تابع شرطي الاسلام
============
الشرط الثاني :- الإيمان بالله :
شروط الإيمان كما فرضها الله جل وعلا ستة لا يتحقق الإيمان الصحيح الذي يقبله الله إلا بالإيمان بهذه الشروط على الوجه الصحيح كما يريده الله لا كما تريده أهواؤنا ، فإذا اختل ونقص شرط من هذه الشروط فلا إيمان ولا إسلام يقبله الله عز وجل.
يقول الله جل وعلا :- ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا [ [النساء: 136].
شروط الإيـمان
1. الإيمان بالله عز وجل :- معناه الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه ، وأنه كما خلق الخلق لوحده فهو الوحيد صاحب الحق لوضع قانون ينظم حياتهم ، وأنه وحده المستحق أن يفرد بالعبادة من صلاة وصوم ودعاء ورجاء وخوف وذل وخضوع ، وأنه المتصف بصفات الكمال كلها المنزه عن كل نقص من صفات المخلوقين ليس كمثله شيء وهو السميع العليم.
2. الإيمان بالملائكة :- هو التصديق الجازم بأن لله ملائكة موجودين مخلوقين من نور ، وأنهم كما وصفهم الله : عباد مكرمون ، يسبحون الليل والنهار لا يفترون ، وأنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون ، وأنهم قائمون بوظائفهم التي أمرهم الله بالقيام بها ، وأنهم مخلوقات نورانية ليس لها جسم مادي يدرك بالحواس الإنسانية ، وأنهم ليسوا كالبشر فلا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون ولا يتزاوجون ، وأنهم ليسوا ذكوراً ولا إناثا.
فما ورد تعيين اسمه في القرآن الكريم والسنة الصحيحة [كجبريل وميكال وإسرافيل ومالك ] ، وما ورد تعيين نوعه المخصوص كحملة العرش والحفظة والكتبة فيجب الإيمان بهم على التفصيل ، وأما البقية فيجب الإيمان بهم إجمالاً والله أعلم بعددهم لا يحصي عددهم إلا هو .
3. الإيمان بكتب الله :- هو أن نؤمن بالكتب التي أنزلها الله على أنبيائه ورسله ، ومن هذه الكتب ما سمّاه الله لنا في القرآن الكريم ومنها ما لم يسم ، والذي أخبرنا الله به عز وجل منها [ التوراة والإنجيل والزبور والصحف التي أنزلها على إبراهيم وموسى ] ، وأما الكتب الأخرى التي نزلت على سائر الرسل فلم يخبرنا الله تعالى عن أسمائها وإنما أخبرنا سبحانه أن لكل نبي أرسله الله رسالة بلغها قومه ، كما يجب أن نؤمن أن جميع الكتب التي أنزلها الله نزلت بالحق والنور والهدى وتوحيد الله عز وجل في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته ، وأن ما نسب إليها مما يخالف ذلك إنما هو من تحريف البشر وصنيعهم ، ونؤمن أن جميع الكتب ما عدا القرآن قد حرّفت ، أما القرآن الكريم فقد حفظه الله تعالى من التبديل والتحريف والتغيير ، وأن القرآن الكريم هو آخر كتاب نزل من عند الله وأن حكمه باق إلى يوم القيامة دون تحريف ولا تبديل ولا تغيير ، وأنه قد أنزل لجميع الإنس والجن ، وأنه يجب اتباع أمره واجتناب نهيه وتصديق خبره وتحكيمه في كل كبيرة وصغيرة .
فالإيمان بالكتب التي نزلت قبل القرآن وطرأ عليها التحريف هو التصديق أنها من عند الله في أساسها وليس في وضعها الحالي بعد التحريف ، فوضعها الحالي لا نؤمن بشيء من محتوياته أنه من عند الله إلا بما ذكره القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم .
4- الإيمان برسل الله :- هو التصديق الجازم بأن لله تعالى رسلا أرسلهم لإرشاد الخلق في معاشهم ومعادهم ، فيجب علينا الإيمان بمن سمى الله منهم في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على التفصيل ، والإيمان جملة بأن لله رسلاً وأنبياء غيرهم لا يحصي عددهم إلا الله ولا يعلم أسماءهم إلا هو جل وعلا .
5- الإيمان باليوم الآخر :- هو الإيمان بكل ما أخبر به الله عز وجل في كتابه وأخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت من فتنة القبر وعذابه ونعيمه والبعث والحشر والصحف والحساب والميزان والحوض والصراط والشفاعة والجنة والنار وما أعدّ الله تعالى لأهلها جميعاً .
6. الإيمان بقضاء الله وقدره خيره وشره من الله :-
ولا يقبل الله من العبد إيمانه بالقضاء والقدر إلا إذا آمن بهذه الأشياء الأربعة :-
1- الإيمان بعلم الله القديم الأزلي وأنه علم بأعمال العباد قبل أن يعملوها وكتبه في اللوح المحفوظ .
2- الإيمان بأن ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن وأن ما في السماوات والأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله تعالى .
3- الإيمان بأن الله تعالى أوجد جميع الخلق ، وأنه خالق كل شيء بما في ذلك أفعال العباد ، وأن كل ما سواه مخلوق ، وأن ما في الكون بتقدير الله وإيجاده .
4- الإيمان بأن ما أصاب العبد لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه .
يقول الله سبحانه وتعالى :- ] إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [ [القمر: 49].
إن كل شيء بقضاء الله وقدره . إن الله يخلق أفعال العباد كلها ولكن لأن الإنسان هو الذي يفعل وبمحض اختياره وإرادته ، فإنه يحاسب على فعله فإن كان خيراً فخير وإن كان شر فشر .
إن الله عز وجل خلق في الإنسان قابلية معرفة الخير من الشر، والحق من الباطل وأعطاه حرية الاختيار .
فقال عز وجل :- ]إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا [ [الإنسان: 3].
إن كل شيء يحصل في ملك الله بمشيئة الله وإرادته ، ولكن الله لا يرضى لعباده الكفر ولم يأمر به وإنما نهى عنه وأمر بالإيمان ورضي عنه .
إن الله سبحانه وتعالى علم كل ما حصل وسيحصل في الأرض ، فعلمه لا يتغير ولا يتبدل ، فهو عالم بكل شيء عالم به متى يكون وكيف يكون قبل أن يكون . فليس في علم الله ماض ولا حاضر ولا مستقبل كل شيء علمه عنده ، فهو يعلم بالإنسان قبل أن يخلقه كيف يكون بعد أن يخلقه ، هل يؤمن أو يكفر وهل يموت على الإيمان أو الكفر . فإذا كتب الله علمه هذا في كتابه المحفوظ فإن كتابته هذه لا تتغير وسوف تتحقق كما كتبت ، ولكن كتابة الله في اللوح المحفوظ لا تعني أنه قد أجبر العبد على الإيمان أو الكفر ، فإن الله أعطى للعبد حرية اختيار الإيمان أو الكفر ، ولهذا يحاسبه على اختياره فيجازيه أو يكافئه ، فالعبد يختار الإيمان أو الكفر بمحض إرادته التي أعطاها الله له . أما كتابة الله عز وجل أفعال العباد منذ خلقهم إلى مماتهم قبل خلقهم وقبل فعلهم فهذا لا يعني إجبارهم على هذه الأفعال ، وإنما لأن الله يعلم كل شيء وليس في علمه جديد ...يتبع ان شاء الله
منقول
0 التعليقات :
إرسال تعليق