صفحتي

صفحتي
مدونة ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
الخميس، 16 فبراير 2017

(٢٢) قالوا : فقلنا

قالوا :

نحن الآن نحتاج للدعوة فلا تشغلوا أنفسكم بالتكفير وانصرفوا إلى ما ينفع الناس ولا ينفرهم منا واجتهدوا في دعوة الناس

فنقول :

وهل هناك تعارضا بين تقرير حكم الله في المشركين بتكفيرهم وبين دعوتهم للإسلام إن التكفير أمر مهم جدا في مسيرة الداعية فالمسلم يقيم علاقاته على أساس التوحيد  ومن أهم مقتضيات التوحيد الولاء للمؤمنين والمعاداة للكافرين فلابد إذا أن نحدد من المؤمن لنواليه ومن الكافر لنعاديه هذا للحفاظ على توحيد الداعية ودينه .

أما ما يتعلق بالدعوة فالداعية لابد أن يكون بصيرا بانحرافات الناس ليعلم المدخل الذي سيدخل منه للمدعو فدعوة العاصي ليست كدعوة الكافر فالعاصي ننبهه على موضوع معصيته أما الكافر فنكلمه في التوحيد وندعوه للدخول في الاسلام والانخلاع من الشرك قبل أن نأمره بطاعة أو ننهاه عن معصية .

والداعية ليس  من وظيفته أن يعطى المدعو شهادة مزورة بالاسلام بل من الامانة والنصح أن يجابه المدعو بطبيعة ما عنده من انحراف وموقع هذا الانحراف من الاسلام إن معصية فمعصية وإن كفر فكفر  ويختار الداعية أرفق الأساليب وأحسنها لتوصيل هذا الأمر ليكون أدعى للاستجابة .

وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتكفير المشركين في مكة ومجابهتهم بحقيقتهم فقال تعالى (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولآ أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولى دين )

ووقف النبي أمام قومه فصدع بهذه الحقيقة العقدية التى تضع النقاط على الحروف حتى أصبح مشتهرا بأن محمدا يسب آلهتهم ويعيب دينهم ويفرق بين المرأة وزوجها  والأب وابنه - فهذا بيان واضح قاطع ظاهر بتكفير المشركين وعدم الالتقاء بين الشرك والاسلام لا في الحال ولا في المآل ومع هذا الوضوح فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم الكفار للاسلام ودخل الناس في دين الله أفواجا فإذا علمت هذا عرفت ما معنى العلم بحقيقة الاسلام و كيف ترتب لك هذه الحقيقة المعاملات مع الناس و على أساس ما تقتضيه فهمك لهذه الحقيقة ...

فاللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون ..

منقول

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي