لا إله إلا الله
*************
هذه الكلمة العظيمة هي ملة إبراهيم عليه السلام، قال تعالى: ( وَإِذْ قَالَ إِبرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الزخرف:26:27:28).
فالكلمة هي لا إله إلا الله ومعناها البراءة مما يعبد المشركون من دون الله وإخلاص العبادة لله وحده.
وهي تتكون من ركنين: النفي والإثبات، الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، قال تعالى: ( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) (البقرة: من الآية256).
وقال تعالى: ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) (النحل:36).
الركن الأول: النفي (لا إلـه) وهو الكفر بما يعبد من دون الله. ويتحقق بما يلي:
اعتقاد بطلان كل ما يعبد من دون الله، وكل عبادة تصرف لغير الله وأنها شرك وكفر بالله وضلال مبين.
قال تعالى: ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ) (لقمان: من الآية:30).
وقوله تعالى: ( فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ) (يونس: من الآية:32).
وقال الله تعالى : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران:85).
وقال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ) (الأعراف: من الآية194).
وقال الله تعالى : (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) (الأحقاف:5).
البراءة من الشرك ببغضه وإنكاره وتركه واجتنابه.
والدليل قوله تعال: ( قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) (الأنعام: من الآية19).
وقال تعالى: ( وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) (النحل: من الآية:36).
وقال سبحانه: ( وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) (المدثر:5). الرجز: الأصنام، وهجرها تركها والبراءة منها.
وقال الله تعالى : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ) (آل عمران: من الآية:64).
وعن جَابِرُ بن عبد اللَّهِ قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: ( من لَقِيَ اللَّهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شيئا دخل الْجَنَّةَ وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ دخل النَّارَ) رواه مسلم.
فلا يكفي اعتقاد بطلان عبادة غير الله، بل لابد من بغضها، وإنكارها وتركها واجتنابها بالكلية.
وبغير ذلك لا يصح إسلام أحد أبداً.
فمن فعل شيئاً من هذا الشرك الأكبر فقد حبط عمله وصار من المشركين، قال تعالى: ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الزمر:65).
البراءة ممن أشرك بالله بتكفيرهم وبغضهم ومعاداتهم.
الذين يشركون بالله يتخذون من خلقه معبودات يعبدونها من دون الله عزوجل ولولا هؤلاء ما حدث الشرك ولا عُبد أحد من دون الله، فكما لا يستقيم ولا يصح البراءة من المعبود دون البراءة من عبادته، لا يستقيم أيضا ولا يصح البراءة من المعبود وعبادته دون البراءة ممن جعله معبودا وصرف له العبادة من دون الله.
وليس المعبود من دون الله بأولى بالبراءة من العابد، لأن العبد المخلوق لا يصير إلها معبودا إلا بوجود من يشركه مع الله ويعبده معه؟!
بل إن الله عز وجل قدم البراءة من العابد على البراءة من المعبود في أكثر من آية من آيات كتابه البينات، قال تعالى: ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) (الممتحنة: من الآية4).
وقال تعالى: ( وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي) (مريم: من الآية48).
وقال تعالى: ( فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ ) (مريم: من الآية49).
وقال عز وجل: ( وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ) (الكهف: من الآية16).
وقال تعالى: ( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ( آل عمران:67).
فمن لم يكن حنيفا مسلما على ملة إبراهيم وجب البراءة منه.
وقال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) (الأنعام: من الآية:159).
وقال تعالى: ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ* وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) (الكافرون:6:1).
وأما الركن الثاني: الإثبات (إلا اللـه)، معناه إثبات الإلهية لله وحده دون شريك، أو بمعنى آخر إفراد الله بالعبادة والطاعة والولاء. ويتحقق بما يلي:
الإيمان بأن الله وحده هو المستحق للعبادة دون سواه، وأن عبادته وتوحيده هو الحق والعدل والإسلام.
قال تعالى: ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ) (لقمان: من الآية:30).
وقوله تعالى: ( فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ) (يونس: من الآية:32).
وقوله: ( قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ) (الأنعام: من الآية19).
وقوله: ( إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً) (طـه:98).
إخلاص العبادة كلها لله.
والدليل قوله تعالى: ( أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ) (هود:2).
وقوله: ( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف: من الآية40).
وقوله: ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) (الإسراء: من الآية23).
وقوله: ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ) (النساء: من الآية36).
وقوله: ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (الأنعام:82).
إخلاص الولاء لله بموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه.
والدليل قوله تعالى: ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) (الأنعام: من الآية14).
وقوله: ( وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً) (النساء: من الآية119).
وقوله: ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا..) (المائدة:55).
وقوله: ( إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) (لأعراف:196).
وقوله: ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ) (البقرة: من الآية257).
إذاً معنى لا إلـه إلا اللـه:
لا إله إلا الله = لا نعبد إلا الله، ولا نشرك به شيئا، ونبرأ ممن يشرك به شيئا.
لا إله إلا الله = لا ندعو إلا الله، ولا ندعو أحداً غيره، ونبرأ ممن يدعو غيره.
لا إله إلا الله = لا نصلي إلا لله، ولا نصلي لأحد غيره، ونبرأ ممن يصلي لغيره.
لا إله إلا الله = لا نحكم إلا بشريعة الله، ولا نحكم بشريعة الطاغوت، ونبرأ ممن يحكم بشريعة الطاغوت.
لا إله إلا الله = لا نتحاكم إلا إلى شريعة الله، ولا نتحاكم إلى شريعة الطاغوت، ونبرأ ممن يتحاكم إلى شريعة الطاغوت.
لا إله إلا الله = لا نحرم إلا ما حرم الله، ولا نحل إلا ما أحله، ولا نشرع شيئا لم يأذن به، ونبرأ ممن يحرم ويحلل ويشرع بغير إذن الله ومن يتبعهم.
لا إله إلا الله = لا نقبل إلا تشريع الله، ولا نقبل تشريعاً من غير الله، ونبرأ ممن يقبل تشريعا من غير الله.
فكلمة التوحيد هي أصل الدين وحقيقته، ومبدؤه ومنتهاه، وليس المراد نطقها باللسان فقط من غير اعتقاد ولا عمل، بل لابد من قولها والعمل بما دلت عليه باطنا وظاهرا، فمن لم يعرف معناها، أو عرفه ولم يعتقده، أو اعتقده ولم يعمل بما دلت عليه، فكل هؤلاء غير مؤمنين بلا إله إلا الله وإن نطقت بها ألسنتهم.
فجاهل التوحيد يستحيل أن يكون مسلما؛ لأن الذي لا يعرف معنى لا إله إلا الله لا يمكن أن يكون معتقدا لها مصدقا بها؛ فالاعتقاد والتصديق لا يكون إلا بعد العلم بحقيقة الشيء وصحته.
ولا يمكن أن يكون شاهدا بها مقرا بما دلت عليه؛ لأن الشهادة والإقرار لا يكون إلا بعد العلم بالمشهود به.
ولا يمكن أن يكون عاملا بها؛ لأنه لا يفرق بين التوحيد والشرك.
فجاهل التوحيد انتفى عنه الاعتقاد والقول (الشهادة والإقرار) والعمل، ومما لا خلاف فيه أن التوحيد اعتقاد وقول وعمل، فكيف يستقيم في العقول والفطر والشرع الحكيم أن يكون جاهل التوحيد مسلما من غير اعتقاد ولا قول ولا عمل؟!!!
وأما الشهادة بأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي الركن الثاني من الشهادتين.
ومضمون هذه الشهادة الإيمان بأن محمداً بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم رسول الله إلى الناس كافة، عربهم وعجمهم، وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، والإيمان بما جاء به من عند الله عز وجل، ومحبته، وتوقيره، ونصرته، واتباعه، وتحكيمه.
وهاتان الشهادتان هما أصل دين الإسلام، فمن أتى بهما فقد دخل في الإسلام، ومن أخلَّ بهما أو إحداهما، أو ارتكب ما يناقضهما فليس من الإسلام في شيء.
وليس المقصود التلفظ بحروفهما، بل لابد من معرفة معناهما، والعمل بمقتضاهما ظاهرا وباطنا باللسان والقلب والجوارح.
والأحكام في الدنيا تجري على ظاهر الأمر، فمن أظهر الإسلام حكمنا له به وكان من أهله له ما لنا وعليه ما علينا، ولا نخرجه منه إلا بأمر دل الكتاب أو السنة أو الإجماع على كفر صاحبه من اعتقاد أو قول أو فعل أو شك.
وأعظم ما ينقض الإسلام ويضاده الشرك بالله وهو عبادة غير الله عزوجل ، وتسوية الخالق جل وعلا بأحد مخلوقاته مما لا يملك نفعا ولا ضرا، فمن عبد مع الله غيره فهو مشرك ولا يمكن أن يسمى مسلماً ولا حنيفا ولا موحداً.
فالشرك بالله عز وجل يهدم التوحيد الذي هو أصل الإسلام وحقيقته، ولا يجتمع التوحيد مع الشرك أبدا.
فمن اتخذ لله ندا، أو جعل له شريكا بأن صرف شيئا من خصائص الله لمخلوق من مخلوقاته، فهو كافر مشرك.
فالله سبحانه وتعالى يقول: ( قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ * وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الزمر:64: 65).
وحاشا رسل الله وملائكته أن يشركوا به.
وتأمل قوله في هذه الآية: (أَفَغَيْرَ اللَّهِ) يدخل في ذلك كل ما سوى الله، وقوله تعالى: (وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (الكهف: من الآية:110). فأي عبادة صرفت لغير الله فهذا هو الشرك مهما كان المعبود مع الله نبياً أو ملَكاً أو صالحاً أو عالما أو حكيما أو حاكما أو رئيساً أو شجراً أو حجراً أو غير ذلك.
ومن أنواعه المنتشرة في الواقع المعاصر بين من يدَّعون الإسلام ويتلفَّظون الشهادتين:
النوع الأول:-
اتخاذ أولياء من دون الله يعتقدون فيهم النفع والضر، ويخافونهم ويرجون منهم الشفاعة، ويعتقدون أنهم يقربونهم إلى الله زلفى.
والدليل قوله تعالى: ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (يونس:18).
وقوله: ( أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ) (الزمر:43).
وقوله: ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) (الزمر: من الآية3).
وقوله: ( قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرّاً ) (الرعد: من الآية16)، وقوله: (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَيَاةً وَلا نُشُوراً) (الفرقان:3).
النوع الثاني:-
التوجه لغير الله عز وجل بأنواع العبادة التي لا يستحقها إلا الله وحده، كدعاء الموتى، والذبح والنذر لهم، والطواف والعكوف والتبرك بقبورهم وتربتها، وغير ذلك مما هو معروف ومشاهد.
والدليل قوله تعالى: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ) (البقرة: من الآية165).
وقوله: ( وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) (الزمر: من الآية8).
وقوله: ( يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ) (الحج:12).
وقوله: ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) (الأحقاف:5).
النوع الثالث:-
الشرك بالله في الحكم، وذلك بتشريع ما لم يأذن به الله، وتحليل ما حرم الله وتحريم ما أحله، واتخاذ شريعة ومنهج ودستور ما أنزل الله به من سلطان.
والدليل قوله تعالى: ( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف: من الآية40).
وقوله: ( وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً) (الكهف: من الآية26).
وقوله: ( يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ) (آل عمران: من الآية154).
وقوله: ( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (لأعراف: من الآية54).
وقوله: ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ) (الشورى: من الآية21).
وقوله: ( اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ) (لأعراف:3).
وقوله: ( ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (الجاثـية:18).
وقوله: ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ ) (التوبة: من الآية31).
النوع الرابع:-
الشرك في الطاعة والولاء، وذلك بقبول التشريع من غير الله عز وجل، وتحكيمه والتحاكم إليه، وتعظيمه ونصرته، ومدحه وتزينه، فمن فعل شيئا من ذلك فقد آمن بالطاغوت وكفر بربه وخالقه، وصار من المشركين الكافرين.
والدليل قوله تعالى: ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ ) (التوبة: من الآية31).
وقوله: ( وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ ) (آل عمران: من الآية64).
وقوله: ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (يّـس:60).
وقوله: ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ) (النساء: من الآية60).
وقوله: ( اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ) (لأعراف:3).
وقوله: ( وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) (الأنعام: من الآية121).
وقوله تعالى: ( لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ) (آل عمران: من الآية28).
وقوله: ( أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ) (الكهف: من الآية102).
هذه بعض صور الشرك الأكبر المناقضة للإسلام والمنتشرة في الواقع المعاصر.
ونحمد الله الذي جعلنا مسلمين حنفاء لله غير مشركين به، وهدانا لإيمان به والكفر بالطاغوت وترك الشرك وكل ما يعبد من دون الله، ووفقنا للبراءة من المشركين العابدين لغيره، ورزقنا من الفرقان والنور ما نميز به بين الخبيث والطيب، وبين أولياء الله وأعدائه، فلِرَبِّنا الحمد على ذلك كله، وعلى جميع فضله وكثير نعمه وسعة كرمه وجميل إحسانه. والله أعلم.
________________
منقول
0 التعليقات :
إرسال تعليق