ومن الأدلة على عدم عذر أحد بالجهل:
قول الله تعالى( لِيَحۡمِلُوٓاْ أَوۡزَارَهُمۡ كَامِلَة يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَمِنۡ أَوۡزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيۡرِ عِلۡمٍ ۗ أَلا سَآءَ مَا يَزِرُونَ )
فأخبر الله تعالى أن من أضل الناس بغير علم (بجهل ) يحمل وزره يوم القيامة فدل على أن الجاهل بالله وأحكامه له أوزار مع أنه جاهل فهو غير معذور عند الله بل محاسب لأن الجهل بالله وأمره ليس عذراً بل هو جريمة وإثم.
وهذا معنى حديث رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا }
رواه البخاري ومسلم
وحديث رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا } رواه مسلم
قال الامام البخاري في صحيحه بَابُ إِثْمِ مَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ، أَوْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} الآيَةَ.أهـ
سلهم هذا السؤال قل لهم هل تجزمون أن الجاهل معذور يوم القيامة ؟؟
ومن الأدلة على عدم عذر أحد بالجهل
أن الله تعالى بين أن الكفارالمكذبين بآياته كانوا جاهلين ولم يحيطوا بها علما قال تعالى {وَيَوۡمَ نَحۡشُرُ مِن كُلِّ أُمَّة فَوۡجا مِّمَّن يُكَذِّبُ بَِٔايَٰتِنَا فَهُمۡ يُوزَعُونَ (83) حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُو قَالَ أَكَذَّبۡتُم بَِٔايَٰتِي وَلَمۡ تُحِيطُواْ بِهَا عِلۡمًا أَمَّاذَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ (84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنطِقُونَ }
فسمّى الله تعالى جهلهم بآياته ظلما ولم يسمّه عذرا.
في تفسير اللباب في علوم الكتاب (12/ 353) قَالَ لَهُمُ اللَّهُ : { أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُواْ بِهَا عِلْماً } ولم تعرفوها حق معرفتها ،قلت :فلم يعذرهم مع عدم العلم و المعرفة .أهــ
وفي تفسير السمعاني (4/ 116)قوله تعالى : ( حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما ) أي : جاهلين بالأمر ، وقيل : بعاقبة التكذيب .أهــ
_______________
يتبع ان شاء الله / منقول
0 التعليقات :
إرسال تعليق