نقـض التوحيد قبل الرسالة وبعدها
*******************************
الثابت المتقرر في دين الله تعالى أن الناس فيه قسمان، من حيث العموم والإجمال مؤمن وكافر، وثم دينان لا ثالث لهما من خرج من أحدهما وقع في الآخر يقينا. وعكس ذلك صحيح، دين الإسلام ودين الكفر،
قال تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
[ التغابن: 02 ].
وقال أيضا:وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
[آل عمران: 85 ].
فالإسلام هو توحيد الله عز وجل وعبادته وحده، كما تقرر ذلك في أصول الكتاب والسنة المستفيضة بما يغني عن إعادة البيان.
ودين الكفر هو الشرك بالله تعالى ونقض توحيده بأي صورة من الصور كانت. فمن دان بتوحيد الله عز وجل علمنا يقينا كونه من المسلمين، ومن نقض هذا التوحيد وتلبس بالشرك علمنا يقينا أنه ليس مسلما بل وعلى نقيض دين الإسلام أي أنه على دين الكفر، كافر مشرك بالله العظيم.
هذا برهان ضروري أولى لا ينكره إلا مكابر معاند، فليس بمسلم الا من وحد الله تعالى، وكل من ليس بمسلم فهو كافر ضرورة يستوي في ذلك العالم والمعاند والجاهل الضال والمقلد المتبع ومن هو قبل الرسول ومن هو بعده، ومن بلغته الدعوة ومن لم تبلغه، من حيث الحكم العام الذي يجري في ظاهر الحال، و به نميز الناس أمام هذا الدين – الإسلام - أما كونه معذبا يوم القيامة بكفره هذا، أو معفوا عنه لجهله، فهذا أمر آخر وقضية أخرى لها كلام آخر يأتي بإذن الله.
============
البرهان الأول:
قال تعالى:
وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ
[ التوبة: 06 ].
فصح تسميته مشركا، وجعله من المشركين، مع أنه لم يسمع كلام الله، وتصريح الآية بأنه لا يعلم، وهذه حجة واضحة لا انفكاك منها، وهي وما قبلها برهان قطعي على صفة الكفر وحكمه على كل من تلبس بالشرك، علم أو لم يعلم، عاند أو لم يعاند، قلد أو لم يقلد، وبهذا علمنا كفر أهل مكة من قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم وكفر الأقوام الذين بعث إليهم النبيون والمرسلون قبل بعثتهم، وكفر من قال أن الله ثالث ثلاثة، وأن المسيح أو عزير بن الله، ومن قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه، ومن قالوا يد الله مغلولة، ومن قالوا أن الله فقير ونحن أغنياء، ومن توجه بعبادته لغير الله أو استشر ع غير شرع الله كذلك
يتبع /منقول
0 التعليقات :
إرسال تعليق