صفحتي

صفحتي
مدونة ياقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره
الأحد، 4 ديسمبر 2016

(١) كم إلها تعبد؟!!

هذا السؤال هو أخطر قضية يجب أن يشغل تفكير هذا الإنسان الذي أقر بأن له خالقا واحدا وربا واحدا ومالكا واحدا ، هذا الإنسان الذي صعد أول درجات سلم المعرفة وأيقن أن له ربا واحدا خالقا مالكا هو الله جل جلاله ، يجب عليه أن يفكر لماذا خلقني الله؟ وما حقه علي؟ وقد خلقني ورزقني ورباني وسخر لي ما في السموات والأرض وأنزل لي من السماء ماء عذبا زلالا أنبت به من الأرض حدائق ذات بهجة أطعمني منها رزقا طيبا ثمرات مختلفا ألوانها ، وخلق لي أنعاما مختلفا أشكالها ، أطعمها من نبات الأرض ورزقني لحمها ولبنها وصوفها وذلل لي ظهرها.
ألا يستحق من تفرد بخلقي وملكي ورزقي ونفعي وضري وحياتي وموتي أن يكون وحده إلهي الذي له خالص عبادتي ؟!

ألا يستحق من أسبغ علي نعمه وأغدق علي فضله أن أكون له عبدا مخلصا شكورا ؟!

ألا يستحق من إليه وحده سيكون مصيري بعد موتي أن أطيعه فيما يأمرني وأكون له كما يريد مني؟!

{قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ * أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ *} [النمل : 59 - 64]

(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ) (القصص:71 :72)

(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ) (الأنعام:46)

(قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ)(الأنعام: من الآية164)

(وَمَا لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ * إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ) (يّـس:22 - 25)

{الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ } [الشعراء : 78 - 82]

(رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً)(الكهف: من الآية14)

كم الها تعبد ؟!
هل تعرضت لهذا السؤال من قبل في هذه الحياة؟!! هل سألت نفسك مرة هذا السؤال؟!!

ربما لم يخطر حتى ببالك؟!!

ولعلك تقول: ولماذا يوجه إلي هذا السؤال وأنا دائما أقول لا إله إلا الله ولا أعبد إلا الله ؟!!

نعم لا أحد يوجه إلينا هذا السؤال في الدنيا ، ولو حدث وسألنا أحد هذا السؤال لكان الجواب فورا : نعبد إلها واحدا.
فهل نحن صادقون في هذا الجواب ؟ أم أنه مجرد أماني كاذبة ؟

أقوالنا وأعمالنا شاهدة علينا وهي أصدق دليل على ذلك ، وكثير ما هم الذين تكذب أعمالهم أقوالهم.

قال الله تعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا * وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء : 123 - 125]

إن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني، ولكنه ما وقَر في القلوب وصدقته الأعمال.

كانت قريش ومن حولها من العرب والنصارى واليهود كل منهم يقول نحن على حق ، نحن على ملة إبراهيم ، نحن نعبد الله ولم نكفر بالله ولا بملة إبراهيم، وإذا نظرنا إلى حقيقة ما هم عليه وجدناهم كفارا لا يوحدون الله ولا يتبعون رسله ، وقد فارقوا جميعا ملة إبراهيم.

فهل صدقهم الله عز وجل في قولهم أنهم على حق وعلى ملة إبراهيم؟

كلا ، بل اعتبر قولهم هذا مجرد زعم كاذب وأماني باطلة لا تغني عنهم شيئا ولا تنفعهم عند الله أبدا.

قال تعالى: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (آل عمران:67)

(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ )(المائدة: من الآية68)

(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) (الكافرون : 1 – 6)

فهل يصح أن نقول مادامت قريش والنصارى واليهود يعتقدون أنهم على حق وعلى ملة إبراهيم فهم على ملة إبراهيم حتى وإن كانوا يكفرون ويشركون بالله؟!!

لا شك أن هذا لايصح أبدا ؛ لأن ملة إبراهيم هي التوحيد والتوحيد ضد الشرك ولا يجتمع معه أبدا ، فالذي يشرك بالله لا يوحده ، ويستحيل عقلا وشرعا أن يسمى موحدا مع شركه بالله.

فالأمور إذا بحقائقها لا بمظاهرها المخالفة للحقيقة ، ولا عبرة بقول يشهد الفعل ببطلانه.

