صفحتي

صفحتي
مدونة ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
الاثنين، 14 نوفمبر 2016

من هو المسلم (٧)


من هو المؤمن بالله

يعرف الله جلا وعلا المؤمن فيقول عز من قائل :
]فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [ [النساء: 65].
في هذه الآية الكريمة يقسم الله بنفسه قسماً توجف منه القلوب وتقشعر منه الأبدان أنه من لم يحكّم رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل كبيرة وصغيرة في مجال الحياة كلّها ، أو حكّمه ولم يقبل حكمه أو قبل حكمه ولكن عن عدم رضى في قلبه ، أو قبله في قلبه ولكن لم يستسلم له تسليماً كاملاً في الظاهر فإنّ هذا الشخص مهما ادّعى الإيمان فإنّ الله سبحانه يقسم بنفسه أنه لم يؤمن وأن الإيمان لا يكون إلا بتحكيم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته ، وتحكيم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الله كتاباً وسنة بعد مماته والقبول بحكمه عن طيب نفس مع انشراح القلب وعدم الشكّ والضيق لحكمه مهما كان هذا الحكم والتسليم لهذا الحكم كلّ التسليم ، فإذا لم تجتمع هذه الأمور كلها فلا إيمان ولا إسلام مهما ادعى ذلك باللسان.
فالإنسان كي يعدّ من المسلمين والمؤمنين يجب عليه أن لا يحكِّم غير كتاب الله وسنة رسوله في كل أمور حياته كبيرها وصغيرها ، ولا يكفي ذلك وحسب بل يجب عليه أن يرضى ويتقيد ويستسلم التسليم الكامل لهذا الحكم ظاهراً وباطناً.

قد يقول شخص يدعي الإسلام أن الدولة التي نعيش فيها لا تحكِّم كتاب الله ولا سنة رسوله فإذا لم نذهب إلى محاكم الطاغوت التي تحكم بغير ما أنزل الله فسوف تضيع حقوقنا ، ولا بدّ لنا للحصول على حقوقنا المغتصبة أن نذهب إلى هذه المحاكم ونشتكي إليها في المسألة ، فنحن من ناحية قلبية لا نؤمن بهذه المحاكم ونعتبرها طاغوتاً ولكن لأننا مجبورين حتى لا تضيع حقوقنا فلا بدّ لنا من تحكيمها ، فكيف نصبح بذلك كفاراً غير مؤمنين ونيّتنا وقلوبنا خالصة لله ليس فيها شرك ولا قبول لغير شرع الله ؟

نقول لهؤلاء نريد أن نسألكم سؤالاً : إذا قال لكم شخص وقد غصب حقكم ، إذا أردتم استرجاع حقكم هذا فعليكم أن تصلّوا لي أو أن تصوموا لي، فهل تفعلون ذلك ؟
وإذا فعلتم ذلك هل تبقون مسلمين ؟
لا بد أن تجيبوا بلا ، لأن الصلاة أو الصيام عبادة لا تكون إلا لله وحده ، ومن فعلها لغير الله فقد عبد غيره وأشرك به ، لأنه من صلّى أو صام لشخص ما مهما كان هذا الشخص فقد وضعه موضع الإله .
فهل فكرتم - هداكم الله - لماذا حرّم الله I التحاكم إلى غير شريعته وحكم على من تحاكم إلى غير كتابه وسنة رسوله بالضلال المبين والكفر المخرج من الملة ووصفه بأنه قد عبد الطاغوت.
إن قبول أن الله عز وجل هو الحاكم الوحيد في الدنيا والآخرة وأن التحاكم إلى كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عبادة مثل الصلاة والصوم والحج ركن من أركان التوحيد . فمن صرف هذه العبادة أو جزءاً منها إلى غير الله فهو كمن صلى وصام لغير الله ، فهذه عبادة وهذه عبادة ، فالله سبحانه وتعالى يقول لنا أن الحكم والتحاكم لله وحده ، لا يقبل شريكاً له في ذلك لا في كبيرة ولا في صغيرة وأن ذلك هو عبادة له لا تجوز لغيره مهما كان ومن كان .
يقول الله عز وجل :- ]إِنْ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ [ [يوسف: 40].          
إن ادعاءكم عدم محبة الطاغوت والكفر به ومع ذلك تتحاكمون إليه ، إدعاء كاذب يكذّبه عملكم ، فلو كنتم تكفرون بالطاغوت وتبغضونه ما تحاكمتم إليه في كبيرة ولا في صغيرة مهما ضاعت حقوقكم فالرزق على الله لا يملك أحد زيادته ولا نقصانه .
إن مسألة التحاكم إلى غير الله ليست مسألة حق وحقوق وضياعها ، إنما هي صرف عبادة من العبادات إلى غير الله وإعطاء حقاً من حقوق الله إلى غير الله ورفع شخص أو أشخاص إلى مرتبة الله ، فهذا هو الكفر والشرك بعينه .
إن الله عز وجل يرفض ادعاء هؤلاء الناس الإيمان ولا يعتبرهم مسلمين مهما كان ادعائهم الإيمان بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، لأنهم مع ادعائهم الإيمان يريدون أن يعملوا عملاً لا يجتمع مع الإيمان الحقيقي ، لأنه من آمن بالله الإيمان الصحيح لا يريد التحاكم إلى الطاغوت لا في نفسه ولا في عمله .
يقول الله عز وجل :-  ]أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا [ [النساء: 60].
إن هذه الآية الكريمة تبين أن الذين يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت مع ادعائهم الإيمان يريد الشيطان أن يضلّهم ، فيوسوس لهم ويخدعهم ويزيّن لهم ويفهمهم أنهم سيبقون على إيمانهم ولو أرادوا التحاكم إلى الطاغوت وحتى لو تحاكموا إليه . يقول الله عز وجل : ]وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا[

  فإذا عرفت أن التحاكم إلى الطاغوت كفر ، فقد ذكر الله في كتابه أن  الكفر أكبر من القتل ، قال تعالى: (والفتنة أكبر من القتل) ،  وقال: (والفتنة أشد من القتل) ، والفتنة هي الكفر ، فلو اقتتلت البادية والحاضرة حتى يذهبوا لكان أهون من أن ينصبوا في الأرض طاغوتا يحكم بخلاف شريعة الإسلام ، التي بعث الله بها رسوله .

أن نقول إذا كان التحاكم كفراً ، والنزاع إنما يكون لأجل الدنيا ، فكيف يجوز أن تكفر لأجل ذلك ، فإنه لا يؤمن أحد حتى يكون الله ورسوله أحب إليهما مما سواهما ، وحتى يكون الرسول أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ، فلو ذهبت دنياك كلّها لما جاز المحاكمة إلى الطاغوت لأجلها ، ولو اضطرك أحد وخيّرك بين أن تحاكم إلى الطاغوت أو تبذل دنياك لوجب عليك البذل ، ولم يجز لك المحاكمة إلى الطاغوت والله أعلم" اهـ الدرر السنية 10/510-511 بتصرف يسير

وحتى نفهم هذه المسألة جيداً لنتدبر هذه الآيات البينات .
قال تعالى :  )إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ ! ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُم ! فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ! ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَه ُ فَأَحْبَطَ  أَعْمَالَهُم( [محمد: 25-28]....يتبع ان شاء الله
منقول

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي