صفحتي

صفحتي
مدونة ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
الاثنين، 12 ديسمبر 2016

(٨) مسألة العذر بالجهل في التوحيد

ومن الادلة على عدم عذر أحد بالجهل:

منها قول الله تعالى :

( مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِهِۦٓ إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّ ۢ بِٱلإِيمَٰنِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ صَدۡرا فَعَلَيۡهِمۡ غَضَب مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيم )

وهذه الأية دليل على عذر من وقع في الكفر مكرها بجوارحه بشرط أن يكون قلبه مطمئناً بالإيمان  ( وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلإِيمَٰنِ ) وأما من انشرح صدره بالكفر تحت الإكراه فهو كافر عند الله تعالى قال تعالى ( وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ صَدۡرا فَعَلَيۡهِمۡ غَضَب مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيم )
فإن الإكراه يكون على البدن لا على القلب ( والله عز وجل لم يسثني الجاهل من الكفر فانتبه )
وأما من انشرح صدره بالكفر دون إكراه فهو كافر ومن لم يكفّره فهو كافر مثله لإنه رافض لحكم الله مكذّب به
فانظر إلى هؤلاء يسمون المجوس والمشركين عباد القبور والقصور والتاركين لحكم الله والمتحاكمين للطاغوت مسلمين مع انشراح صدورهم بالشرك بل ويفتخرون به ويعلنون بشركهم وكفرهم ويدافعون عن أضرحتهم وقبور أوليائهم  ويقاتلون في سبيل الطاغوت وهم مع ذلك عند المرجئة من المسلمين!!!؟؟ نسأل الله السلامة والعافية.

-------------

>>> وقول الله تعالى : ( قُلۡ هَل  ۡ نُنَبِّئُكُم بِٱلأَخۡسَرِينَ أَعۡمَٰلا (١٠٣) ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا (١٠٤) أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِ‍َٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ وَلِقَآئِهِۦ فَحَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فَلا نُقِيمُ لَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَزۡنا (١٠٥)

فذكرت هذه الآية صنفاً من الجهال وصفهم الله تعالى بالأخسرين أعمالا قال الله تعالى ( قُلۡ هَلۡ نُنَبِّئُكُم بِٱلأَخۡسَرِينَ أَعۡمَٰلا )
أي أشد الناس خسارة وضلالا في الدنيا والآخرة  ثم بين حالهم فقال الله تعالى ( ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا )
فعصوا الله ووقعوا في الشرك والكفر من حيث لايشعرون وهم من جهلهم  (  وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا )
فحكم الله عليهم بالكفر مع أنهم جهال يحسبون أنهم يحسنون صنعا قال الله تعالى : ( أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِ‍َٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ وَلِقَآئِهِۦ فَحَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فَلا نُقِيمُ لَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَزۡنا ) وأخبر أن أعمالهم حابطة ولا وزن لهم يوم القيامة وحكم عليهم الله تعالى بنار جهنم قال الله تعالى : (  ذَٰلِكَ جَزَآؤُهُمۡ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَٱتَّخَذُوٓاْ ءَايَٰتِي وَرُسُلِي هُزُوًا  )

فهذه الآيات من أدَل الدلائل على عدم عذر أحد بالجهل لأن هؤلاء الصنف من الناس جهال  ويحبون عمل الخير ويحسبون بجهلهم أنهم يُحْسِنُونَ صُنْعًا  فلم يعذرهم الله بجهلهم بل حكم عليهم بالكفر والعذاب في النار مع اعتقادهم أنهم خير الناس طريقة وأقومهم منهجا.

فاقول أي بيان أوضح من هذا وأي حجة أوضح من هذه على أنه لايعذر أحد بجهل وإن حسنت نيته وقصده ما دام جاهلا بمراد الله وأمره  والله ولى التوفيق.

__ قال الإمام بن جرير الطبري في قوله تعالى: ( ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا ):
وَهَذَا مِنْ أَدَلِّ الدَّلَائِلِ عَلَى خَطَأِ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ لا يَكْفُرُ بِاللَّهِ أَحَدٌ إِلَّا مِنْ حَيْثُ يَقْصِدُ إِلَى الْكُفْرِ بَعْدَ الْعِلْمِ بِوَحْدَانِيَّتِهِ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَخْبَرَ عَنْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ وَصَفَ صِفَتَهُمْ فِي هَذِهِ الآيَةِ، أَنَّ سَعْيَهُمُ الَّذِي سَعَوْا فِي الدُّنْيَا ذَهَبَ ضَلالا، وَقَدْ كَانُوا يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُحْسِنُونَ فِي صُنْعِهِمْ ذَلِكَ، وَأَخْبَرَ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ. وَلَوْ كَانَ الْقَوْلُ كَمَا قَالَ الَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّهُ لا يَكْفُرُ بِاللَّهِ أَحَدٌ إِلَّا مِنْ حَيْثِ يَعْلَمُ، لَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ هَؤُلاءِ الْقَوْمُ فِي عَمَلِهِمُ الَّذِي أَخْبَرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَحْسَبُونَ فِيهِ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعَهُ، كَانُوا مُثَابِينَ مَأْجُورِينَ عَلَيْهَا، وَلَكِنِ الْقَوْلُ بِخِلَافِ مَا قَالُوا، فَأَخْبَرَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ بِاللَّهِ كَفَرَةٌ، وَأَنَّ أَعْمَالَهُمْ حَابِطَةٌ.أهـــ)

_____________________
يتبع ان شاء الله / منقول

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي