ومن الأدلة على عدم عذر أحد بالجهل:
أن الكفار الذين حل عليهم غضب الله وعذابه الدائم الداعين لعبادة غير الله كانوا جاهلين بنص القرآن قال الله تعالى في ذكرهم ( قُلۡ أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ تَأۡمُرُوٓنِّيٓ أَعۡبُدُ أَيُّهَا ٱلۡجَٰهِلُونَ )
فلم يعذرهم الله بالجهل بعد أن أثبته الله لهم بل أخلدهم في جهنم بجهلهم وشركهم قال الله تعالى ( وَلَقَدۡ أُوحِيَ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ )
نعوذ بالله من الجهل والجاهلين فهل تعذرون أحدا بعد ذلك بالجهل.
قال السمرقندي في بحر العلوم { أَعْبُدُ أَيُّهَا الجاهلون } يعني : أيها المشركون تأمروني أن أعبد غير الله.
قال بن جرير الطبري وَقَوْلُهُ: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ} يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَلَقَدْ أَوْحَى إِلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ رَبَّكَ، وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ مِنَ الرُّسُلِ {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} يَقُولُ: لَئِنْ أَشْرَكْتَ بِاللَّهِ شَيْئًا يَا مُحَمَّدُ، لَيَبْطُلَنَّ عَمَلُكَ، وَلا تَنَالُ بِهِ ثَوَابًا، وَلا تُدْرِكُ جَزَاءً إِلَّا جَزَاءَ مَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ، وَهَذَا مِنَ الْمُؤَخَّرِ الَّذِي مَعْنَاهُ التَّقْدِيمُ؛ وَمَعْنَى الْكَلامِ: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ، وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ، وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ، بِمَعْنَى: وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ مِنَ الرُّسُلِ مِنْ ذَلِكَ، مِثْلَ الَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْهُ، فَاحْذَرْ أَنْ تُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا فَتَهْلَكَ وَمَعْنَى قَوْلِهِ: {وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْهَالِكِينَ بِالْإِشْرَاكِ بِاللَّهِ إِنْ أَشْرَكْتَ بِهِ شَيْئًا.أهـ
وقال تعالى ( وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ )
فدلت هذه الأية أن أكثر الكفار الكارهين لرسالة الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام الرافضين لشريعتهم كانوا جاهلين ولم يعذروا بالجهل.
قال السمرقندي في بحر العلوم { ولكن أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ }: أكثرهم يجهلون الحق أنه من الله تعالى .أهـــ
______________
يتبع ان شاء الله / منقول
0 التعليقات :
إرسال تعليق