فانظر يا عبد الله في قولك وعملك وباطنك وظاهرك هل صدقا لا تعبد إلا إلها واحدا؟!!

إن هذا السؤال قد لا تُلقي له أهمية اليوم ، ولكن هل علمت أن لك يوما سوف تسأل فيه هذا السؤال ؟!

أتدري متى هذا اليوم؟!!

إنه اليوم الذي تفارق فيه الدنيا ، يوم يُدخلك أحبابك في حفرة من الأرض ، ويهيلوا عليك التراب ويتخلى عنك الأصحاب.

وهل تدري من سيسألك؟!!

إنهما ملكان أسودان أزرقان ، يحفران الأرض بأنيابهما ويطآن شعورهما ، صوتهما كالرعد القاصف ، وأبصارهما كالبرق الخاطف ، معهما مرزبة من حديد لو ضرب بها على جبل صار ترابا.

سوف يسألانك عما كنت تعبده في حياتك الدنيا وعما تدين به ، فتخيل هذه اللحظة وكيف سيكون جوابك.

فمن كان في الدنيا صادقا مع الله فسوف ينفعه صدقه ويثبته ربه ، ويقول كنت أعبد الله وحده لا أشرك به شيئا.

وأما أكثر الناس فلن يهتدوا للجواب ولن يوفقوا للصواب لأنهم لم يكونوا في الدنيا صادقين مع الله وكانت أعمالهم وبواطنهم تخالف أقوالهم ، وسيقولون هاه هاه لا ندري.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك فيقول له ما كنت تعبد؟ فإنْ الله هداه ، قال كنت أعبد الله فيقول له ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول هو عبد الله ورسوله فما يسأل عن شيء بعدها فينطلق به إلى بيت كان له في النار فيقال له هذا كان لك ولكن الله عصمك فأبدلك به بيتا في الجنة فيراه فيقول دعوني حتى أذهب فأبشر أهلي فيقال له اسكن . قال وإن الكافر أو المنافق إذا وضع في قبره أتاه ملك فينتهره فيقول له ما كنت تعبد؟ فيقول لا أدري فيقال لا دريت ولا تليت فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول كنت أقول ما يقول الناس فيضربه بمطراق بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثقلين . رواه أبو داود والنسائي وأحمد والمنذري في الترغيب والترهيب

وسوف يُكرر عليك السؤال مرة أخرى ، يسألك الجبار جل جلاله يوم يقوم الناس لرب العالمين. قال تعالى: (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الحجر:92 :93)

قال البخاري: قال عِدَّةٌ من أَهْلِ الْعِلْمِ في قَوْلِهِ تَعَالَى (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) عن قَوْلِ لَا إِلَهَ إلا الله.

قال أبو العالية: يُسأل العباد كلهم عن خلتين يوم القيامة عما كانوا يعبدون وعما أجابوا المرسلين.

فالسؤال إذا له أهميته وعليه مدار حياتك وهو الذي يحدد مصيرك ، فكن صادقا في جوابه الآن لتكون في الآخرة مع الصادقين ، وانظر كم إلها تعبد؟

نتوجه بهذه الكلمات إلى كل عاقل يطلب معرفة حقائق الأمور ببرهان ساطع وحجة دامغة، ويأنف أن يُسلم قياده لغيره ممن هم مثله يحددون له قناعاته واعتقاداته وتصوراته .. عاقل يريد أن يحدد طريقه ويعرف مصيره .. فقد طمست في هذه الأيام حقائق كثيرةوبقيت أسماؤها، فالأسماء موجودة والحقائق مفقودة ، وعما قليل ينكشف الغطاء، وتظهر الحقائق، وتبلى السرائر ، ويقول أكثر الأنس والجن : (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) يقول الله عز وجل: (فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ). ويقولون: (رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ).

فمن الآن :

عليك أن تعرف من الذي يستحق أن يكون إلهك ومعبودك؟ وكيف تكون عابدا له وحده دون سواه؟

عليك أن تعرف التوحيد وما يضاده؟ والشرك وأنواعه؟

عليك أن تعرف كيف تكون مسلما يشهد أنه لا إله إلا الذي فطره وسوَّاه؟

عليك أن تعرف كيف تكون صادقا في قولك لا أعبد إلا الله؟
-
يتبع إن شاء الله...........منقول

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي