صفحتي

صفحتي
مدونة ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
الاثنين، 14 نوفمبر 2016

من هو المسلم (١١)


كيف يدخل المرء الاسلام
==================

ولا يدخل إنسان الإسلام إلا بالكيفية التي حدَّدها ورسمها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتبدأ بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم :- ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإن قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله )  .
ويقول أيضاً :- ( من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله حرم الله عليه النار )

إن كلمة لا إله إلا الله هي الكلمة التي يتوقف عليها سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة ، وهي الكلمة التي تشكل أساس دعوة الرسل بما فيهم رسولنا صلى الله عليه وسلم .
يقول الله جلّ وعلا :- ]وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ[ [الأنبياء: 25]

ولكي تقبل كلمة لا إله إلا الله من الإنسان وتنفعه عند الله ويدخل بها الإسلام وينجوا بها من نار جهنم لا بدّ أن تتوفر في قائلها شروط ، وبدون تحقّق هذه الشروط فإن هذه الكلمة لا تنفع قائلها ولو تلفظ بها في اليوم ألف مرة.

شروط لا إله إلا الله

أولاً :- العلم بمعناها .
ويدلّ على لزوم ذلك قوله تعالى :- ]فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ [ [محمد: 19].
وقوله تعالى : ]وَلاَ يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [ [الزخرف: 86].
وقوله صلى الله عليه وسلم :- ( من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة )

وكلمة لا إله إلا الله تعني :-
1- البراءة من كل المعبودين سوى الله تبارك وتعالى وهذا معنى ( لا إله ) أي أنه لا يستحق العبادة إله من الآلهة التي تعبد من دون الله تعالى ، وكذلك البراءة من كل الكفّار الذين يعبدون هذه المعبودات الباطلة .
2- الموالاة والعبودية لله وحده لا شريك له ، وكذلك موالاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وحبّهم ومناصرتهم والانتماء إلى جماعتهم .
3- عبادة الله بما أمر على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم .  
فمن جهل هذا المعنى لِـ لا إله إلا الله يكون قد اعتقد عقيدة لا يدري ما هي وما ماهيتها . فهذا الاعتقاد لا يفيده شيئاً .

ثانياً :- العمل بمقتضاها :-

ويدلّ على أن لا إله إلا الله لا تنفع صاحبها بمجرد قولها والعلم بمعناها إلا أن يعمل بمقتضاها ولـوازمها قوله صلى الله عليه وسلم :- ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل ) .

ومقتضى لا إله إلا الله :- إفراد الله بالعبودية وعبادته بما أمر وبذل الجهد لأجل تحكيم دينه في الأرض والابتعاد عن الشرك ، وذلك بعدم ارتكاب مكفِّر من المكفِّرات التي تخرج صاحبها من الملّة ومن دائرة الإسلام والمسلمين.

ومن أمثلة هذه المكفرات المنتشرة في مجتمعات اليوم:-

1) إنكار وجود الله عز وجل ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم
2) عبادة الرؤساء والسادة والزعماء والقادة والأمراء والعلماء وذلك بطاعتهم فيما حرّموه من حلال وأحلّوه من حرام وشرعوه مخالفاً لشريعة الله ومنهجه .

يقول الله عز وجل :- ]اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْـبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُـشْرِكُونَ [  [التوبة: 31].
وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية : ]اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ[ ، فقال له : ( إنا لسنا نعبدهم ) ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " أليس يحرّمون ما أحلّ الله فتحرّمونه ويحلّون ما حرّم الله فتحلّونه " ، فقال : بلى ، فقال صلى الله عليه وسلم :- " فتلك عبادتهم "
 
3) سبّ الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم والدّين والملّة ، وكذلك الاستهزاء بالله وبآياته ورسله وكتبه .
يقول الله عز وجل :- ]يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ  لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ [ [التوبة: 64-66].
4) التحاكم إلى الطاغوت: وهو كل قانون وشريعة غير قانون وشريعة الله تبارك وتعالى مثل قوانين المحاكم المعاصرة والأعراف الجاهلية .
يقول الله جل وعلا :- ]فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [ [النساء: 65].

وقوله تعالى :- ]أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا [ [النساء: 60].

5) الحكم بغير ما أنزل الله .
يقول الله عز وجل :- ]وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ [ [المائدة: 44].

6) السحر تعلّمه وتعليمه والعمل به أو الرضا به وتصديقه .
يقول الله تعالى :- ]وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [ [البقرة: 102].

7) موالاة الكافرين وحبّهم وتأييدهم على باطلهم وتمكينهم من المسلمين وأرضهم والانتماء إلى أحزابهم وجماعاتهم ومنظماتهم العلمانية والوطنية والقومية والشيوعية وغيرها .
يقول الله تعالى :- ]لا يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ [ [آل عمران: 28].

ويقول جلّ وعلا :- ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا [ [النساء: 144]

ويقول جلّ وعلا :- ]إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ! وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ ! يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ [ [المائدة: 55-57].

فإذا ارتكب الإنسان مكفراً واحداً من هذه المكفِّرات وغيرها ، خرج من الإسلام ولو قال لا إله إلا الله في اليوم آلاف المرات وصلّى مئات الركعات وصام الأيام الطوال وجاهد ، إلى غير ذلك من أنواع الطاعات إلا أن يتوب ويتبرأ مما كفر به ...يتبع ان شاء الله

منقول

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي