صفحتي

صفحتي
مدونة ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

(١١) مسألة العذر بالجهل في التوحيد

ومن الأدلة على عدم عذر أحد بالجهل:

قول الله تعالى (وَإِذۡ أَخَذَ رَبُّكَ مِنۢ بَنِيٓ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ وَأَشۡهَدَهُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَلَسۡتُ بِرَبِّكُمۡ  ۖ  قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدۡنَآ ۚ أَن تَقُولُواْ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنۡ هَٰذَا غَٰفِلِينَ (١٧٢ ) أَوۡ تَقُولُوٓاْ إِنَّمَآ أَشۡرَكَ ءَابَآؤُنَا مِن قَبۡلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّة مِّنۢ بَعۡدِهِمۡ  ۖ  أَفَتُهۡلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ ( ١٧٣) وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلأٓيَٰتِ وَلَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ )

وهذه الأيات واضحة الدلالة على عدم عذر أحد بالجهل لأن الله تعالى أخذ علي الناس جميعا  الميثاق فقال (أَلَسۡتُ بِرَبِّكُمۡ  ۖ  قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدۡنَا  ٓۚ )

ثم حذّرهم الله تعالى من الإعتذار بالجهل فقال ( أَن تَقُولُواْ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنۡ هَٰذَا غَٰفِلِينَ )
وحذّرهم من الإحتجاج بالبيئة الكافرة وتقليد الآباء الجاهلين فقال ( أَوۡ تَقُولُوٓاْ إِنَّمَآ أَشۡرَكَ ءَابَآؤُنَا مِن قَبۡلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّة مِّنۢ بَعۡدِهِمۡ  ۖ  أَفَتُهۡلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ )
  وبين الله هذه الآيات وفصّلها حتى يرجع الناس إليها ولايحتج أحد بهذه الحجج الباطلة ( وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلأٓيَٰتِ وَلَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ )
فأي بيان أوضح من هذا أن الناس محاسبون على هذا الميثاق الأول فلا عذر لهم بعد ذلك في  الشرك بالجهل.
قال الطبري في التفسير الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} [الأعراف: 173]
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: شَهِدْنَا عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْمُقِرُّونَ بِأَنَّ اللَّهَ رَبُّكُمْ، كَيْلَا تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ: إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ، إِنَّا كُنَّا لَا نَعْلَمُ ذَلِكَ وَكُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْهُ، أَوْ تَقُولُوا: {إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ} [الأعراف: 173] اتَّبَعْنَا مِنْهَاجَهُمْ {أَفَتُهْلِكُنَا} [الأعراف: 173] بِإِشْرَاكِ مَنْ أَشْرَكَ مِنْ آبَائِنَا، وَاتِّبَاعِنَا مِنْهَاجَهُمْ عَلَى جَهْلٍ مِنَّا بِالْحَقِّ؟ . وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ {بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} [الأعراف: 173] بِمَا فَعَلَ الَّذِينَ أَبْطَلُوا فِي دَعْوَاهُمْ إِلَهًا غَيْرَ اللَّهِ.أهـــــ

★ بل جاء في حديث النبي  صلى الله عليه وسلم دليل على محاسبة الناس بالميثاق الأول يوم القيامة:
قال البخاري حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنْ أَنَسٍ يَرْفَعُهُ 
( إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا لَوْ أَنَّ لَكَ مَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ كُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَقَدْ سَأَلْتُكَ مَا هُوَ أَهْوَنُ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي #صُلْبِ_آدَمَ أَنْ لا تُشْرِكَ بِي  فَأَبَيْتَ إِلا الشِّرْكَ ) رواه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء باب خلق ءادم وذريته ورواه مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ
( يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا لَوْ كَانَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا أَكُنْتَ مُفْتَدِيًا بِهَا فَيَقُولُ نَعَمْ فَيَقُولُ قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ أَنْ لا تُشْرِكَ أَحْسِبُهُ قَالَ وَلا أُدْخِلَكَ النَّارَ فَأَبَيْتَ  إِلا الشِّرْكَ )
و هذا الحديث دليل على أن الله حاسبهم بالميثاق الأول وليس بإرسال الرسول فإن التوحيد فطرة الله والشرك كسب العبد وهو محاسب عليه يوم القيامة
  والدليل قول الله تعالى ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ )
وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم
( مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ { ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)  فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ( رواه البخاري ورواه مسلم
فدل هذ الحديث على أن التوحيد فطرة و الشرك يكتسبه الإنسان ولا يُحمل عليه فهو كسبه وهو محاسب عليه
وقول النبي صلى الله عليه وسلم (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ.....الحديث{ هو معنى قوله تعالى في نفي حجج الجاهلين الكافرين المشركين (أَوۡ تَقُولُوٓاْ إِنَّمَآ أَشۡرَكَ ءَابَآؤُنَا مِن قَبۡلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّة مِّنۢ بَعۡدِهِمۡ  ۖ  أَفَتُهۡلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ )
فلم يعذرهم الله بالجهل مع إثباته لهم وحاسبهم على اكتسابهم للشرك فأي بيان أوضح من هذا على عدم عذر أحد بالجهل
___________
يتبع ان شاء الله / منقول

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي