صفحتي

صفحتي
مدونة ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
الاثنين، 12 ديسمبر 2016

(٦) مسألة العذر بالجهل في التوحيد

البرهان الخامس:

قال تعالى:
وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ
[ الأنعام: 137 ].
وهذا برهان جلي لا انفكاك منه لذي بصيرة، وفي هذه الآية المباركة دلالتان كلاهما حاسمة في هذا النزاع...

الأول: أن سماهم الله مشركين ولم تبلغهم الحجة الرسالية بعد وكانوا أهل فترة وهذا من أوضح ما تكون الحجج.

الثانية: في قوله: زَيَّنَ ، وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ .
فصح أن القوم كانوا يظنون في فعلهم أنه الحق وليس من الشرك، لتضليل سادتهم، ولم يعتبر الله سبحانه لذلك الجهل منهم والالتباس الذي وقعوا فيه وهذه النقطة سنتحدث عنها إن شاء الله باستفاضة في فصل لاحق
ومثل ما سبق قوله تعالى:
قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاء عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ
[ الأنعام: 140 ].
وهذا برهان آخر قائم بذاته، ويزيد في قوله تعالى:بِغَيْرِ عِلْمٍ .
فصح أن الحجة العينية التي يتحقق بها العلم وتنتفي معها الشبه لم تكن قائمة، وإن كان الأمر في ذلك واضحا ابتدءا إلا أن الآية قد أكدت هذا المعنى، لتخرس كافة الألسنة فالقوم ما فعلوا فعلهم إلا:سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ .
وفي هذا البرهان يدخل قوله تعالى: بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ َ
[ يونس: 39 ].
وأيضا:
أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
[ النمل: 84 ].
فكل ما قدمنا آيات ودلائل قاطعة حاسمة في إثبات كفر من خرق التوحيد ولو كان جاهلا لا يعلم.

" فأنت إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه، وقد يقولها وهو جاهل، فلا يعذر بجهله ". اه نقلا ،
ووالله ان هذا الكلام ما خرج عن السنة قيد أنملة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن الرجل ليقول الكلمة ما يتبن ما فيها، يهوى بها في النار سبعين خريفا
[ الحديث رواه مسلم ]،
:
" والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان بالله ورسوله وإتباعه فيما جاء به فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم، وإن لم يكن كافر معاند فهو كافر جاهل فغاية هذه الطبقة أنهم كفار جهال غير معاندين، وعدم عنادهم لا يخرجهم عن كونهم كفارا، فإن الكافر من جحد توحيد الله وكذب رسوله إما معاندا أو جاهلا أو مقلدا لأهل العناد ".اه نقلا
وهذا من أوضح ما يكون التفصيل والتحديد.

أقول: وكلام الله أولى، وكتاب الله أعلى، وحجة الله أقطع، وننبه على أن مسألة العلم وشرط تحقيقه لإقامة الحجة سنفصلها أيما تفصيل بإذن الله في فصل لاحق عند الحديث عن صفة الحجة وكيفية إقامتها والشرط فيها، هل إمكانية العلم أم تحققه فعلا وقد نقلته في سلسلة قالوا : فقلنا برقم ٥-٦ تقريبا لمن اراد الاستذاده

يتبع ان شاء الله / منقول

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي