تعالى:{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءؤا مِّمَّا تَعْبُدُونَ إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فإنهُ سَيَهْدِينِ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ.
أي جعل هذه الموالاة لله والبراءة من كل معبود سواه كلمة باقية في عقبه يتوارثها الأنبياء وأتباعهم بعضهم عن بعض، وهي كلمة لا إله إلا الله، وهي التي ورثها إمام الحنفاء لأتباعه إلى يوم القيامة)
" وقد حكم الله تعالى بأن من تولاهم فإنه منهم ولا يتم الإيمان إلا بالبراءة منهم والولاية تنافي البراءة فلا تجتمع الولاية والبراءة أبداً ." أ.هـ نقلا
"والمرء قد يكره الشرك ، ويحب التوحيد ، لكن يأتيه الخلل من جهة عدم البراءة من أهل الشرك ، وترك موالاة أهل التوحيد ونصرتهم ، فيكون متبعاً لهواه ، داخلاً من الشرك في شعبٍ تهدم دينه وما بناه ، تاركاً من التوحيد أصولاً وشعباً لا يستقيم معها إيمانه الذي ارتضاه ، فلا يحب ويبغض لله ، ولا يعادي ولا يوالي لجلال من أنشأه وسوّاه ، وكل هذا يؤخذ من شهادة : أن لا إله إلا الله ". اه نقلا
ومن العلاقات التى لا تنقطع بين أهل الإسلام وأهل الجاهلية التى لا تعد من الموالاة صلة الأرحام والإحسان الى الضعفاء والمساكين. دعوتهم إلى الله وتعليمهم دين الإسلام.
الأخذ والعطاء فى أمور التجارة والتعامل اليومى. أما الإجتماع معهم فى المعابد والمساجد وهم لا يزالون مصرين على شركهم وكفرهم للوقوف بين يدى الله صفا واحدا والإقتداء بهم فى صلاتهم فهذا لا يجوز ويدل عليه ما يأتى:
قوله تعالى: { ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفى النارهم خالدون } ( التوبة :17 ).
مع قوله تعالى:
{ يا أيها الذبن آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا } ( التوبة : 28).
قال تعالى: { لكم دينكم ولي دين } (الكافرون:6 ).
فدلت الآية على أن أهل الإسلام وأهل الشرك لا يلتقيان فى أمر من الأمور الدينية قبل توبة أهل الشرك من الشرك . والصلاة من أهم أمور الدين كما قال تعالى :{ وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة } ( البينة: 5)
فسمى الصّلاة دينا وقوله تعالى: { إن الصّلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا} ( النساء: 103).
فدلت على أن المشركين ليسوا من أهل الصّلاة فمن صلّى منهم فهو كمن لم يصل فكيف تصح الصّلاة خلفهم وقد قال تعالى: {أولئك حبطت أعمالهم}
تكفيرهم :
////////////
قال تعالى
( قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد لكم دينكم ولي دين)
قال تعالى
( فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرج مما قضيت ويسلموا تسليما وقال تعالى:
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَىْ اَلَّذِيْنَ يَزْعُمُوْنَ أَنَّهُمْ آمَنُوْا بِمَاْ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَاْ أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيْدُوْنَ أَنْ يَتَحَاْكَمُوْا إِلَىْ اَلْطَاْغُوْتِ وَقَدْ أُمِرُوْاأَنْ يَكْفُرُوْا بِهِ وَيُرِيْدُ اَلْشَّيْطَاْنُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاْلاً بَعِيْداً﴾
فبينت هذه الايات انه لا يؤمن بالله من يريد ان يتحاكم الي الطاغوت وانه لا يكون مؤمن حتي يتحاكم الي كتاب الله فقد نفي الله بزعمهم انهم مؤمنون ما دام يتحاكمون الي الطاغوت.
قال تعالى
( ومن لم يحكم بما انزل الله فؤلئك هم الكافرون )
قال تعالى
( هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه الهة لو لا ياتون عليهم بسلطان بين فمن اظلم ممن افتري علي الله كذبا)
قال تعالى
( ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الي يوم القيامة وهم عن دعائهم غافولون )
قال تعالى
(وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام: 88].
وقال تعالى:
﴿قُلْ أَفَغَيْرَ اَللهِ تَأْمُرُوْنِّيْ أَعْبُدُ أَيُّهَاْ اَلْجَاْهِلُوْنَ. وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَىْ اَلَّذِيْنَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ اَلخَاسِرِينَ. بَلِ اَللهَ فَاَعْبُدْ وَكُنْ مِنَ اَلْشَّاْكِرِيْنَ﴾ [الزمر: 64-66] .
وقال تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾ [المائدة:72]
فكل هذه الايات تبين ان من ا شرك بالله ا يا كان من انواع الشرك مثل من تحاكم الي الطاغوت ونبذ كتاب الله ومثل من يرجوا من دون الله من لا يضر ولا ينفع فكل هؤلاء قد بينت الايات انهم كفار وان اعمالهم محبط وان صلوا وصاموا وشهدوا بافواههم الف مرة لا اله الا الله
فأصل دين الإسلام، وقاعدته: أمران؛
الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له؛ والتحريض على ذلك، والموالاة فيه، وتكفير من تركه
الثاني: الإنذار عن الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله
والمخالفون في ذلك أنواع؛ فأشدهم مخالفة: من خالف في الجميع؛ ومن الناس من عبد الله وحده، ولم ينكر الشرك، ولم يعاد أهله: ومنهم: من عاداهم، ولم يكفرهم 0 ومنهم: من لم يحب التوحيد، ولم يبغضه
ومنهم: من كفرهم، وزعم أنه مسبة للصالحين
ومنهم: من لم يبغض الشرك، ولم يحبه
ومنهم: من لم يعرف الشرك، ولم ينكره
ومنهم: من لم يعرف التوحيد، ولم ينكره
ومنهم: - وهو أشد الأنواع خطراً – من عمل بالتوحيد، لكن لم يعرف قدره، ولم يبغض من تركه، ولم يكفرهم
ومنهم: من ترك الشرك، وكرهه، ولم يعرف قدره، ولم يعاد أهله، ولم يكفرهم؛ وهؤلاء: قد خالفوا ما جاءت به الأنبياء، من دين الله سبحانه وتعالى، والله أعلم
و قد ذكر في الإقناع عن الشيخ تقي الدين
أن من دعا عليا بن أبي طالب فهو كافر و أن من شك في كفره فهو كافر..اه نقلا
" و كذا قولنا أن فعل مشركي الزمان عند القبور من دعاء أهل القبور و سؤالهم قضاء الحاجات و تفريج الكربات و الذبح و النذر لهم و قولنا هذا شرك أكبر و أن من فعله فهو كافر و الذين يفعلون هذه العبادات عند القبور كفار بلا شك و قول الجهال أنكم تكفرون المسلمين فهذا ما عرف الإسلام و لا التوحيد و الظاهر عدم صحة إسلام هذا القائل فإن من لم ينكر هذه الأمور التي يفعلها المشركون اليوم و لا يراها شيئا فليس بمسلم " .اه نقلا
السؤال
" رجل دخل هذا الدين و أحبه و لكن لا يعادي المشركين أو عاداهم و لم يكفرهم أو قال أنا مسلم و لكن لا أقدر أن أكفر أهل لا إله إلا الله و لو لم يعرفوا معناها و رجل دخل هذا الدين و أحبه و لكن يقول لا أتعرض للقباب و أعلم أنها لا تنفع و لا تضر و لكن ما أتعرض لها ؟
الجواب :
أن الرجل لا يكون مسلما إلاّ إذا عرف التوحيد و دان به و عمل بموجبه و صدّق الرسول صلى الله عليه و سلم فيما أخبر به و أطاعه فيما نهى عنه و أمر به و آمن به و بما جاء به فمن قال : لا أعادي المشركين أو عاداهم ولم يكفرهم أو قال لا أتعرض لأهل لا إله إلا الله و لو فعلوا الشرك و الكفر و عادوا دين الله أو قال لا أتعرض للقباب فهذا لا يكون مسلما بل هو ممن قال الله فيهم : {وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً}.[ النساء : 150 – 151 ].و الله سبحانه أوجب معاداة المشركين و منابذتهم و تكفيرهم فقال : {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ… }الآية : [ المجادلة : 22 ] 
فمن شك في كفره مع عداوته له و مقته فكيف بمن يعتقد إسلامه و لم يعاده فكيف بمن أحبه فكيف بمن جادل عنه و عن طريقه" اه نقلا
" فمن قال لا أعادي المشركين ، أو عاداهم ولم يكفرهم ، أو قال لا أتعرض لأهل لا إله إلا الله ولو فعلوا الكفر والشرك وعادوا دين الله ، أو قال لا أتعرض للقباب فهذا لا يكون مسلماً بل هو ممن قال الله فيهم وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا ، أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ حَقًّاوالله أوجب معاداة المشركين ومنابذتهم وتكفيرهم ." أ.هـ
"فلا يتم لأهل التوحيد توحيدهم إلا باعتزال أهل الشرك وعداوتهم ."
ووجه الدلالة من هذه الأقوال:
أن من ظاهر الكفار وأعانهم على المسلمين فهو منهم لأنه لم يعادهم ولم يبغضهم بل ظاهره يحب نصرتهم ولذا أعانهم على المسلمين، لا عذر له بالتأويل والجهل.
قال القاضي عياض :
- ولهذا نكفر من دان بغير ملة المسلمين من الملل أو وقف فيهم أو شك أو صحح مذهبهم وإن أظهر الإسلام وأعتقده ، وأعتقد إبطال كل مذهب سواه فهو كافر بإظهاره ما يخالف ذلك.
========================
الولاء والبراء
*******************
قال الله تعالي: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ﴾، ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ﴾، ﴿قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾، ﴿وَأَعْتَزِلكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُون اللَّه﴾، ﴿وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ﴾، فى هذه الآيات القرآنية يُعلن سيدنا إبراهيم - عليه السلام – و كذلك أصحاب الكهف براءتهم وعداوتهم وبغضهم واعتزالهم وكفرهم بقومهم، وما يعبدون من دون الله سبحانه وتعالى.
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ﴿من وحد الله، وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل﴾ رواه مسلم ، عن رسول - صلى الله عليه وسلم - قال: ﴿من قال: لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه﴾ رواه مسلم.
لذلك كل إنسان لا يبرأ إلى الله من شرك "الدساتير" والقوانين الوضعية، وشرك "الديمقراطية"، وشرك دعاوى الجاهلية مثل "الوطنية" و"الجنسية"، وغير ذلك ولا يكفر بها، فهو ليس بمسلم، ولا يصح إسلام أحد إلا بالبراءة من الشرك وأهله وموالاته للإسلام وأهله.
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ﴾، فالإنسان إما مؤمن نواليه فى الله، وإما كافر نعاديه فى الله.
يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾، ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾، ﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾.
الله سبحانه وتعالى يخبرنا أن المؤمنون والمؤمنات أخوة وعصبة واحدة يوالون بعضهم بعض، ويصف الله سبحانه وتعالى المؤمنين: ﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾، ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾.
فمن أحب الله أحب المؤمنين أولياء الله، وكره وأبغض أعداء الله، عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم – قال: ﴿إن أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله، وتبغض في الله﴾ رواه أحمد، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿المرء مع من أحب﴾ رواه البخاري ومسلم.
أما من يوالي أعداء الله الكفار فالله سبحانه وتعالى يقول عنهم: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ﴾، ﴿لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ﴾، ﴿تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾.
ومن يوالي الكفار يأخذ حكمهم يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾، فكل من يوالي الكفار كافر، وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم، فلا يصح إسلام أحد إلا بتحقيق شهادة التوحيد التي لا تصح إلا بالبراءة من أهل الكفر.
الله يخبرنا أن أهل الأرض فريقين لا ثالث لهما، فريق الإيمان الذين هم أولياء الله، وفريق الكفار الذين هم أولياء الشيطان، فمن ترك الإيمان بالله الذي هو الإعتقاد والقول والعمل بلا إله إلا الله فهو كافر من أولياء الشيطان، وإن كان يعتقد أنه مسلم مؤمن بالله.
منقول
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي