صفحتي

صفحتي
مدونة ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
الأربعاء، 15 فبراير 2017

(١١) قالوا : فقلنا

قالوا :
" من قال لا إله إلاّ الله فهو مسلم كما قال الإمام الزهري : الإسلام هو الكلمة ..
فنقول :

" إن الإنسان قد يقول لا إله إلاّ الله محمد رسول الله وهو تائب متبرئ من الشرك يريد أن يخلص عبوديته لله . وقد يقول ذلك وهو مخالف لشريعة الله مصرٌّ علي الكفر .. كما هو معروف في التاريخ وكما هو واقع مشهود في يومنا هذا .. فإذا كنتم تعتقدون وجوب التفريق بين هذين القائلين والحكم علي الأول منهما بالإسلام ولآخر بالكفر . إذا كنتم تعتقدون ذلك فعقيدتكم سليمة صحيحة .. أما إذا كنتم تعتقدون أنّ النّطق المجرّد بالشهادتين هو الإسلام وإن كان الناطق مصرّاً علي الكفر .. وأنّ لا فرق بين هذين القائلين … فلا شكّ في أنّكم ضللتم عن عقيدة السّلف الصالح ضلالاً بعيداً وبلغتم من الإرجاء مبلغاً لم تبلغه المرجئة القديمة علي تنوعهم وتفرّقهم وهذا جهل بدين الله عز وجل..
وفي كتاب الله وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم وسيرة السّلف الصالح من الحقائق ما ينقض هذه الفكرة الضالّة نقضاً ويأتي بنيانها من القواعد ….

[ الأولي ]: قوله تعالي "وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّ نوحي إليه أنّه لا إله إلاّ أنا فاعبدون( [ الأنبياء : 25] .
مع قوله :"ولقد بعثنا في كلّ أمة رسولا أن اعبد الله واجتنبوا الطاغوت ( [ النحل : 36] .

فظهر من الآيتين أنّ رسل الله لم يكونوا يطلبون من الناس النطق والتلفظ المجرّد … بل كانوا يطلبون منهم إخلاص العبادة لله وترك الآلهة المعبودة واجتناب الطواغيت البشرية والحجرية والخشبية وكان المستجيب الذي يشهد أنّ [ لا إله إلاّ الله ] وهو تارك لعبادة الآلهة الباطلة ، مجتنب لطاعة الطواغيت ..

[ الثانية]: ورد في القرآن الكريم آيات كثيرة تدلّ علي أنّ المشركين الذين أرسل إليهم الرسل .. لم يكونوا يرون أنّ المراد منهم هو النطق بكلمة تتكون من عدة أحرف بل عرفوا أنّ المراد منهم أن يتركوا الآلهة المعبودة والطواغيت المطاعة وأن يعبدوا الله مخلصين له الدين كالآيات الآتية :-

_قالوا : يا هود ما جئتنا ببيّنة وما نحن بتاركي آلهتنا عن   قولك     [  هود : 53].

_أ جئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا     [ الأعراف : 70]

_أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا          [ هود : 62]

_أ صلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء         [ هود : 87]

_أ ئنـا لتاركوا  آلهتنا لشاعر مجنون       [ الصافات : 36]

_أ جعل الآلـهـة إلهـاً واحـداً  [ ص : 5]

فهل عندكم من الحجج ما يردّ هذه الآيات وأمثالها في القرآن ، وما يدلّ علي أنّ المشركين لم يكونوا يرون المطلوب منهم غير التلفظ بهذه الأحرف المعدودة التي تتكون منها كلمة لا إله إلاّ الله ؟؟..

[ الثالثة]: لقد كان اليهود يقولون [ لا إله إلاّ الله موسى رسول الله ] وكانوا يزعمون أنهم شعب الله المختار وأولياؤه المتقون وأنّ النّار لا تمسهم إلاّ أياما معدودة .. ومع كلّ ذلك إنّ الله بيّن كفرهم وشركهم وخروجهم عن شريعة الله وبيّن أنّهم أصحاب الجحيم ..
فعرفنا من ذلك أن الإنسان إذا شهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله ، ثم أتي بالشرك والكفر كالذي صارت به اليهود كفاراً مشركين فإنّه يكون كافراً مشركاً مثلهم ، ولا ينفعه زعمه وادّعاؤه للإسلام ودخول الجنّة …
فهل عندكم من الأدلة ما يقرّر أنّ من ينتسب لهذه الأمّة ينفعه الزعم والادّعاء مع الشرك والكفر . وهل من خصائصه صلى الله عليه وسلم  -دون الرّسل- أنّ من انتسب إليه وادّعي ملّته لا يضرّه الشرك والكفر والنبذ لكتاب الله وراء الظهور ؟؟.

[ الرابعة]: أنّ الله تعالي شرط شروطا لدخول الإسلام وجعل أولها : التوبة من الشرك ، ثم الصلاة ، ثم الزكاة .
فقال تعالي :
_فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلّو سبيلهم   [ التوبة : 5]

وقال تعالي :  فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين      [ التوبة : 11]

قال أنس رضي الله عنه (( توبتهم خلع الأوثان وعبادة ربّهم وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة )) [ ابن جرير]

وقال قتادة : (( إن تركوا اللاّت وشهدوا أنّ لا إله إلاّ الله وأنّ محمد رسول الله فإخوانكم في الدين))   [ابن جرير]
قال الطبرى: [ فإن تابوا] يقول : فإن رجعوا عما نهاهم عليه من الشرك بالله وجحود نبوة نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأنداد والإقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم. [جامع البيان ]
وقيل: [ فإن تابوا ] أي عن الشرك والتزموا أحكام الإسلام . [ انتهى نقلا ]
وقيل: [ فإن تبتم ] أي عما أنتم فيه من الشرك والضلال . [ انتهى نقلا] .

وهكذا يقول كلّ من تصدى لتفسير التوبة المطلوبة من أهل الشرك .. فلا يوجد من يقول : إنّ التوبة المطلوبة هي أن يتلفظ بكلمة [ لا إله إلاّ الله ] وليست أن يتوب من الشرك .

أما حديث أبى هريرة رضي الله عنه الصحيح المرفوع (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله . فتفسّره الأحاديث الصحيحة المرفوعة الأخرى مثل : بني الإسلام علي خمس ، علي أن يُعبد الله ويُكفر بما دونه . الحديث )) . متفق عليه
= من قال لا إله إلاّ الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه علي الله " . مسلم .
وهكذا دلّ الكتاب والسنّة علي أنّ المصرّ علي الشرك والكفر ، الذي يظهر شركه وكفره لا يكون مسلماً معصوم الدم والمال حتى يتوب من الشرك والكفر .

[ الخامسة] : من الأحكام المقرّرة في شريعة الإسلام قتل المرتد . كما أخذ ذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم (( من بدّل دينه فاقتلوه )) . البخاري .

وقد عدّ أقوام كثيرون أنّهم من المبدّلين لدينهم الإسلامي وقتلوا لكفرهم مع كونهم ينطقون بالشهادتين ومقرّين ببعض الشريعة ..
فالذين اعتقدوا نبوّة مسيلمة الكذاب وهم ينطقون بالشهادتين كانوا كفاراً ولم يكونوا مسلمين .. ولو كان الإسلام النطق بكلمة الشهادة . مع صرف النظر عن عقيدة الناطق وسلوكه لكان بنوا حنيفة مسلمين ومثلهم مانعي الزكاة والتتار والقرامطة وغيرهم من الفرق الكافرة المنتسبة إلى الإسلام فكما أنّ الإنسان لا يدخل في الإسلام بالنطق المجرّد بالشهادتين إذا كان مصرّاً علي الكفر ... فكذلك المسلم لا يبقي مسلما بالنطق المجرّد إذا رجع إلي الكفر ...

وهناك حقائق كثيرة غير هذه الخمس تدلّ علي أنّ الإسلام ليس هو النطق المجرّد .. ولكن هذا القدر يكفي ..
أما قول الإمام الزهري [ الإسلام هو الكلمة] فليس حكماً زائداً علي أحكام كتاب الله وإنما هو بيان لحكم من أحكام الشريعة الإسلامية ، وهذا الحكم هو: " إنّ الإنسان الكافر إذا ادّعي الإسلام والتوبة من الكفر .. ولم يأت من الكفر ما يناقض قوله وادّعاءه .. فعلي المسلمين أن يعدّوه مسلماً له حقوق المسلمين ..ولو كان كافراً في الباطن .. كما كان المنافقون مسلمين في الظاهر لأجل تكلمهم بالإسلام و إظهارهم لشعائره كما قال تعالي : " فإن انتهوا فإنّ الله بما يعملون بصير [الأنعام : 39] .
كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( نحن نحكم بالظواهر والله يتولّى السرائر ) .
------------
منقول

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي